باحث استراتيجي: الجيش السوري يعزل الميليشيات المسلحة عن بعضها في الشمال
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد الباحث في الشأن الاستراتيجي السوري الدكتور علي مقصود إن الجيش السوري سيطر خلال الأيام الثلاثة الماضية على مساحة تزيد على 65 كم مربع جنوب غرب حلب، ما يؤكد إن الجيش السوري اقترب من السيطرة على طريق حلب – دمشق، وعلى الطريق الأساسي للإمداد بين الميليشيات المسلحة بين حلب وإدلب عبر منطقة الأتارب.
مقصود أوضح إن الجيش السوري ومن خلال استخدام تكتيكات جديدة في عملياته جنوب غرب حلب، وفي الجهة الشرقية من الريف نحو فك الطوق من مطار كويرس، بدل من معادلات المعركة في تلك الجبهة، وخرق التحصينات الإرهابية المستفيدة من كثافة الصواريخ المتطورة التي تسلمتها الميليشيات المسلحة خلال المراحل الأخيرة من القوى المشغلة للإرهاب، وهذا يدلل على إن العمليات السورية تمكنت من الاستفادة من المعلومات الاستخبارية التي وفرت ما يلزم لضرب النقاط العميقة للميليشيات الإرهابية، وتنظيم داعش.
ولفت إلى إن الجيش بات قريبا من فك الطوق عن المطار المحاصر من قبل تنظيم داعش منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما يعني إن الجيش بات قريبا من إعادة تشكيل قواعد جديدة للعمليات في المنطقة، فما يحمله مطار كويرس من أهمية استراتيجية لتأمين التقدم نحو المناطق الشرقية برياً، يؤمن للجيش نقطة ارتكاز قوية في تلك المنطقة، وهذا ما سيربك حسابات الميليشيات المسلحة في حلب وريفها، وحسابات المشغلين للميليشيات بشكل أساسي.
ولفت الباحث السوري إلى أن الجيش السوري ومن خلال ربطه بين أرياف اللاذقية وحماة وإدلب عملياتيا، خلق خروقات كبيرة في المناطق التي يتواجد فيها الإرهاب، فمتوالية سقوط القرى والمناطق بيد الجيش السوري تثبت إن الدعم الجوي الروسي المستند إلى العلميات الدقيقة للرصد والاستطلاع باستخدام آخر ما توصلت إليه الصناعة العسكرية في هذا المجال مكن الجيش السوري من تبديل شكل المعركة في المنطقة، من خلال تقسيمها إلى مناطق عملياتية عزلت الميليشيات المسلحة بداخل كل منها عن الميليشيات في المناطق الأخرى من خلال الاستهداف الدقيق لطرق الإمداد.
ولفت إلى أن الحسابات الروسية للقضاء على الإرهاب، استندت إلى فعالية الجيش السوري على الأرض، وهذا يدلل على إن موسكو استفادت من الفشل الأمريكي في ضرب الإرهاب، فمهما بلغت قوة الضربات الجوية لا يمكن أن يكون لها أي تأثير، ما لم يكن ثمة تحرك برّي على الأرض.
وختم مقصود حديثه بالتأكيد على إن العمليات السورية في كافة المحاور الشمالية تحمل الكثير من المعطيات على المستوى السياسي، وذلك لأن تغير الخارطة الميدانية سيكون له انعكاساته الكبيرة على المسار السياسي فيما يخص شكل الحل النهائي للأزمة السورية، وبالتالي يمكن أن نقول إن عمليات الشمال ستأخذ الملف السوري نحو الحل القسري.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق