تفاوض أوروبي تركي على تطويق اللاجئين في تركيا مقابل إغراءات عدةج
ملف الاجئين السوريين في دول العالم بدأ مع بداية الحرب الكونية على النظام السوري و قد أصبح بعد أكثر من أربع سنوات ملفا شائكا تتفاوض لأجله الدول الغربية و العربية بحيث وصل صداه الى العالم أجمع، بعد أن توزع اللاجئون بين بلدان الشرق و الغرب بنسب متفاوتة فبينما يتوزع على حدود سوريا في الأردن و تركيا و لبنان حوالي أربع مليون لاجئ يتوزع أقل من نصف مليون آخرون في دول أوروبا و أمريكا، فيما لا يسجل وجود أي لاجئين الى دول العربیة في الخليج التي على العكس من ذلك عملت على ترحيل مئات العائلات بحجة ولائها للرئيس السوري بشار الأسد. و تتمحور المشكلة اليوم فيما يخص اللاجئون الى تركيا و الذين يحاولون العبور منها الى الدول الأوروبية حيث تعمل تلك الدول على محاصرتهم في تركيا لقاء مبالغ مالية و امتيازات و وعود لحكومة أردوغان على أمل الوصول الى تسوية تمنع تدفق المزيد من اللاجئين اليها.
المجر تغلق حدودها مجددا و تركيا تفتح البازار أمام الاتحاد الأوروبي
أعلنت السلطات المجرية إغلاق حدودها منتصف ليل السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول، بعد إخفاق زعماء دول الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على خطة تؤيدها المجر لإرسال قوة لمنع المهاجرين من الوصول إلى اليونان. وعززت هنغاريا حدودها بسياج من الأسلاك الشائكة. فيما أعلنت كرواتيا عن نيتها توجيه المهاجرين نحو سلوفينيا بعيدا عن هنغاريا و في هذا المجال، قال وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيجارتو: “ندرك أن هذا ليس الأفضل، لكنه ثاني أفضل حل”، مضيفا “لا يزال يمكن للمهاجرين التقدم بطلبات اللجوء في هنغاريا من خلال منطقتي عبور حدوديتين”.
العرض الأوروبي لتركيا يقضي بتسليمها مبلغ 3 مليار يورو و إعادة إطلاق المحادثات حول طلب دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وتسهيل منح تأشيرات دخول للرعايا الأتراك الذين يريدون السفر إلى الاتحاد الأوروبي، في مقابل تعاونها في استقبال مزيد من اللاجئين وتعزيز مراقبة حدودها. و قد جاء الرد التركي بالرفض كما صرح وزير خارجيتها فريدون سنيرلي أوغلو أن خطة العمل المشتركة مع الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق اللاجئين إلى أراضيه ما تزال “مشروعا” والقبول بالعرض المالي الذي قدمته بروكسل “غير وارد” بالنسبة لتركيا. اردف وزیر الخارجیة الترکی بأن الاتحاد الأوروبي عرض علي ترکیا مساعدة مالية و أبلغناهم بأنها غير مقبولة”، مشيرا إلى أن بلاده تحتاج إلى 3 مليارات يورو على الأقل في العام الأول للاتفاق مضيفا أنه “إذا قرر الاتحاد الأوروبي تقاسم العبء المالي، فلن يكون من دون تخصيص مبلغ كاف لتركيا … لن يكون بالمبلغ الضئيل وغير المقبول الذي عرضوه علينا”. واعتبر سنيرلي أوغلو أن “تركيا ليست بلدا نتذكره فقط في أوقات الأزمات أو بلدا علينا ألا نتعاون معه لأسباب تكتيكية فقط”.
الإغراءات الأوروبية كما يبدو لم تعد جذابة بالنسبة الى تركيا لعدة أسباب خصوصا في الوقت الراهن و بالنسبة اليها فان التقديمات و العروض الأوروبية ليست بحجم ملف اللاجئين على أراضيها فمثلا:
– تركيا اليوم لم تعد تواقة لفتح ملف التفاوض حول الإنضمام الى الاتحاد الأوروبي بعد أن أغلق هذا الملف منذ سنتين برفض انضمامها لأسباب عدة ولما يعاني منه هذا الاتحاد من مشاكل مالية و اقتصادية.
– الوعود الأوروبية باعادة فتح ملف المفاوضات لدخولها الى الاتحاد الأوروبي ليست بالشيء الملموس و لا تتعدى كونها وعود و قد جربت تركيا مثل هذا الكلام مرات عدة دون الوصول الى مبتغاها.
– وتسهيل منح تأشيرات دخول للرعايا الأتراك الذين يريدون السفر إلى الاتحاد الأوروبي ليس بالأمر المغري فالرعايا الأتراك يمكنهم التجول في تركيا بسهولة الى حد ما.
– تخشى تركيا من تواجد عدد كبير على أراضيها فهي تعيش فترة عدم استقرار أمني و اقتصادي و سياسي، كما أنها تستقبل العدد الأكبر من اللاجئين على أرضها، و المساعدات المالية الأوروبية ليست ثابتة و لا يمكن التعويل عليها.
المبازرة بمصير اللاجئين ما هو الا فصل من فصول انتهاك حقوق الانسان مع العلم بأن الدول الغربية و تركيا يجب أن يتحملا عبء المهاجرين الذين هربوا من بلادهم بعد أن عمل الأتراك و العرب و الغرب على اطالة أمد الأزمة و قاموا بتسلیح المجموعات الارهابية و مولوها و سهلوا وصولها الى سوريا. من باب المقارنة فان لبنان الذي يصغر سوريا مساحة بسبعة عشر مرة استقبل 1،1 مليون لاجئ أي ضعف ما استقبلته أمريكا و أروبا و أستراليا معا.
المصدر / الوقت