التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

قيادي بحريني : الحجّاج المفقودون ورقة ابتزاز بيد النظام السعودي 

المنامة ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكّد القيادي في تيّار العمل الإسلامي السيد جعفر العلوي أنّ الثورة البحرينية وصلت إلى مستوى النضوج والرشد على الرغم من مدتها التي طالت من حيث العامل الزمني ..وثوّار وشعب البحرين في هذه المدة اكتسبوا الكثير من الخبرة والنضج في هذا المسار الطويل وعرفوا كيف يستمرّون رغم الظروف الإرهابية التي يعيشونها.. تحت ظل النظام الخليفي.

وتابع قائلاً : لازالت المسيرات مستمرّة بين الفيَنة والأخرى والثوار يخرجون بشكلٍ واسع وفي الليل أيضا في البلدات أو في بعض المدن ومن جهةٍ أخرى لا زالت الاعتقالات مستمرة وحتى القيادات الكثير منها تمّ اعتقاله وهذا يدل على أن النظام لا زال يستهدف هذا الحراك الشعبي الذي لا يريد في الأساس إلا الحصول على حقوقه كاملة.

وتطرّق السيد العلوي إلى حادثة شعائر مِنى الحادثة التي أودت بحياة الآلاف من الشهداء ونحن نتوقع أنهم بلغوا الآلاف وليس كما ادّعت السعودية أنهم في حدود “1750”هؤلاء الشهداء “عند ربهم يرزقون” , هؤلاء قضَوا في جريمة يندى لها الجبين لوقوعها في الديار المقدسة وفي مواقع الحرمة الإلهية في مِنى وأيضا في يومٍ عظيم هو يوم العيد وفي الشهر الحرام ,لذلك نحن نتصور أن هنالك أيَدٍ خبيثة متورطة في هذه الحادثة قد تكون من خارج النظام السعودي وبالأخص نتصور أن هذه الأيدي هي صهيونية لها علاقة مباشرة بالموضوع من خلال استهداف بعض النُخَب الإيرانية التي يرونها في نظرهم معادية .

وأضاف هناك آثار واضحة للجريمة حتى ولو قلنا في البداية أنها وقعت بشكل غير متعمّد إلا أنه تطوّر لجهة الاستفادة منه بشكل واسع ووضعه ضمن إطار الإطالة في أمد الذين كانوا قد عانوا من التضييق وعانوا من الوضع السيئ في الممرات في مِنى وأيضا الطريقة السيئة للنظام السعودي في توفير المعلومات للدول ولعوائل الشهداء وكل ذلك يدل على وجود حالة غير طبيعية جدا لهذا الموضوع , ونحن نشعر بالأسى الشديد جدا لأن هؤلاء الضيوف وهؤلاء الحجّاج هم ضيوف الرحمن وضيوف الله سبحانه وتعالى… وتم خذلانهم من العديد من بلدانهم ولم يتم الحديث عن هذه القضية بالصورة التي يُفترَض أن يتم الحديث عنها في مثل هذه الحادثة الضخمة.

وأردف السيد العلوي هذه الجريمة من المهم القول أنها تدّل على تقصير واضح من النظام السعودي في إدارة الحج وتدّل على تعاطي سيئ وغير إنساني مع حجّاج بيت الله وكل ذلك تم السكوت عنه من قِبَل العديد من الدول العربية وبعض الدول الإسلامية لأجل العلاقات بينها وبين النظام السعودي الذي يشتري الذِمَم ويشتري المواقف مسبقاً وهم جميعاً أصبحوا في قارب واحد تقوده السعودية بالدرجة الأولى وهؤلاء للأسف الشديد لم يعتبروا ولم يهتمّوا بهذه القضية التي كان ينبغي إعطاء صورة واهتمام إعلامي وسياسي وحتى قضائي لمتابعة قضية هؤلاء الشهداء حتى ولو لم تكن هنالك في نظرهم أي استهداف سياسي للحادثة أو بقصد الجريمة مما حدث , لكن هناك بشر ومواطنين لتلك الدول من حقهم معرفة الحقائق وعدم التعويل التام على النظام السعودي لعمله على القضية بشكلٍ غير طبيعي من قلّة المعلومات وعدم الإفصاح عنها بشكل كامل والابتعاد عن الحقيقة بشكل صحيح.

وحول قضية المفقودين في حادثة شعائر مِنى قال : نحن نتصور أن هناك شيء غير طبيعي خاصةً أن المفقودون في معظمهم من الشخصيات الإيرانية المهمة والتي تعمل ضمن إطار الدولة وأطرها السياسية وغير ذلك وبالتالي هذا يزيد من علامات الاستغراب والتوجّس من أنهم قد يكونوا مخطوفين وقد يكونوا أحياء يُعذَّبون أو يُهَانون أو أن تتم تصفيتهم أو تسليمهم إلى جهات أخرى لأجل مصالح سياسية أو لابتزاز الجمهورية الإسلامية الإيرانية في فترةٍ ما.

ومن خلال مقارنة مختصرة بين ما يجري في فلسطين اليوم وما يجري في البحرين ذكر السيد العلوي أنّ أوجه الشبه متعددة مستعيناً بجملة قالها سماحة السيد سيد المقاومة “حسن نصر الله” قبل مدة وجيزة “أن قضية البحرين هي صراع وجود وأنها تشبه القضية الفلسطينية “وهذا تشخيص صحيح وينّم عن معرفة دقيقة بطبيعة الوضع في البحرين وأن هنالك استهداف لقضية شعب البحرين وتاريخه وحاضره ومستقبله ومن خلال عملية التجنيس السيئة التي تحدث الآن بشكل واسع في البحرين ونوع آخر من التجنيس السياسي وإعطاء الجنسية البحرينية لأناس لا يستحقونها لأجل تكثير طائفة على حساب طائفة أخرى حيث يستجلبون أناس من خارج البحرين ومن مواقع عربية معينة ومحددة لحملها هوية ونمط سياسي معين أي مخالفة المكّون الأساسي في البحرين وهم “الشيعة” والمهم لديهم أن يغيّروا الوضع الديموغرافي في البحرين.

وأردف هذا تشابه كبير بين البحرين وفلسطين وكلنا يعلم المحاولات الصهيونية منذ أكثر من ستين عام لتهويد فلسطين وأن يكون العدد الأكبر من سكان فلسطين من “اليهود” وهنا أتحدث بلغة الواقع لأن النظام البحريني حقيقةً نظام طائفي يستهدف المكّون الأساسي وهم “الشيعة” الذين يمثّلون الأكثرية , والأمر المشابه الآخر أن هنالك مظلّة سياسية لكلا البلدين من قبل أمريكا ولا توجد ضغوط حقيقية على هَذين النظَامين رغم كل الجرائم التي تمس الإنسانية وحقوق الإنسان وما يحدث الآن لا يتعدّى الأقاويل والتصريحات التي لا تقدّم ولا تؤخر من قبل وزارة الخارجية أو بعض المنظمات الأمريكية كل ذلك يعني أن الغطاء السياسي لهَذين النظَامين يشجعهما على الكثير من اضطهاد الشَعبين الفلسطيني والبحريني.

ولفت السيد العلوي حول رفع العقوبات عن إيران أن إيران اليوم وصلت إلى مستوى تمثيلها لقوة إقليمية ونأمل حقيقةً وندعو الله أن تكون قوة عظمى على مستوى العالم وذلك ليس ببعيد على شعبٍ طموح وجاد قدّم الكثير من التضحيات من أجل بقاء وجوده في الساحة والميدان هذا الشعب الإيراني اليوم حينما يحصل على بعض حقوقه إنما ذلك أمر يستحقه وبكل تأكيد نحن نبارك للشعب الإيراني ما تم إنجازه ونعتبر ذلك أيضا استحقاق طبيعي لنضال طويل واستحقاق ميداني على الساحة السياسية وتقدّم في جميع المجالات “التكنولوجية والصناعية والحضارية ” وحتى في المجالات الإنسانية والعلوم وكل هذا يؤهل الشعب والحكومة الإيرانية أن تأخذ موقعها الصحيح كقوّة مساندة لحقوق الشعوب وهذا ما نلمسه تجاه القضية الفلسطينية من خلال الدعم الواسع للقوى المناضلة وأيضا للشعب السوري والبحريني والعراقي في مواجهة الاستهدافات سواء الخارجية أو التكفيرية وندعو الله سبحانه أن يوفقها لمزيد من القوة والدعم لقضايا الشعوب التي تستحق.

وعن تقييم الوضع في المنطقة العربية اعتبر أن النظام العربي أصبح نظاما ميتا وداخل غرفة الإنعاش منذ أمد طويل وتُصرَف الأموال للتناحر وهذا ما رأيناه من النظامين السعودي والقطري في تدخلهما في سوريا وبدعم تركي خبيث وتحت غطاء صهيوأمريكي , وأما التدخل الجائر في اليمن من قبل النظام السعودي الذي مسّ الجانب السياسي والإنساني لشعب مستضعف كان يتوق للعيش بحرية وتحت ظل تطور جديد وإذا بالنظام السعودي يُجهِز على هذا الطموح ويُدخِل اليمن في نفق متعب من خلال قتل النساء والأطفال وتدمير البنى التحتية والمساجد والتي بلغ عددها أكثر من 500 مسجد ..ولكن ستخرج سوريا واليمن من محنتهما مكلّلَين بالنصر المؤزر.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق