التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

مؤتمرات قطر وتنزانيا .. الرهان الخاسر لأمريكا وبريطانيا على ورقة البعث في تقسيم العراق 

كشفت المؤتمرات التي عقدت في قطر وتنزانيا في أيلول/سبتمبر الماضي أن الأميركان والبريطانيين لا يزالون يراهنون على ورقة حزب البعث المنحل والمحظور في العراق في رهان أعلنت خسارته حتى قبل إعلان انعقاد المؤتمر.

فما تسرب عن هذه المؤتمرات يؤكد بما لا يقبل الشك أن أمريكا وبريطانيا وبعد فشلهما في فرض واقع التقسيم على الكتل السياسية العراقية اتجهتا الى البعثيين في محاولة يائسة لإحياء فكرة تقسيم العراق بإضافة البعثيين الى معادلة محاربة تنظيم داعش الإرهابي.

الحوار مرفوض مع البعث

ترفض الكتل السياسية في العراق الحوار مع البعثيين تحت أي مسمى لارتباط الأمر بالدستور العراقي الذي حظر حزب البعث المنحل وهو ما ينفي المزاعم الأمريكية بمشاركة سياسيين عراقيين في هذه المؤتمرات.

ويقول عضو ائتلاف دولة القانون النائب كامل الزيدي في حديث لمراسل وكالة انباء فارس ،إن “أعضاء دولة القانون يرفضون رفضا قاطعا التفاوض مع البعثيين وهذا الأمر ممنوع دستوريا فالدستور العراقي هو الذي حظر حزب البعث وليس حزب معين أو كتلة معينة”.

وأضاف ،إن “الجميع في المشهد السياسي العراقي يعلم جيدا أن هذا الحظر هو حظر دستوري وأي تحركات أخرى للمصالحة مع البعثيين هي تجاوز على الدستور العراقي وعدم احترام له”.

مباركة دول متآمرة

يرى الساسة في العراق ،أن هذه المؤتمرات تأتي بمباركة دولية من بعض دول الجوار العراقي ودول الخليج (الفارسي) المتآمرة على العراق وشعبه والعملية السياسية والديمقراطية فيه.

حيث يقول الناطق باسم حركة أهل الحق نعيم العبودي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس ،إن “قطر بدءً احتضنت اجتماعات كثيرة منذ سقوط نظام المقبور صدام وحتى يومنا هذا بالإضافة الى دول أخرى كالسعودية وتركية والإمارات وغيرها وهذه الدول كانت مواقفها سلبية تجاه الشعب العراقي والعملية السياسية والتغيير”.

ويوضح العبودي ،ان “سبب هذه المواقف السلبية يعود لوجود ديمقراطية جديدة في المنطقة ووجود انتخابات وهم يخافون ويشككون بأي حالة تحدث في الشرق الأوسط حتى لا تكون هناك تأثيرات إيجابية على هذه الدول لذلك هم يتآمرون على العراق وعلى قامات شامخات في العراق وأنا اعتقد أن العراق هو المنتصر والزبد سيذهب جفاءً”.

الرهان الخاسر على التقسيم

تؤكد جميع المعطيات أن هذه المؤتمرات هي رهان خاسر للأمريكان والبريطانيين على ورقة البعث في إعادة مشروع التقسيم الى الواجهة بعد أن فشلت كل محاولات الكتل السياسية المدعومة من واشنطن ولندن وعواصم عربية أخرى في تقسيم العراق بإعلان الإقليم السني.

وحول هذا الموضوع يقول الكاتب أحمد السامرائي في حديث لمراسل وكالة انباء فارس ،إن “أمريكا وبريطانيا كانتا تخططان لفرض مشروع التقسيم عبر إقامة إقليم السنة في الأنبار ونينوى وإضافة مناطق إليها بترغيب سياسيين سنة بالأمر ولكن هؤلاء السياسيون فشلوا بعد انتصارات القوات المشتركة العراقية وتقدمها وقرب تحرير كل المدن العراقية من تنظيم داعش الإرهابي”.

وأضاف ،إن “هذا الأمر خالف ما كانت تراهن عليه أمريكا وبريطانيا وبالتالي صارت الحكومة العراقية غير مقتنعة بالاستجابة للمطالب السياسية والضغوط الأمريكية خاصة بعد التطورات الميدانية وتغير ميزان القوى الدولية على الأرض لصالح المحور الشرقي الداعم لوحدة العراق وتراجع المحور الغربي الذي يرغب بالتقسيم لتحقيق مصالح معروفة”.
المصدر / وكالة أنباء فارس

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق