التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

باحث استراتيجي: الحل السياسي في سوريا مقدمة لتحولات كبيرة في المنطقة 

وكالات – سياسة – الرأي –
أكد الباحث في الشأن الاستراتيجي السوري الدكتور تركي حسن، إن العمليات العسكرية في الشمال لن تتوقف بفعل تغير الطقس مع اقتراب موسم الشتاء، فإن التقنيات الواصلة حديثا إلى ترسانة الجيش السوري من آخر ما توصلت إليه الصناعة العسكرية الروسية لا تتأثر دقة إصابتها أو المعطيات التي توفرها بتغير المناخ.

حسن وفي حديث خاص لوكالة أنباء فارس، أوضح أن مسير العمليات العسكرية في الريف الشمالي الغربي لمحافظة حماة مترابط مع العمليات المتواصلة في مرتفعات جبال اللاذقية المطلة من سفوحها الشرقية على سهل الغاب، حيث المعارك الشرسة مع الميليشيات المنوضية تحت مسمى جيش الفتح، ودخول الجيش السوري إلى منطقة السرمانية التي تعد بوابة لسقوط سلسلة من القرى الواصلة إلى تخوم مدينة جسر الشغور، يرتبط باستعادة السيطرة على مرتفعات السرمانية.

وأوضح الخبير السوري إن استعادة السيطرة على بلدة جب الأحمر في جبال اللاذقية الشرقية، والتي تعتبر ساقطة نارياً بعد السيطرة على التلال المحيطة بها، والتي ستمهد للسيطرة على المرتفعات التابعة للجب الأحمر، وبالتالي يعتبر سهل الغاب منطقة مرصوة بالكامل من هذه المرتفعات.

ولفت حسن إلى الترابط العضوي ما بين عمليات الجيش في ريف حماة الشمالي الشرقي والشمالي الغربي، موضحا إن قضم المناطق من قبل القوات السورية في هذه المنطقة تباعاً سيعني اقتراب معركتي إدلب وجسر الشغور، وسيكون ضرب الميليشيات المسلحة في إدلب له من الثقل السياسي ما له، بكون الدول الداعمة للإرهاب ركزت على دخول الميليشيات إلى إدلب على إنها بداية سقوط الدولة السورية، فالمراد من هذه الجهة بالذات هو ربط مناطق سيطرة الميليشيات امتداد من الريف الجنوبي لحلب وصولاً إلى شواطئ البحر المتوسط، بما يؤهلها للتبني من قبل هذه الدول لإعلان إمارة إسلامية تحكمها النصرة كخطوة أولى في الطريق نحو تحقيق الحلم الإسرائيلي المتثمل بالشرق الأوسط الأكبر.

وأشار الخبير السوري إلى أهمية الدعم المباشر من قبل القوات الصديقة سواء من خلال الدعم الجوي المباشر للقوات الروسية أو من خلال الدعم الاستشاري لإيران في رسم وهيكلة العمليات العسكرية، لافتاً إلى أن التقدم الكبير الذي حققه الجيش السوري على عدة محاور وفي عدة جبهات قائمة الآن، يفضي إلى أن الجيش السوري بات اليوم المتحكم الأوحد في توجيه بوصلة العملية السورية، فالميدان هو المؤسس لعملية سياسية ناضجة وصحيحة ومستقلة.

وأكد حسن على إن اللهاث السعودي نحو وقف العمليات العسكرية الروسية في الأراضي السورية، والسعي من خلال التنسيق مع النظام التركي على إمداد المسلحين في الأراضي السوري بما يلزم لإبقاء جذوة الإرهاب متقدة لفترة أطول، يبين حجم التأثر السعودي بمجريات الميدان السورية، فعودة سوريا إلى وضعها الطبيعي، من خلال الانتصار على أدوات التحالف الصهيوخليجي، سيجعل من النظام السعودي معرض لهزات سياسية وعسكرية قد تفضي إلى انهيار الأسرة الحاكمة وتبدلات كبيرة في الخليج (الفارسي).

وأوضح إن الصفاقة السعودية التي وصلت حد التنسيق العلني مع الكيان الإسرائيلي ضد الدول العربية والإسلامية، دليل على إن نظام آل سعود لم يعد يمتلك الكثير من الأوراق، وإنه بات يرى في نفسه بحاجة إلى الحماية الإسرائيلية من المتغيرات القادمة إلى المنطقة بعد إتمام النقاشات بين الدول الكبرى حول المنطقة، وتحديدا حول الأزمة السورية.

وختم حسن حديثه بالتأكيد على إن الحل السياسي في سوريا سيكون ممكنا فقط بعد إنهاء الوجود الإرهابي على الأراضي السورية، ولن يكون حلا يشمل الأزمة السورية وحسب، بل سيكون مقدمة لتحول شكل السياسية العالمية في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً، وفي العالم عموماً.

انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق