التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

“التحالف الشرقي” يكسر مشروع الشرق الأوسط الجديد أمام محور المقاومة 

بعد مضي عام و نيف على بدأ ضربات التحالف الذي تقوده أمريكا و الدول الغربية في كل من سوريا و العراق لضرب داعش و بعد آلاف الطلعات الجوية و الغارات على معاقل التنظيم الارهابي، لم يضعف الارهاب في سوريا فحسب بل أخذ بالامتداد و التوسع الى مناطق أخرى على مرأى طائرات التحالف و أعين الاستخبارات الغربية، و استمر حشد الارهابيين بالازدياد حتى بلغ حد الأربعون الف مقاتل من شتى البلدان العربية و الأوروبية و أمريكا الى أن بدأ الحديث عن تدخل روسي لمؤازرة النظام السوري في حربه على الارهاب، و كرت السبحة بتشكيل غرفة عمليات مشتركة في بغداد تضم كلا من روسيا و ايران و العراق و سوريا و الحديث عن دخول بري ايراني بدأت ملامحه تتضح، و أخيرا الأخبار التي تحدثت عن نية الصين للانضمام الى الحلف الجديد و الذي أطلق عليه البعض اسم “الحلف الشرقي” لمواجهة الارهاب.

بداية العمليات العسكرية الروسية كانت مفاجأة لأمريكا التي لم تكن على علم بنية روسيا القيام بضربات جوية في سوريا، ما استدعى استجواب ضباط في الاستخبارات الأمريكية للتحقيق معهم لاعطائهم معلومات مغلوطة و ناقصة عن التحرك الروسي على الساحل السوري. و قد بدا التردد في التصريحات الرسمية الغربية و الأمريكية بعد بدء الضربات الروسية بين مؤيد و بين متخوف من الهدف الروسي، الذي أعلن عنه الكرملين قبل بدء العملية العسكرية و الذي يتلخص بمحاربة الارهاب و على رأسه تنظيم داعش الارهابي مع عدم استثناء الجماعات الارهابية الأخرى. بعد أقل من أسبوع على بدء الضربات الروسية صرح وزير الدفاع الروسي بأن؛ الضربات قضت على ما يقارب ٤٠% من تحصينات المجموعات الارهابية، كما قضت على مراكز قيادية و معسكرات تدريب و مراكز اتصالات تربط الارهابيين بمراكز قيادتهم عبر أجهزة متطورة هي الأحدث عالميا كما تؤكد معلومات مطلعة.

و بعد تشكيل غرفة العمليات المشتركة في بغداد بين روسيا ايران سوريا و العراق، تزايد الحديث عن اتساع رقعة العمليات العسكرية و تطورها لتشمل كل من سوريا و العراق، كذلك بدأ الحديث عن حرب برية واسعة على كافة المحاور السورية حيث انتهت المؤسسة العسكرية السورية من تدريب آلاف الجنود تدريبا عاليا، كذلك فان معلومات موثوقة تحدثت عن وصول حدود ٣٠٠٠ جندي ايراني من قوات الحرس الثوري الى حلب للمشاركة بالحملة البرية المرتقبة، كما قام مسؤول لواء القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني بزيارة ميدانية الى أرض المعركة حيث تحدثت معلومات عن تكثيف لقاءاته بالقادة الميدانيين للتشاور و التخطيط قبل بدأ الهجوم. أما صينيا فبعد المعلومات التي تحدثت عن التحضير الصيني لدخول المعركة الى جانب حلفائهم، أكدت وزارة الخارجية الصينية تلك المعلومات من دون أن تحدد نوع المشاركة، ان كانت عبر جنود المشاة أم ستكتفي بالضربات الجوية.

في العراق أيضا أطلق الجيش مدعوما بقوات الحشد الشعبي معركة لبيك يا رسول الله لتحرير كامل محافظة صلاح الدين، و لا تزال العملية العسكرية مستمرة بعد تحقيق أهداف كبيرة منها تحرير مصفاة بيجي بالكامل و التي استولى عليها الارهابيون لفترة طويلة، و بعد طلب الحكومة العراقية بشكل رسمي من روسيا شن ضربات على مواقع الارهابيين، شنت الطائرات الروسية بالاشتراك مع سلاح الجوي العراقي ضربات مركزة على مراكز قيادية لتنظيم داعش الارهابي.

بات واضحا بأن المعركة لا تزال في بدايتها رغم الضربات الموجعة التي شلت دفاعات المجموعات المسلحة و حدت من قدرتهم على المناورة، الا أن الهدف الآن أصبح تطهير سوريا و العراق من الارهاب لذلك فلا بد للحرب أن تأخذ وقتها مع توقعات بأن تسير الأمور بشكل متسارع للوصول الى حل سياسي بين الدولة و المعارضة السياسية، دون أن يتنازل النظام لمطالب الدول الغربية، فالحكومة و مؤسسات الدولة لن تسلم الى المعارضة و السيناريو الليبي لن يتكرر في سوريا، فالمشروع الأمريكي الاسرائيلي سقط و الاستماتة العربية لدعم المسلحين بأسلحة نوعية تعكس خيبة أمل و ضياع قبل الاستسلام للأمر الواقع، و المحور المقاومة الذي أرادوا كسره غدا أقوى من أي وقت مضى، ما يفاقم القلق في اسرائيل.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق