التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الحرب السورية .. بين مؤيدي الأسد وخصومه .. الجزء الثاني 

تتدخل في الحرب الدائرة في سوريا اطراف مختلفة ودول عديدة ولكل منهم اهداف استراتيجية من وراء التدخل في هذه الحرب ونحن هنا نريد دراسة اوضاع هذه الاطراف وكذلك الاحداث الجارية في سوريا في الفترة الاخيرة، وقد تناولنا في القسم الاول من هذا المقال اوضاع اصدقاء وخصوم سوريا وفي هذا الجزء نتناول اوضاع الاكراد والأفق الموجود امام الازمة السورية.

الأكراد

لعب الاكراد دورا عقلانيا وايجابيا منذ بدء الحرب في سوريا فالاكراد اختاروا عدم الانحياز لأي طرف في الحرب السورية واختاروا طريقا آخر يميزهم عن باقي اطراف الصراع واعلنوا قيام 3 كانتونات كردية في سوريا هي كوباني وعفرين وجزيرة وقالوا بانهم ليسوا في حرب مع الأسد كما انهم ليسوا في حرب مع معارضيه وبذلك صب الاكراد جهودهم على اقامة منطقة للحكم الذاتي لكن ظهور تنظيم داعش ودخوله الى سوريا غير الاوضاع وقد هاجم داعش كوباني وحاصرها واستمر الحصار 4 اشهر وانتهى بهزيمة كبيرة لداعش.

ان الاكراد لهم اليد العليا حاليا بين اللاعبين على الساحة السورية وانهم يحظون بدعم الغرب والتحالف الغربي الذي ساعد الاكراد بغاراته الجوية كما اعلنت الحكومة السورية انها تدعم الاكراد واعلنت روسيا كذلك ان الاكراد طلبوا منها دعما لوجستيا، ويسعى الاكراد حاليا الى القيام بدور عقلاني لكسب الود الغربي والروسي من اجل الربط بين كانتوناتهم الثلاثة في سوريا والاستفادة القصوى من الاوضاع السائدة حاليا في سوريا رغم علمهم بعدم امكانية الرهان والتعويل على السياسات الغربية.

مستقبل الاوضاع في سوريا

تشهد سوريا الان تماسكا في جبهة مؤيدي الاسد ووضوحا في الرؤى والاهداف لدى هؤلاء وهو ما يساعدهم في اتخاذ قرارات سريعة وواضحة، ان اهداف مؤيدي الاسد تتلخص في دعم مواقف الاسد وبقائه في الحكم لكن هناك في المقابل تعقيد في الرؤى والاهداف لدى خصوم الاسد فالدول الغربية المعارضة للاسد تريد دعم ما يسمى بالمقاومة المعتدلة رغم فشل المشروع الامريكي في تدريب المعارضين المعتدلين.

ان الدول الغربية تعاني من ضياع في سوريا فهذه الدول ليست لديها استراتيجية واضحة للقضاء على داعش كما انها لم تجهز المعارضة السورية بما يجب من اجل اسقاط النظام، اما تركيا فانها لم تنجح في اقناع الغربيين باسقاط الرئيس السوري كما تلتزم تركيا الصمت ازاء تنظيم داعش وفي بعض الاحيان يقوم الاتراك بدعم داعش ايضا وتشن الهجمات العسكرية على بعض الاحزاب الكردية مثل حزب العمال الكردستاني وتعارض اقامة منطقة للحكم الذاتي للاكراد في داخل سوريا.

ومن جهتها تسعى السعودية التي تعتبر اكبر ممول للجماعات المتطرفة في سوريا الى اتخاذ سياسة اكثر واقعية تجاه الازمة السورية وذلك بعد مجيء الطاقم الجديد الى سدة الحكم في الرياض لكن السعوديين سيبقون في صفوف اعداء سوريا وايران وحزب الله خلال المرحلة المقبلة حسب المعطيات المتوفرة.

وفيما يعتبر رسم صورة مستقبلية عن الاوضاع في سوريا امرا بالغ الصعوبة لكن يجب القول ان اصدقاء الاسد لديهم تكتيكات واضحة اكثر في مساعيهم لابقائه في الحكم وانهم يوحدون جهودهم في هذا المجال وذلك في مقابل التفرقة والخلافات الموجودة في صفوف اعداء الاسد حول الاهداف والاستراتيجيات.

ويبقى الامر الايجابي الوحيد في المشهد السوري هو عداء جميع الاطراف المؤثرة في سوريا لتنظيم داعش الارهابي ما عدا الطرف التركي الذي لم يتخذ اي سياسة رسمية ضد هذا التنظيم، وهكذا يصبح بقاء الاسد ضروريا من اجل التصدي لداعش او يمكن القول ان بقائه يعتبر احد الطرق لمواجهة تنظيم داعش وهنا تبرز اهمية الدور الايراني والروسي.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق