التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

إنتفاضة”العمليات الإستشهادية”: الكيان الإسرائيلي في عنق الزجاجة 

“يوم رعب في إسرائيل.. 4 عمليات في غضون ساعتين”، هكذا وصفت صحيفة هآرتس المشهد الحالي في مدينة القدس المحتلة، مشهد يسير بأبناء الشعب الفلسطيني نحو إنتفاضة ثالثة غير أبهين بإجراءات الإحتلال وعقبات السلطة.

لم تمنع كافّة الإجراءات الإسرائيلية أبناء الشعب الفلسطيني في الضفّة الغربية، وتحديداً مدينة القدس المحتلّة، من المضي قدماً في إنتفاضة جديدة تهدف لمنع تمرير مشروع نتنياهو بتقسيم الأقصى مكانياً وزمانياً، ولكن هذه المرّة ليس عبرالحجارة كما كان الحال في الإنتفاضة الاولى (إنتفاضة الحجارة) عام 1987 أو إنتفاضة الأقصى عام 2000، بل عبر الأسلحة والسكاكين وإستخدام الأليات لدهس المستوطنين.

عمليات إستشهادية
لعل التفسير الوحيد لهذه العمليات التي كان آخرها بالآمس، وأدّت إلى مقتل 3مستوطنين في عمليات القدس وإصابة أكثر من 30 من بينهم 6 في حالة الخطر، هو مدى اليأس من أي حل سياسي عبر المفاوضات للقضية الفلسطينية، الأمر الذي دفع بأطفال إنتفاضة الأقصى عام 2000 إلى تنفيذ “عمليات إستشهادية” في إلإنتفاضة الثالثة عام 2015.

العملية النوعية جاءت كرد فعل طبيعي على الإعتداءات الإسرائيلية، وضربت عرض الحائط كافّة الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية بالتعاون مع سلطات الإحتلال لتقويض أي تحرّك شعبي، كما أنّها نُفّذت بعد ساعات على إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقاوم فلسطيني، حاول الاستيلاء على سلاح أحد الجنود داخل حافلة في مدينة القدس المحتلة، وفق ما زعمت السلطات الإسرائيلية.

في الحقيقة، تكشف هذه العمليات النوعية عن إصرار الشباب الفسطيني المقاوم، بصرف النظر عن وجهة نظر الأفرقاء، فتح وحماس، على إستهداف المتطاولين على الأقصى وأبنائها خاصةً أن “منفذي عملية القدس بالحافلة تبلغ أعمارهما ما بين 22 و24 أحدهما كان يطعن والآخر يطلق النار من مسدس”، وفق موقع واللا الإسرائيلي.

لا شك في أن إصرار الشباب الفلسطيني المقاوم على المضي قدماً في إنتفاضة “العمليات الإستشهادية” ستدخل الكيان الإسرائيلي، وتحديداً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في نفق مظلم، وستؤثر بشكل كبير على أوضاع المستوطنين. قد يرى البعض في محاولة إنتقام أحد المستوطنين عبر قتل رجل آخر بسكين، معتقد انه فلسطيني إلا أنه تبيّن في وقت لاحق أنّه يهودي، حدثاً عابراً، إلا أن هذه القصّة تكشف عن مدى تذبذب المجتمع الإسرائيلي الذي قد يشهد وقائع مشابهة في الفترة القادمة.

الردّ والردّ المقابل
بالتأكيد لن تقف السلطات الإسرائيلية مكتوفة الأيدي إزاء العمليات البطولية بالأمس، لذلك قد تعمد إلى إتخاذ إجراءات جديدة، أبرزها تلك التي تحدث عنها يسرائيل كاتس، وزير المواصلات الإسرائيلية، والذي هدّد بالإجتياح البرّي للضفّة الغربية ومدنهاعلى غرار الاجتياح البري عام 2002 الذي أطلق عليه “السور الواقي”، ولكن هل سيقضي أي إجتياح إسرائيلي للضفّة على “العمليات الإستشهادية” أم سترتفع وتيرتها؟

ربّما لو كانت زمام الامور في تنفيذ العمليات الإستشهادية بيد السلطات الفلسطينية، أو تنظيمات مسلّحة آخرى، يسهل على الكيان الإسرائيلي منعها، أو تقليصها في أحسن الأحوال، إلا أننا عندما نشاهد أن أغلب الذين يقومون بتنفيذ هذه العمليات الإستشهادية هم من الشباب الذين لم يبلغوا سن الخامس والعشرين، لا بل بعضهم لازال تحت العشرين ربيعاً، نتيقّن أن أي إجتياح برّي سيزيد من وتيرة العمليات الإستشهادية، مما يعني خسائر فادحة في صفوف الجيش والمستوطنين.

نقطة آخرى تزيد من سخونة الوضع القائم، هو سعي نتنياهو للإستفادة من الاوضاع العربية في مصر وسوريا والعراق، والدولية بسبب إنشغال المجتمع الدولي بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، بغية تغيير الواقع الحالي لمدينة القدس، ولاسيّما الأقصى. ولكن ما يبعث الامل في النفوس أن محرك حالة الغضب هذه المرة هو المسجد الأقصى، وشرارتها الأولى شبان من وراء الخط الأخضر، ولا نعتقد أن لعباس أو أحد غيره سلطة أو تأثيرا عليهم.

إن العمليات الفردية هذه، أو ما سمّتها الصحافة الفرنسية «انتفاضة السكاكين» على يد شبان في مقتبل العمر، يائسين من المحتل الإسرائيلي لكنهم محبطون أيضا من القائد أو المسؤول الفلسطيني من ناحية، والحليف العربي المتوطئ مع عدوهم من ناحية آخرى، تؤكد إرتفاع أسهم العمليات الفردية في الأيام القادمة، ليس عبر السكاكين والسيارات فحسب، إنما عبر الحقائب المتفجّرة.
المصدر : الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

الرد الى إنتفاضة”العمليات الإستشهادية”: الكيان الإسرائيلي في عنق الزجاجة

  1. حسام

    الله اكبر

     

اضافة تعليق