كيف تؤثر قضية اللاجئين السوريين على أمن المنطقة؟
تسعى الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين الى توظيف هذه القضية سياسيا وقد شهد الجميع كيف ادعت تركيا والاردن ان جميع اللاجئين السوريين هم من معارضي بشار الاسد، ويبلغ عدد اللاجئين والمهجرين السوريين 11.6 مليون شخص حسب احصائيات الامم المتحدة وقد تهجر 7.6 مليون شخص من هؤلاء في داخل سوريا وغادر 4 ملايين منهم الاراضي السورية، وبهذا الحجم من اللاجئين والمهجرين يتضح حجم هذه المأساة التاريخية.
الأثر الاقليمي .. زعزعة الاستقرار على المدى البعيد
يقول المحللون ان للأزمة السورية أثر طويل الامد ليس على سوريا وحدها بل على الدول الجوار ودول غرب آسيا ايضا، ويعتقد هؤلاء المحللون ان تفشي الفقر والفوضى وعدم الاستقرار هو اهم مأزق ستعيشه دول غرب آسيا بسبب هذه الأزمة وسيكون هؤلاء اللاجئون المشردون الذين خسروا ثرواتهم وارضهم عرضة للابتزاز السياسي من قبل اطراف متعددة.
ان الدول الجارة لسوريا ستستغل مشكلة اللاجئين وهذه تركيا والاردن تقومان باستغلال اللاجئين في القضايا الامنية ووفرتا الارضية للجماعات المسلحة الارهابية لجذب عناصر من داخل صفوف اللاجئين السوريين المتواجدين على اراضيهما.
التداعيات التي تهدد كل الدول الجارة لسوريا
لقد تسببت ظاهرة اللاجئين السوريين بظهور مشاكل عديدة لدول الجوار مثل الارهاب وتاجيج الأزمات السياسية والاخلال بالنظام الاقتصادي وتزايد المشاكل الاجتماعية ومن المتوقع ان تزداد وتشتد هذه الحالات.
1- الارهاب
لقد تحولت سوريا الى اكبر قاعدة للارهابيين التكفيريين وها هو تنظيم داعش المسيطر على مناطق شاسعة يقوم بجذب العناصر والاشخاص الى صفوفه كما تفعل جبهة النصرة الارهابية ذلك ايضا، ولا يكتفي داعش وجبهة النصرة بجذب العناصر على الاراضي السورية بل يقومان بذلك ايضا من بين اللاجئين السوريين في الدول الاخرى وهذا ما يؤثر على امن دول الجوار ايضا حيث شهدت تركيا والاردن على سبيل المثال وقوع العديد من الهجمات الارهابية.
2- الأزمة السياسية
ان 3 دول من اصل 5 دول جارة تستضيف اللاجئين السوريين تعاني من أزمات ومشاكل امنية وهي تركيا ولبنان والعراق كما ان الاردن ايضا ليست مستقرة كما يجب ولذلك يمكن القول ان وجود هؤلاء اللاجئون سيؤدي الى اشعال الازمات فلبنان الذي يستضيف اللاجئين في داخل مجتمعه وليس في المخيمات بات يعاني من تغيير ديموغرافي جراء ازمة اللاجئين والعراق الذي يواجه تنظيم داعش يعاني اصلا من عدم ولاء بعض مكوناته للدولة.
3- الخلل الاقتصادي
تعاني كافة الدول التي تواجه ازمة اللاجئين السوريين من مأزق اقتصادي باستثناء تركيا رغم تلقي هذه الدول المعونات الاقتصادية من الغرب ومن المنظمات الدولية، وسيعاني لبنان والاردن ومصر اللذين يعتمدون على السياحة الخارجية اكثر من غيرهم وقد اعلن لبنان انه بات يعاني من ازمة ديون بسبب انخفاض الايرادات وانه لم يعد قادرا على تقديم الخدمات، ويمكن مشاهدة مثل هذه الحالات ايضا في الاردن كما قام المسؤولون العراقيون والمصريون باطلاق تحذيرات حول التبعات الاقتصادية لأزمة اللاجئين السوريين واحتمال حدوث ازمات تشل الاقتصاد.
4- الاضرار الاجتماعية
ان الدول التي تستضيف هذا الكم الهائل من اللاجئين لن تعود قادرة على ادارة الشؤون الاجتماعية للاجئين فعلى سبيل المثال هناك ازمة تهريب للبشر حدثت في تركيا وقيل ان عصابات التهريب مرتبطة حتى مع مسؤولين حكوميين اتراك، ومن جهة اخرى تشهد مخيمات اللاجئين وقوع العديد من الجرائم والتي تنتقل الى خارج المخيمات ايضا وتهدد مدنا كبيرة مثل بيروت والقاهرة والاسطنبول.
أزمة تهدد الجميع
تقول مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان ازمة اللاجئين السوريين ستترك أثرا سلبا جدا على منطقة غرب آسيا بأكملها وكذلك شمال افريقيا وان الدول التي استضافت هؤلاء اللاجئون هي مستعدة في الاساس لحدوث الاضطرابات والازمات ويمكن للأزمة السورية ان تتكرر في دولة أخرى وهذا يرسم مستقبلا مخيفا لدول المنطقة باكملها.
ان اطالة امد الازمة السورية وتزايد عدد اللاجئين والمهجرين السوريين في دول الجوار زاد من تكاليف الازمة السورية ويمكن القول ان بعض دول الجوار مثل تركيا والاردن قد لعبوا دورا كبيرا في تأجيج هذه الأزمة التي اثبتت الايام بأنها سترتد على الجميع اذا لم يغيروا فورا سياساتهم تجاه الأزمة السورية ويعمدوا الى اطفاء النيران قبل ان تمتد الى مناطق اخرى.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق