الامام السيستاني يجيب على الاستفتاءات الخاصة بإقامة مجالس العزاء وجواز استخدام الطبل والبوق
النجف الاشرف – محلي – الرأي –
اجب المرجع الديني الاعلى الامام علي السيستاني {دام ظله} على الاستفتاءات الخاصة بإقامة مجالس العزاء وجواز استخدام الطبل والبوق ، وحول من بكى أو تباكى على الامام الحسين {ع}.
ورد المرجع الاعلى على سؤال حول صحة الحديث الوارد عن الإمام جعفر الصادق {ع}{من بكى أو تباكى على الحسين {ع} وجبت له الجنة} قائلا ” نعم ورد في أحاديث متعددة ـ جملة منها معتبرة ـ الوعد بالجنة لمن بكى على الحسين {ع } كما في بعضها مثل ذلك لمن تباكى عليه أو أنشد شعراً فتباكى عليه”.
وتابع المرجع الاعلى “لا غرابة في ذلك إذ الوعد بالجنة قد ورد في أحاديث الفريقين في شأن جملة من الأعمال، ومن المعلوم أنه لا يراد بذلك أن يشعر المكلف بالأمان من العقوبة حتى لو ترك الواجبات وارتكب المحرمات، وكيف يشعر بذلك مع ما ورد من الوعيد المغلظ في الآيات بالعقوبة على مثل ذلك، بل المفهوم من هذه النصوص في ضوء ذلك أن العمل المفروض يجازى عليه بالجنة عند وقوعه موقع القبول عنده سبحانه، وتراكم المعاصي قد يمنع من قبوله قبولاً يفضي به إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار”.
وبين ” بتعبير آخر إن العمل الموعود عليه يمثّل نقطة استحقاق للجنة، وفاعلية هذه النقطة تماماً منوطة بأن لا يكون هناك نقاط مقابلة توجب استحقاق النار بارتكاب الأعمال التي أوعد عليها بها”.
واكمل بالقول “أما ثبوت هذه المكانة للبكاء على الحسين {ع } : فلأن البكاء يعبر عن تعلقات الإنسان وكوامن نفسه تعبيراً عميقاً، لأنه إنما يحدث في أثر تنامي مشاعر الحزن وتهيّجها لتؤدي إلى انفعال نفسي يهز الإنسان، ومن ثم فإن البكاء على الإمام {ع} يمثل الولاء الصادق للنبي {ص} وأهل بيته الأطهار وللمبادئ التي نادى بها ودعا إليها واستشهد لأجلها، ومن المشهود أن حركته {ع} قد هزت التاريخ وزلزلت عروش الطغاة ورسخت القيم الإسلامية في قلوب المؤمنين، ولم يحدث ذلك إلاّ في أثر التمسك والتعلق بذكره نتيجة حث أئمة أهل البيت {ع} بمثل هذه الأحاديث”.
واضاف “أما التباكي فليس المراد به إظهار البكاء أمام الآخرين بل هو بمعنى تكلّف الإنسان البكاء على ما يراه حقيقاً به، ولكنه يواجه لحظة جفاف في قلبه ومشاعره فيتكلف البكاء عسى أن يستجيب قلبه وتتدفق مشاعره لنداء عقله، وبهذا المعنى أيضاً ورد الوعد بالجنة لمن بكى أو تباكى عند ذكر الله سبحانه وتعالى كما نبه عليه غير واحد منهم : العلامة المقرم {ره} في مقتل الحسين{ع}.”
وفي سؤال اخر حول تفضيل الخروج بموكب العزاء مبكراً بثلة قليلة من المعزّين والانتهاء قبل وقت صلاة الفريضة أو الانتظار ليتجمع المعزين متأخرين عندها يصادف وقت الفريضة قبل إتمام مراسم العزاء ، اجاب المرجع الاعلى ” يمكن الانتظار إلى حين تجمع عدد اكبر من المعزين ولكن ينبغي قطع مراسم العزاء حين دخول وقت الصلاة لأدائها ثم الاستمرار فيها بعد ذلك”.
وحول قطع التعزية لاداء الصلاة قال المرجع الاعلى السيد السيستاني {دام ظله } الأولى أداء الصلاة في أول وقتها، ومن المهم جداً تنظيم مراسم العزاء بنحو لا يزاحم ذلك.
وفي استفتاء اخر بخصوص حكم استعمال الطبل والبوق ونحوهما من الآلات في مواكب العزاء , اجاب السيد السيستاني “لا مانع من استخدامها في مواكب العزاء ونحوها على الطريقة المتعارفة مع كونها من الآلات المشتركة وليس من آلات اللهو المحرم”.انتهى