مستشعرات اللبنانيين تلتقط صدى عاصفة السوخوي ومحور المقاومة
الساحر الروسي الذي جلب أنظار العالم أجمع بواسطة طائرات السوخوي الجميلة التي تحلق فوق المياه الدافئة للبحر الأبيض المتوسط وعلى الرغم من أن طائرات السوخوي تحلق فقط فوق الأجواء السورية إلا أن صداها وصوت هدير محركاتها وصل الى مناطق بعيدة جداً عن مسرح العمليات، إذ كان الجار اللبناني لسورية أول الذين سمعوا صدى عاصفة السوخوي وتلقتها استشعاراتهم قبل أن تتلقاها إستشعارات المسلحين في الداخل السوري.
لا يخفى عن العالم بأن وقوف حزب الله اللبناني في وجه المخططات التي كانت ترسم لإدخال لبنان في نفق الأزمة السورية ونقل الحرب الأهلية إليه، وقتاله المجموعات الإرهابية سواء داخل الأراضي السورية أو في جرود عرسال وعلى الحدود الشمالية للبنان مع سوريا وتكاتفه مع الجيش اللبناني ودعمه في أكثر من مكان على الحدود السورية اللبنانية من أجل التصدي لمسلحي جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابي أدى وبشكل كبير الى الحفاظ على لبنان من أن يدخل في دوامة العنف التي سعت إليها بعض الأطرف في الداخل البناني وخارجه.
صمود المقاومة والجيش اللبناني في وجه جميع المؤامرات التي استهدفت لبنان وبالأخص تحويل لبنان الى معسكر لتدريب الإرهابيين وعناصر القاعدة ونشر الفوضى والعنف بالإضافة الى عمل المقاومة الجاد والحثيث في وجه الكيان الإسرائيلي ومنعه من تحقيق أي إختراق داخل الساحة اللبنانية ودخول الحليف الروسي لدمشق بقوة لمواجهة الإرهاب رفع من أسهم المقاومة وحلفائها من دمشق الى طهران مروراً ببغداد وقللت من أسهم قوى الرابع عشر من آذار والسعودية من خلفهم الأمر الذي بدأ يترجم عملياً في مواقف بعض الشخصيات اللبنانية كجنبلاط الذي سرب معلومات عن إعادة تموضعه ووضعه لبعض البيض في سلة محور المقاومة الذي كان لإلتحاق الدب الروسي به مؤخراً العامل الأكبر للتغير في موقف جنبلاط، كما نجد تغيراً في مواقف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق الذي بدأ يغرد خارج سرب قوى الرابع عشر من آذار بحفاظه على خطاب هادئ ومواقف أقل حدة باتجاه التيار الوطني الحر والجنرال عون لرغبته بإرسال رسالة إجابية الى طهران تعبر عن التراجع عن المواقف السابقة.
نجاح الإستراتيجية التي اتخذتها المقاومة والجيش اللبناني في التصدي لتسلل الإرهابيين من الحدود السورية باتجاه الداخل اللبناني أعاد إحياء فكرة تسليح الجيش اللبناني وإعادة النظر في العرض الإيراني الذي قدمته طهران في وقت سابق من العام الماضي والتي أعلنت فيه بأن طهران مستعدة لتزويد الجيش اللبناني بأسلحة متطورة ومعدات عسكرية وآليات وذخائر، فالجيش اللبناني بحاجة ماسة لأسلحة حديثة ومتطورة من أجل استمراره في محاربة الإرهاب الذي يدق باب لبنان في كل يوم ويستهدف أمنه وشعبه.
ومن هنا يتجلى الحديث عن اقتراب في الآراء بين الأطراف اللبنانية حول إنتخاب رئيس الجمهورية يساعد في إتخاذ قرار تسليح الجيش اللبناني وتدعيمه لمساندة المقاومة في منع تسلل الإرهابيين الى الداخل اللبناني إذ بدأ الكثيرون في لبنان بالإقتناع بأن الحل الوحيد للحفاظ على لبنان وحمايته من الإرهابيين و من داعش وصيانته من الأزمات التي تدور في المحيط والمنطقة هو قتالها قبل دخولها الحدود اللبنانية لما له من تجنيب للبنان والشعب اللبناني معاناة الحروب ومنع الفوضى الأمنية التي يحدثها الإرهابيون في لبنان سواء بسيارات مفخخة أو انتحاريين أو اغتيالات وعمليات إرهابية.
المزاج العام الذي يسود لبنان يشير بأن الأغلبية اليوم باتت مقتنعة بخيار المقاومة ووقوفها بوجه الإرهاب المتمثل بجبهة النصرة أو تنظيم داعش الإرهابي لمنعها من استهداف لبنان والجيش اللبناني الوطني التي تجمع كافة الأطراف في لبنان على وجوب الحفاظ عليه قوياً موحداً بعيداً عن الإنقسامات والحساسيات الداخلية.
المصدر / الوقت