التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

كاتب أردني: المناورات الإيرانية رسائل شديدة اللهجة لأعداء الجمهورية الإسلامية 

الاردن ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكّد الكاتب الصحفي هشام الهبيشان أن الثورة الإسلامية الإيرانية هي التي أوصلت إيران لمكانتها العالية المرموقة اليوم, ومن يتابع مسار السياسة الخارجية والداخلية لإيران منذ 36 عاما أي منذ أن أضاء الشعب الإيراني شعلة ثورته وإسقاطه نظام الشاه الذي رسّخ تبعية الدولة الإيرانية للغرب لعقود طويلة .

وتابع .لقد شكّل عام 1979 علامة فارقة في تاريخ الشعب الإيراني وأعاد تشكيل وبناء وعيه بعد ثورة الراحل الإمام “السيد الخميني” لتخلصه من هذا النظام التابع للغرب , فهذا التطور الهام يعكس حجم الإنجاز وقوة الصمود الإيراني شعبيا وسياسيا واقتصاديا والذي أفضى في النهاية لرضوخ العالم كله أمام قوة الصمود الإيراني ومن جهة أخرى جاء كجزء من التفاهمات والتعهدات المتفق عليها ضمن الإتفاق النووي الإيراني مع قوى 5+1 وهو اعتراف ضمني من هذه الدول بمكانة إيران الدولية والإقليمية الجديدة.

واعتبر الكاتب الصحفي الهبيشان أن المناورات العسكرية أتت استكمالا لمناورات برية وبحرية وجوية كبيرة بدأت بمطلع شهر نيسان الماضي والتي حملت اسم “الرسول الأعظم9 ” بالإضافة إلى مناورات أخرى جرت أواخر العام الماضي “2014” في جنوب شرق البلاد وبحر عُمان ومضيق هرمز حتى خليج عدن تحت مسمّى “محمد رسول الله” والتي اختبر خلالها الجيش الإيراني أنواعا من الصواريخ والطائرات من دون طيّار وشارك فيا الآلاف من الجنود, وامتدت على مساحة 2,2 مليون كلم مربع وهي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق مناورات بهذا الحجم , ما يثبت تطور القدرات العسكرية الإيرانية .

وأضاف من هنا نقرأ أن هذه المناورات العسكرية جاءت لتوصيل رسائل شديدة اللهجة لأعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخصوصا الكيان الصهيوني وبعض دول الإقليم , لتثبت لأعدائها أن إيران حاضرة وبقوة في كل الإقليم كقوة إقليمية , فقيامها بهذه المناورات الكبيرة الحجم واستخدامها لمختلف صنوف الأسلحة المتطورة هذا يعني أن إيران ما زالت حاضرة وبقوة في المشهد الإقليمي وأنها لم تتأثر طيلة 36 عاما بمسار العقوبات الدولية التي فُرضَت عليها دون وجه حق بالتزامن مع استمرار تطوير وبناء الدولة الإيرانية وأنها قادرة على الرد على أي عمل عدواني من أي جهة كانت والواضح هنا أن هذه المناورات من خلال طريقة عملها تثبت أنها ذات طابَع هجومي وليست ذات طابَع دفاعي وهذا هو مضمون هذه المناورات ورسالتها لأعداء إيران.

وتابع حديثه حول أهمية التحالف الروسي بأنه لا يمكن إنكار حقيقة مسارات عمل الجيش السوري وحلفائه بالميدان في الأيام القليلة الماضية والرامية بمرحلتها الأولى إلى تحرير أجزاء واسعة من ريف حماه الشمالي والغربي وريف ادلب الجنوبي والجنوبي الغربي والغربي وريف اللاذقية الشمالي مع ريف حمص الشمالي والشرقي وريف حلب الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي مرورا بريف درعا وغوطتي دمشق , هذه العمليات المستمرة والتي يحقق بها الجيش السوري وبدعم كبير من سلاح الجو الروسي انتصارات كبرى في الميدان والتي تعّد هزيمة كبيرة لمشروع قوى العدوان على الدولة السورية والتي كانت تسعى خلال الأشهر الأربعة الماضية لاستغلال هذه المناطق واعتبارها خواصر رخوة لإعادة رسم موازين القوة الميدانية في سوريا .

وأردف الهبيشان اليوم ومع بدء تحرير هذه المناطق من قِبَل الجيش السوري وحلفائه وتساقط المجموعات الإرهابية المسلحة تحت ضرباتهم هذا الأمر سَيُحدِث تغييرا جذريا في الخريطة العسكرية السورية بشكل كلّي ومن هنا ينبع الخوف الأمريكي والتركي والسعودي تحديدا من خسارة هذه الجماعات المسلحة للمزيد من حصونها وانهيارها واحدا تلو الآخر وهذا ما لا تريده أمريكا وحلفاؤها على أقل تقدير في الوقت الراهن.. مع أن تحالف أمريكا الستيني الذي أُعِّد لمحاربة الإرهاب أثبت فشله وقصوره لا بل كان داعما في بعض الأحيان لبعض التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق , والفرق هنا واضح بين التحالفيَن فمنظومة التحالف الروسي هي منظومة جادّة بمحاربة الإرهاب وتعمل بغطاء سياسي وعسكري من الدولة السورية وأثبتت فعاليتها على الأرض بأيام معدودة ,أما تحالف واشنطن فهو تحالف مخادع وغير شرعي ولم يحقق شيئا منذ أكثر من عام على الأرض بملف محاربة الإرهاب الذي تمدّد خلاله بشكل كبير.

وعن التطورات المقبلة على المنطقة تابع الكاتب الصحفي حديثه قائلا: أعتقد أن المنطقة بمجموعها مقبلة على مراحل هامة ومنعطفات تاريخية , وما الحلف الذي تشكّل مؤخرا لمحاربة الإرهاب بالمنطقة وفي سوريا والعراق بالتحديد ورأس الحربة له سوريا ما هو إلا دليل على أن سوريا وما يجري فيها اليوم من حرب شاملة على الجماعات المسلحة سترسم بشكل أو بآخر معالم نهايات هذه العاصفة من الفوضى التي تستهدف المنطقة بمجموعها .

وختم الكاتب ..ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الوقت لقراءة طبيعة نهايات هذه العاصفة من الفوضى وطُرق الحلول لملفاتها ومعالجتها معالجة شاملة من قِبَل القوى الدولية المنخرطة في هذا الصراع.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق