كيف يؤمن تنظيم داعش مصالح تركيا؟
ادى تفجير انقرة الذي قتل فيه 97 شخصا وجرح المئات والذي استهدف تظاهرة للاحزاب المعارضة لحزب العدالة والتنمية الى زيادة حدة التوتر السياسي في داخل تركيا بعد ان اتهمت هذه الاحزاب السلطات التركية بالتواطؤ مع منفذي التفجير الذي يدل شكله وطريقة تنفيذه بأنه من فعل داعش او القاعدة او جبهة النصرة وهي جماعات تتلقى دعما من السلطات التركية.
ولم تتعدى ردود فعل الساسة الاتراك على تفجير انقرة اصدار بيانات سياسية واطلاق تصريحات ضد الجماعات التكفيرية وهذ يدل بان تركيا لاتنوي مواجهة تنظيم داعش لأن هذا التنظيم يلبي حاجات حزب العدالة والتنمية في الوقت الراهن من نواحي عديدة يمكن الاشارة اليها فيما يلي :
1- ان داعش يهاجم مناطق الاكراد في سوريا ويمارس التطهير العرقي ضدهم ويريد طرد الاكراد من هذه المناطق وهذا يتسبب بحدوث تغيير ديمغرافي في تلك المناطق ويفتح الباب امام المطامع التركية القديمة لضم هذه المناطق والجميع يعلم ان السلطات التركية قد دخلت في سجال مع السلطات السورية بشأن هذه المناطق كما حدثت مناوشات حدودية بين الجانبين.
2- ان تواجد داعش في داخل المناطق الكردية في سوريا يؤدي الى اضعاف الاكراد ومنعهم من اعلان منطقة للحكم الذاتي او الانفصال وهذا يعتبر انتصارا لحكومة اردوغان.
3- سيؤدي اشتباك داعش مع الاكراد في سوريا الى توجه بعض عناصر حزب العمال الكردستاني الى سوريا لمحاربة داعش وهذا يعني خروج هؤلاء من تركيا واضعاف القوة العسكرية للحزب العمال الكردستاني في مواجهة انقرة.
4- ان المناطق الكردية في سوريا تعتبر رمزا لصمود الاكراد وان تركيا ترحب بسقوط هذه المناطق لأن سقوطها يعني القضاء على امكانية قيام حكم ذاتي للاكراد في سوريا والذي ليس في صالح حكومة اردوغان نظرا للعلاقات الوثيقة بين اكراد تركيا واكراد سوريا.
5- يحارب داعش الان الحكومة السورية وهذا ما تريده تركيا التي تطالب بصراحة بتنحي بشار الاسد عن الحكم.
6- لقد تعاونت تركيا مع داعش في السابق ولذلك فإن اي مواجهة عسكرية بينهما تدفع داعش نحو الاستفادة من نفوذه في داخل تركيا وتنفيذ عمليات هناك ولذلك تتحاشى الحكومة التركية الدخول في مواجهة مع داعش ما لم تشعر بمثل هذا الخطر.
7 – ان دخول تركيا في حرب مع داعش سيقوي الجيش التركي الذي حرص اردوغان على اضعافه والحد من نفوذه طوال العقد الماضي ونظرا الى تحالف الجيش التركي مع الجهات المعارضة للحكومة فان اردوغان لايريد زيادة قوة الجيش التركي عبر الدخول في حرب مع داعش.
8- سيؤدي اشتباك الجيش التركي مع داعش الى تركيز الجهود العسكرية والاستخباراتية التركية على خارج البلاد ويمكن ان يستفيد حزب العمال الكردستاني من هذه الاوضاع وينشط في الداخل.
وهكذا يبدو واضحا ان تركيا لن تدخل في مواجهة مباشرة مع داعش بل ستظل تستخدمه اداة لتنفيذ مآربها ورغم ذلك ستحتفظ تركيا ببعض الذرائع لشن الهجوم على داعش متى اقتضت مصلحتها ذلك، ومن جملة هذه المصالح :
1- الحرب مع داعش تفتح الباب امام دخول تركيا الى داخل الاراضي السورية وهكذا تستطيع تركيا اضعاف نظام الرئيس السوري بالتعاون مع القوات الامريكية او حلف الناتو.
2- ان الحكومة التركية تستطيع ان تتذرع بوجود الجماعات الارهابية على حدودها وتبدا الحرب متى ما شاءت.
3- تستطيع الحكومة التركية اظهار نفسها رائدة في مجال مكافحة الارهاب وحامية لمصالح الاكراد وذلك من اجل الاقتراب مع الاكراد المعتدلين وحفظ عملية السلام مع الاكراد.
المصدر / الوقت