التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

المجازر السعودية في اليمن: بين كسر الشعب اليمني وتقوية أوراق التفاوض 

منذ أن بدأت السعودية عدوانها على اليمن، حاشدةً معها العديد من الدول العربية بإستثناء سلطنة عمان، وضعت لتحركها أهدافاً لم تحقق شيئاً منها. في حين ومع مرور الأيام، تزداد جرائم العدوان لدرجة يجري فيها الحديث في أروقة الأمم المتحدة عن المشكلة الكبيرة التي يقع بها المجتمع الدولي اليوم. لكن وبعيداً عن رأي المنظمات الدولية، فإن الحديث الدائر اليوم يتعلق بمبررات إستمرار العدوان السعودي، في ظل فشلٍ ذريعٍ يرافق سياسة المملكة في العديد من القضايا. فماذا في التقارير حول العدوان عل اليمن من حيث الضحايا؟ وكيف يمكن قراءة دلالات ذلك؟

أولاً: ماذا في إحصاءات العدوان الأخيرة:
أجمعت العديد من التقارير والتي تضمنت إحصاءاتٍ حول جرائم العدوان السعودي على اليمن، بأن ضحايا هذا العدوان خلال ٢٠٠ يوم ارتفع إلى ٢١ ألف و٦٢٢ شخصاً بين شهيدٍ وجريح . وجاء في التقارير أن عدد الشهداء بلغ ٦ آلاف و٩٧٩ شهيداً منهم ألف و٩٨٦ طفلاً وألف و٥٠٨ امرأة و ٣ آلاف و٤٨٥ رجلاً. فيما بلغ عدد الجرحى ١٤ ألف و٦٤٣ جريحاً . لكن التقارير هذه لم تكتف بالحديث عن الأرقام بل قامت باستعراض أبرز الجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي خلال الشهر الأخير في اليمن تحديداً في العاصمة صنعاء وتعز وصعدة وذمار وحجة والحديدة والجوف ومأرب والبيضاء والعديد من المناطق الأخرى.
من جهةٍ أخرى وفي سياقٍ متصل دعت الأمم المتحدة الى ضرورة وقف الأعمال العسكرية التي تعرقل وصول الإمدادات النفطية إلى اليمن . وقال المتحدث باسمها فرحان حق في تصريحات للصحفيين منذ أيام أن عدم الإيفاء بالتعهدات التي قُطعت بالسماح باستيراد الوقود والغذاء عبر الموانئ اليمنية، سيؤدي الى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن. مشيراً إلى أنه ما زالت هناك ١١ سفينة تجارية متوقفة قبالة السواحل اليمنية لم يُسمح لها بالدخول . كما أوضح ان المستشفيات تجد صعوبة في العمل في ظل نقص الوقود وتعذر توصيل المساعدات إضافة الى أن الحصول على المياه في اليمن ذو المناخ الجاف يتطلب عادة استخدام المضخات التي تعمل بالوقود .

ثانياً: كيف يمكن تحليل ذلك وربطه بأهداف العدوان السعودي؟
إن الحديث عن إحصاءات العدوان، يأخذنا لطرح العديد من الأسئلة، عن سبب هذه الجرائم التي تحصل بحق الشعب اليمني نتيجة سياسات التحالف العسكرية. لذلك نقول التالي:
– إن دول التحالف ما تزال تمنع السفن التجارية المُحملة بالمواد الغذائية والمشتقات النفطية وكافة البضائع والسلع والمساعدات الإنسانية، من الوصول إلى موانئ اليمن، وهو ما يُثير تساؤلات العديد من المراقبين لا سيما المنظمات الدولية، في حين يتصف موقف الأمم المتحدة بالغموض. فهي كغيرها من منظمات حقوق الإنسان، تراعي دوماً مصالح السياسية الأمريكية. وهو ما يدفعها للحديث عن الجرائم التي ترتكب دون الإشارة الى المجرم بوضوح بل تكتفي بإستنكار الأعمال العسكرية وتضع الطرفين المتصارعين في خانةٍ واحدة. فيما يعرف العالم بأسره أن سبب الأزمات الإنسانية في اليمن يعود للعدوان السعودي الذي تباركه واشنطن أيضاً. وهو ما يجب قوله من باب المسؤولية الإنسانية بحق الشعب اليمني المظلوم.
– من جهةٍ أخرى يتمادى المسؤولون السعوديون في إدعاءاتهم حول إنجازاتهم في اليمن. فيما يبدو للرأي العام الإقليمي والدولي أن نتائج أعمال الرياض وحلفها العسكري تنصبُّ في الجرائم التي تحصد أرواح اليمنيين البعيدين عن الصراع الدائر بين الأطراف المتنازعة. فقد أثَّر العدوان السعودي والحصار الجائر على حياة اليمنيين في كافة نواحيها الإنسانية والإقتصادية والسياسية والصحية والتعليمية خلال الأشهر الستة الماضية. في وقتٍ يواصل فيه العدوان ملاحقة وقصف ما تبقى من مخزون غذائي في المصانع أو المخازن أو الشاحنات أو حتى المزارع . كما أن القصف يطال المناطق السكنية والأسواق الشعبية والأعراس والمدارس ومحطات الكهرباء والمنشئات الرياضية وناقلات المواد الغذائية وبضائع ومزارع للدواجن والعديد من الأهداف البعيدة عن الصراع العسكري.

وهنا وبناءاً للتحليل الذي قدمناه أعلاه، من الواضح أنّ قوى العدوان تحاول من خلال تصعيد مسار حربها على اليمن، أن تحقق تغييراً يساعدها في فرض شروط التفاوض أو العملية السياسية. في وقتٍ تبقى فيه طبيعة ومسار العدوان السعودي على اليمن صعبة التكهن، فالمعركة لها أبعاد عدة استراتيجية. في حين لا يمكن إلا للميدان أن يحدد معالم المستقبل.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق