استغلال امریکي من تحالف اكراد سوريا مع جماعات مسلحة أخرى ضد داعش
تشهد الساحة الكردية في كل يوم ظهور تحالفات جديدة بين الاطراف المسلحة وقد تسارعت هذه الوتيرة بعد الدخول الروسي المباشر في الحرب السورية بالصواريخ والطائرات، وقد اعلنت امريكا مراجعة سياساتها في مجال تدريب وتسليح الجماعات المتصارعة في سوريا والتي تسميها واشنطن بالمعتدلة وبدأت دعم تحالف جديد شكلت وحدات حماية الشعب الكردي عموده الفقري.
لقد شاهد الغربيون كيفية قيام الروس بدعم حليفهم بشار الاسد ولذلك خرج الغربيون من حالة الشك والترديد وباتوا يريدون دعم الجماعات الحليفة لهم في سوريا بشكل اكبر وقد قامت بعض الجماعات المسلحة في سوريا بايجاد تحالفات فيما بينها استعدادا للمرحلة المقبلة ومن بين هذه الجماعات يمكن الاشارة الى وحدات حماية الشعب الكردي التي تحالفت مع جماعة ثوار الرقة ضمن اطار تحالف الجماعات العربية والكردية تحت مسمى قوات سوريا الديمقراطية التي اعلن تشكيلها يوم الاثنين الماضي، وقد وضعت هذه القوات هدفا عسكريا لنفسها رسمته امريكا وهو الهجوم على الرقة ومحاصرتها وطرد قوات داعش منها بعد ان كانت هذه القوات تحارب داعش على شكل جماعات متفرقة في شمال سوريا.
وجاءت هذه الخطوة بعد ان تخلت امريكا عن برنامجها لتدريب آلاف العناصر المسلحة “المعتدلة” بكلفة 500 مليون دولار لمواجهة تنظيم داعش لأن فشل هؤلاء في تنفيذ هذه الخطة قد حال دون استمرارها، وقد اعلنت امريكا وقف برامجها لتدريب المسلحين في خارج سوريا والبدء بدعم الجماعات التي يوالي قادتها امريكا بالسلاح والعتاد العسكري.
وتعتبر وحدات حماية الشعب الكردي و وحدات حماية المرأة ومسلحي جماعة بركان الفرات وعدد آخر من الجماعات المسلحة المعارضة للحكم السوري انها تستحق الدعم اللوجستي والجوي الامريكي بشكل كامل، ان هذا التحالف يتكون من الاكراد والعرب والمسيحيين وهو يحظى بدعم البنتاغون وقد اعلن وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر ان هذا الخليط الذي اثبت نجاحه في مواجهة داعش “هو ما تريده امريكا بالضبط”.
وقد بدأت امريكا بالفعل ارسال السلاح الى هذا الحلف الجديد حيث قامت طائرات النقل العسكرية الامريكية بالقاء 100 شحنة من السلاح الخفيف والذخائر والقنابل اليدوية على محافظة الحسكة السورية التي تسيطر عليها الوحدات الكردية بشكل كامل وقد وصلت هذه الاسلحة بالكامل ليد الاكراد والحلف الذي شكلوه.
ان هذه الاسلحة الملقاة جوا ستخرج الاكراد من موقع الضعف وتزيد من عزمهم على مهاجمة الرقة ومن ثم الربط بين الكانتونات الكردية الثلاثة الموجودة في سوريا فيما يعتبر الغرب وحدات حماية الشعب الكردي افضل القوات لمحاربة داعش على الارض لأن هؤلاء نجحوا في فك الحصار عن كوباني واثبتوا بانهم افضل شريك لامريكا في الحرب ضد داعش.
ويمكن القول بعد تشكيل هذا الحلف الجديد ان القتال ضد داعش سيشهد زخما جديدا وسيسعى الاكراد والحلف الذي ذكرناه الى الاستيلاء على عاصمة داعش وفرض هزيمة جديدة عليه وهذا يحصل في وقت نرى فيه ان حلفا جديدا يضم ايران وروسيا وسوريا والعراق وحزب الله يسعى ايضا الى فرض الهزيمة على داعش ولذلك يمكننا ان نتوقع هزيمة كبيرة لتنظيم داعش في سوريا خلال الفترة المقبلة.
لکن السؤال الذي یتبادر الی الذهن هو السبب وراء تقدیم الدعم والمساعدة العسکریة الأمریکیة لهذا التحالف و دفعهم نحو محاربة داعش في محافظة رقة مرکز خلافة داعش في سوریا والجواب هو أن الغرب بقیادة امریکا أدرکوا مستوی الحزم الروسي ومحورالمقاومة جوا وبرا للقضاء علی داعش و هذا سیتحقق عاجلا أم آجلا و سیتم نقل الملف السوري من المرحلة العسکریة الی المرحلة السیاسیة في مستقبل قریب و هولاء(الغرب) یریدون الحصول علی بعض الأوراق الرابحة علی الأرض في هذه الفترة تحدیدا یعني (المرحلة العسکریة) قبل الإنتقال الی المرحلة السیاسیة وفي الواقع هم یریدون ایجاد نوع من التوازن في الساحة العسکریة السوریة بین التحالف المدعوم غربیا و تحالف محور المقاومة المتمثل بسوریا، روسیا، ایران، العراق وحزب الله.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق