التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

سفير النوايا الحسنة: الدعم العسكري الروسي والاستشاري الإيراني أثرا في الميدان السوري 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكد سفير النوايا الحسنة للسلام وحقوق الإنسان الدكتور نظمت عباس إن ما تشهده الأراضي السورية من تطورات ستجبر العالم على تغيير مساره السياسي من الأزمة السورية، فالعالم اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة تهدئة منطقة الشرق الأوسط.

عباس أوضح إن الضربات الروسية قائمة على القانون الدولي، وبات يلمس من خلال التوجهات المتبدلة للعديد من وسائل الإعلام الغربي التغير في المزاج العام الدولي من الأزمة السورية، فالأوروبيون الذين أحسوا بخطورة استمرارية هذه الأزمة من خلال ملفي اللاجئين وارتداد الجهاديين إلى أوروبا، لابد وأن يمارسوا ضغوطاً على الإدارة الأمريكية لتبديل جهة البوصلة في الملف السوري، وهذا نتاج طبيعي للجهود والنوايا الصادقة لحلفاء سوريا لحلحلة الأزمة السورية من خلال جر العالم من معصميه لزيادة فعالية العمل السياسي في الملف السوري من خلال تثبيت معطيات الميدان في الأراضي السورية، فحالة الاشتباك الدولي على المستوى السياسي لم يعد مقبولا أن تستمر.

ولفت سفير النوايا الحسنة، إلا أن العالم ككل عليه أن يتمتع بالنية الحسنة والتعامل الصادق مع الملف السوري، فمحاربة الإرهاب لا يمكن أن تتم على أساس التفريق بين فصيل وآخر، خاصة وإن الميليشيات المسلحة التي تطلق عليها الحكومة الأمريكية صفة الاعتدال هي الأكثر استهدافا للأحياء المدنية الآمنة بمقذوفات مدافع الهاون وجهنم، ومن يستهدف المدنيين بشكل عشوائي لا يمكن أن يكون معتدلاً، وكل ما قدمته سوريا من أدلة دامغة على جرائم الميليشيات المسلحة ما يزال حبيس أدراج الأمم المتحدة وهذا فعل منافي للقيم التي أسست عليها المنظمة الدولية.

وأشار السفير السوري إلى أن زيارة وزير الدفاع السعودي إلى روسيا، وسعيه للحصول على تطمينات أو تنازلات من الحكومة الروسية ستبوء بالفشل، فلو كانت الحكومة الروسية قابلة للمساومة على الملف السوري لما دخلت في عمليتها العسكرية في الأراضي السورية، والتي جاءت من وعي القيادة الروسية بأن الجهاديين الموجودين في سوريا فيما انتصروا وحققوا الخلافة المزعومة القائمة على الإرهاب، فإن هذا سيؤدي إلى تغير حتمي في شكل السياسة العالمية بما يخدم المصلحة الامريكية، الأمر الذي سيهدد الأمن القومي الروسي، وتتقاسم موسكو في هذه الحال الهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي ترى في تقسيم سوريا تهديداً ﻷمنها القومي، بكون هذا التقسيم سيكون في مصلحة التمدد الإسرائيلي في المنطقة، وإضعاف كل القوى الصاعدة بكفاءة إلى الساحة الدولية.

وبيّن عباس إن المرحلة القادمة، تتطلب جهودا من كافة الأطراف السورية بشكل جدي ﻹقامة حوار حقيقي ومستقل دون تدخل أي طرف خارجي، فعلى السوريين المنتمين بشكل حقيقي لوطنهم أن يسعو إلى استثمار الفرصة المتاحة من خلال الدعم العسكري المباشر من قبل القوات الروسية والدعم الاستشاري الإيراني، الذين أثرا في الميدان السوري، فتبدلت المواقف السياسية بشكل نسبي، لأنه إذا ما توحد السوريين في انتماءهم إلى وطنهم وعملوا بشكل جدي على حلحلة الأزمة السياسية بشكل مستقل، ستتغير المواقف الدولية من الأزمة السورية، لأن توظيف الإرهاب في سوريا يحتاج إلى مواقف سياسية من بعض المنتفعين، وإذا ما أسقط قناع من قبل المعارضات الصادقة والوطنية عن هؤلاء المنتفعين، فإن الحكومات الداعمة للإرهاب في سوريا ستفقد الحجة باستمرارية دعمها للميليشيات المسلحة، فالموقف السياسي مرهون بمدى إثبات المعارضات لوطنيتها.

وختم سفير النوايا الحسنة حديثه بالتأكيد إن على المحكمة الجنائية الدولية أن تتخذ موقف جديا من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا من قبل الجماعات المسلحة في سوريا، وملاحقة داعمي الإرهاب وفق القانون الدولي وميثاق الجنائية الدولية، وإلا لتحل الجنائية الدولية نفسها إن كانت مصرة على ان تكون مجرد أداة تحرك من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لخدمة مصالح واشنطن وحلفاءها,انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق