الزخم العسكري في معركة حلب الكبرى سيزداد في المرحلة القادمة
وكالات – سياسة – الرأي –
أكد الباحث الاستراتيجي الدكتور حسن حسن، أن المواجهات العنيفة مع الميليشيات المسلحة التي شهدتها الجبهة الشمالية بكل محاورها، لم تنحصر متغيراتها على الأراضي السورية وحسب، بل انعكست أيضاً على الصراع الدائر في المحاور الدولية.
حسن وفي حديث خاص لوكالة أنباء فارس أوضح إن استعادة قرية الصفيرة مؤخراً، تمهد للوصول إلى مناطق عميقة في الريف الحلبي، وهذا يدلل على إن العملية التي أطلقها الجيش في المنطقة، والتي بدلت خارطة السيطرة على عدة محاور، ترمي إلى ربط الريف الجنوبي لحلب بالريف الشمالي الغربي لها، الأمر الذي يطوق المدينة بحزام أمني من تلك الجهة، وبإتمام عمليات فك الطوق عن مطار كويرس التي وصلت اليوم إلى السيطرة على تل وقرية السبعين بالريف الشرقي لحلب، سيكون الجيش السوري في المرحلة التالية أمام عملية ربط الريف الشرقي، بالريف الشمالي وصولاً إلى الشمال الغربي، وهذا هو الهدف القريب من معركة حلب الكبرى، والذي تشير المعطيات إلى أن إتمامه لن يحتاج إلى وقت طويل إذا ما استمر الزخم العسكري بهذه المتوالية، والمعلومات الخاصة تؤكد إنه سيزداد خلال المرحلة القادمة.
ولفت إلى أن الهدف البعيد، والذي لن يكون بعيد زمنيا إذا ما استمرت العمليات العسكرية السورية بهذا الزخم، هو الوصول إلى الحدود مع تركيا وإغلاق المعابر غير الشرعية مع الجانب التركي والتي يستخدمها المسلحون لنقل الرجال والعتاد من وإلى الأراضي السورية، وهذا سيضع الجيش السوري مستفيداً من الاستشارة العسكرية الإيرانية والدعم الجوي الروسي أمام مرحلة هامة ومنعطف كبير في تاريخ الصراعات مع الميليشيات المسلحة.
وتطرق الباحث السوري إلى معارك الجنوب السوري بالتأكيد على إن ما تشهده مدينة درعا لا يقل أهمية من الناحية الاستراتيجية والسياسية عن معارك الشمال، فالوصول إلى كامل الحدود الأردنية، سيكون له تأثير كبير على مسار العمل العسكري في سوريا، كما إن تزامن التقدم في الجنوب مع التقدم في الشمال يعني إن كل الأحاديث الإعلامية والسياسية عن إقامة منطقة عازلة في الشمال أو في الجنوب بات كلاما قديماً، ومن هنا يمكن فهم تحول السياسات الأوروبية في هذا الملف، فوزير الخارجية البريطاني لم يؤكد إن رفض بلاده لإقامة منطقة عازلة في سوريا من فراغ، وإنما استند على معطيات الميدان السوري بشكل أساسي.
وحذر حسن النظام التركي من مغبة أعماله الداعمة للميليشيات المسلحة في سوريا، لكون الأراضي التركية ستكون القبلة الأساسية لعملية ارتداد الجهاديين، وعلى النظام التركي أن يكون حاضرا لمواجهة تبعيات ما اقترفته يداه من دعم مستمر للميليشيات المسلحة، فوسائل الإعلام التركي أكدت تورط نظام أنقرة بدعم الإرهاب، والمعارضة التركية تؤكد إن النظام التركي سلم غاز السارين للميليشيات المسلحة بما فيها داعش، وبالتالي لابد وأن نشهد انهيار في بنية النظام التركي حال استكمال الجيش السوري لمهامه.
وختم حسن حديثه بالتأكيد على إن العمليات العسكرية السورية في كافة الجهات، تحمل من الثقل السياسي ما يوازي الثقل الميداني، فالميدان هو الفيصل في أي حل سياسي، والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها باتوا يدركون أنهم اليوم أقرب إلى إعلان الهزيمة في الملف السوري من أي وقت سبق، فالغطاء الجوي الروسي والخبرات العسكرية الإيرانية، صبت في صالح الجيش السوري الذي أثبت عبر سنوات المواجهة مع أدوات “إسرائيل” إنه عصي على الانهيار، وإنه في محل ثقة السوريين.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق