التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

قائد الثورة: العدو في حربه الناعمة يهدف اساسا لتغيير معتقدات الشعب 

طهران ـ سياسة ـ الرأي ـ

استعرض قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي اهداف الحرب الناعمة الممنهجة والشاملة لنظام الهيمنة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، معتبرا تغيير معتقدات الشعب بانه الهدف الاهم للعدو من وراء هذه الحرب المعقدة.

وخلال استقباله رئيس ومدراء مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الايرانية اليوم الاثنين، اكد سماحة القائد الدور الفريد لهذه المؤسسة في ساحة المواجهة الحقيقية هذه، مشددا على التخطيط الدقيق والعلمي لاداء المؤسسة مسؤولياتها.

واشار الى الحركة الاعلامية العظيمة الحاصلة من قبل وسائل الاعلام الجديدة وقال، ان مؤسسة الاذاعة والتلفزيون هي اليوم متواجدة في خضم ساحة المواجهة الغريبة والهائلة هذه والصراع الذي لا بد منه الا وهي ساحة الحرب الناعمة المعقدة والمهمة جدا.

ودعا سماحته اصحاب الراي والمخلصين وذوي الحوافز لدراسة ابعاد الحرب الناعمة بصورة دقيقة وقال، انه يتم في الحرب الناعمة متابعة ذات اهداف الحرب العنيفة ولكن بصورة اوسع واكثر عمقا.

واشار الى بعض تعقيدات الحرب الناعمة واخطارها الاكثر مقارنة مع الحرب العنيفة واضاف، ان الحرب الناعمة وخلافا للحرب العنيفة ليست واضحة المعالم وغير ملموسة وقد توجه ضربتها الا ان المجتمع قد يكون في غفلة منها او لا يشعر بها.

واعتبر ان الحروب العنيفة عادة ما تثير مشاعر الشعب وتؤدي الى الوحدة والتضامن الوطني في حين ان الحرب الناعمة تقضي على دوافع المواجهة وتوفر الارضية لاثارة الخلافات.

وشدد سماحته على ان الحرب الناعمة لا تخص ايران فقط ولكن فيما يتعلق بايران فان الهدف من هذه الحرب الممنهجة والمدروسة هو تغيير نظام الجمهورية الاسلامية في ايران هوية ونهجا مع الحفاظ على الصورة والظاهر.

وقال قائد الثورة الاسلامية، ان تغيير الماهية والمحتوى يعني تغيير الدوافع والشعارات والمعارف الثورية والاهداف الكبرى مؤكدا انه في اطار الحرب الناعمة للعدو فان بقاء اسم ‘الجمهورية الاسلامية’ لا يهمهم، بل ان ما يهمهم هو ان تضمن ايران اهداف ومصالح اميركا والصهيونية والقوي العالمية.

واعتبر القائد بان الشعب هو المستهدف اساسا في هذه الحرب، مؤكدا علي ان العدو يحاول استقطاب النخبة والجامعيين والشباب والعناصر الفاعلة في المجتمع ويعمل على تغيير معتقداتهم الدينية والسياسية والثقاقية.

ولفت سماحته الى الاهداف الاخرى للحرب الناعمة ومنها الايحاء لشباب اليوم بان الاوضاع الراهنة في البلاد تبعث على الخجل وان تحقيق التقدم في المستقبل غير ممكن بغية ان يسلبوا من الشباب النشاط والحيوية وتحصيل العلم والامل بالمستقبل.

كما اعتبر ايجاد تصورات غير حقيقية لدى الشباب ازاء العالم خاصة اميركا واوربا ورسم صورة وردية عنها والايحاء بانها مريحة وآمنة ومن دون مشاكل، بانها من الاهداف الاخرى للحرب الناعمة واضاف، ان الهدف الاساس والنهائي للحرب الناعمة هو التغيير الماهوي للجمهورية الاسلامية عبر تغيير المعتقدات واضعاف ايمان الشعب خاصة الشباب.

واشار الى ان التقدم الحاصل يوميا في الاجواء الافتراضية يخدم اهداف الحرب الناعمة تماما الا ان الاهم من هذه الامكانيات والتقدم المادي هو الجيش الهائل للنخب الفكرية والسياسية والادبية والاجتماعية والناشطين البارزين في مجال الاتصال والاعلام والفروع الفنية المختلفة، ما وفر خلفية برمجية وقوية ومؤثرة لتحقيق اهداف الحرب الناعمة.

واعتبر سماحته جهود مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بانها لافتة، مؤكدا في الوقت ذاته على تعميق هذه الجهود وترويج الاهداف المتوخاة بصورة فنية ومن دون تظاهر ومبالغة، في مستوى امكانيات الاذاعة والتلفزيون، بغية ان يقبل ويقتنع بها المتلقي.

واكد بان العمل الاهم لتحقيق اهداف مؤسسة الاذاعة والتلفزيون تجاه الحرب الناعمة المعادية هو الوصول الى تحليل بنيوي وصحيح وواقعي عن الظروف الداخلية والاقليمية والعالمية للجمهورية الاسلامية الايرانية.

واشار قائد الثورة الاسلامية الى المشاكل الكثيرة والحروب الداخلية وحتى عودة بعض الثورات المعاصرة في العالم الى الانظمة السابقة واضاف، انه ينبغي مقارنة الوضع الراهن لايران مع وضع اميركا بعد نحو اربعين عاما من اعلان الاستقلال ووضع فرنسا بعد 4 عقود من الثورة الفرنسية الكبرى ليتم ادراك ظروف ايران اليوم وتقدمها اللافت بصورة افضل.

واقترح قائد الثورة على مسؤولي ومدراء مؤسسة الاذاعة والتلفزيون للوصول الى تحليل اساسي وواقعي، مقارنة وضع الجمهورية الاسلامية الايرانية مع بعض دول المنطقة التي عاشت خلال العقود الاربعة الاخيرة تحت ظل اميركا، وقال، ان مثل هذه المقارنة تثبت ما هي التداعيات التي يؤدي اليها الرضوخ والاستسلام وما يثمر عن الصمود من خير وتقدم.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق