التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

المعادلة السورية الجديدة.. تقدم ميداني يشعل الصراع بين التنظيمات الارهابية 

كثيرة هي المتغيرات الاخيرة على الساحة السورية. متغيرات قلبت الطاولة فوق رؤوس الجميع ممن راهنوا على اسقاط النظام الذي صمد طيلة ما يزيد عن اربع سنوات امام تنظيمات ارهابية مسلحة تتمتع بخطوط امداد لوجستية وعسكرية وخاصة عبر الحدود السورية التركية. وخلال السنوات الاربع العجاف على سوريا تمكنت تلك التنظيمات الارهابية وعلى رأسها “داعش” ومن ورائها دول عربية وغربية من السيطرة على مناطق واسعة من سوريا وعلى مقدرات كثيرة للشعب السوري. الى ان انقلب المشهد من الصمود امام تلك المؤامرة (الدولية بامتياز) الى الامساك بزمام المبادرة والبدأ بالتقدم السريع وعلى كل الجبهات لكل من الجيش السوري وقوات حزب الله بمساعدة الاستشارات والدعم الايراني بالاضافة الى الغطاء الجوي الروسي الذي اثبت وخلال ايام قليلة أنه عندما تتواجد الارادة الحقيقية لمواجهة هذا الارهاب فالنتيجة هي حتما النصر.

أما المتغيرات الجديدة فليست فقط في المواجهة بين طرفي النزاع وانما داخل التنظيمات الارهابية نفسها، حيث عادت الى الواجهة اخبار المواجهات العنيفة بين المجموعات المسلحة. وفي نفس السياق نقلت القناة الاخبارية الروسية راشاتودي اخبارا عن مواجهات عنيفة وقعت بين التنظيمات الارهابية المسلحة في سوريا وخاصة بين تنظيمي داعش والنصرة الارهابيين. واضافت “ان الصراع بين الطرفين الارهابيين للسيطرة على مناطق مختلفة قد بلغ اشده طمعا بالنفوذ والغنائم والذخائر” هذا في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية بدورها عن استهداف مقاتلاتها لمقرات التنظيمات الارهابية مما أدى الى تضعضع كبير في قيادة “جيش الفتح” وهرب الكثير من أفراده.

تأتي هذه الاخبار وسط تقدم واضح لقوات الجيش السوري وحزب الله على كافة الجبهات وذلك تحت الغطاء الجوي الروسي. مما يؤكد حالة الضعف والترهل التي تعاني منها التنظيمات الارهابية في الاونة الاخيرة بعد الهزائم المتتالية لهم على اكثر من جبهة.

هذه المؤشرات كلها تدل على التأثير الكبير للحضور الروسي في سوريا والذي أدى الى نتائج يمكن قرائتها من زوايا مختلفة:
اولا: ان التدخل الروسي المباشر من خلال الطلعات الجوية والقصف المركز على أهداف التنظيمات الارهابية أدى الى اضعاف خطوط الامداد والدعم اللوجستي الذي كانت تتمتع به الحركات الارهابية عبر تركيا خاصة وبدعم من دول كالسعودية وقطر. هذا بالاضافة الى التهديدات والتحذيرات الجدية التي وجهتها روسيا وبوتين الى الغرب والدول العربية على حد سواء بضرورة قطع الدعم العسكري للتنظيمات الارهابية. مما اضطرت هذه الدول الى الانكفاء الى حد ما امام المعادلة الجديدة. مما يبشر بحصول انهيارات كبيرة داخل هذه المجموعات خلال وقت ليس ببعيد.
ثانيا: على خط آخر، طلب البنتاغون من المقاتلات الامريكية عدم القيام بأي مهام قتالية على مسافة ٣٦ كيلومتر من المقاتلات الروسية. وهذا الامر انما يؤكد القلق الامريكي من مواجهة غير محسوبة مع المقاتلات الروسية. وهذا له من الاثار الايجابية الكثير على الساحة السورية. لانه بذلك تكون قد تقلصت عمليا المساحة التي يستطيع الامريكي اللعب فيها فوق الاراضي السورية مما يمنع المقاتلات الامريكية من المساعدة في تسهيل حركة الدعم اللوجستي للحركات المسلحة على الاراضي السورية.
ثالثا: وفي نفس السياق تأتي الانجازات التي يحققها الجيش السوري مدعوما من حزب الله على الارض والتي لا تترك للمجموعات الارهابية منافذ كثيرة للحصول على الذخيرة. مما أدى ويؤدي الى حصول مواجهات داخل هذه المجموعات وفيما بينها. وبالخصوص داعش التي كانت ومنذ سنوات تحصل على جزءأ كبير من ذخائرها عبر السيطرة على مناطق الجيش الحر والتنظيمات الاخرى والسطو على مستودعات ذخيرتهم.

وفي خلاصة ما ورد يمكن القول، ان ما يحصل اليوم في سوريا هو من البشائر الأكيدة على قرب هزيمة التنظيمات الارهابية المسلحة وعلى رأسها داعش. فمع تجفيف خطوط الامداد لهذه المجموعات سيكون من الطبيعي ازدياد المواجهات فيما بينها مما يضعفها في مواجهة الجيش السوري والمقاومة. وهذا الامر سيؤدي حتما الى تحقيق انجازات كبيرة للجيش السوري على الارض تكون نهايتها بتحرير كامل الاراضي السورية من براثن هذه التنظيمات الارهابية .
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق