التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

مسؤول فلسطيني: ممارسات الاحتلال لتهويد قدس سبب الانتفاضة الحالية 

فبسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ

أعتبر مسؤول الجبهة الشعبية – القيادة العامة في لبنان أبو عماد رامز مصطفى، ممارسات الاحتلال لتهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى قد لعبت الدور الأساس فيما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية ومناطق العام 1948 وقطاع غزة من هبة شعبية تقرع أبواب الانتفاضة الثالثة بقوة، وهي تتدحرج سريعاً نحوها.

وقال أبو عماد ان تهويد القدس والمسجد الأقصى، سياسة ممنهجة أقدم عليها الاحتلال الصهيوني منذ احتلاله القسم الشرقي من المدينة في 5 حزيران 1967، يومها الجنرال الصهيوني “عوزي نرجس” الذي كتب في مذكراته قائلاً: كنت واقفاً عند المسجد والجنود يتطلعون حولهم كأنهم في حلم، وإذا برئيس حاخامي الجيش “الياهو غورن” يتقدم نحوي مسرعاً حاملاً الشوفار (البوق) بيده (وكان قد انتهى من النفخ فيه لتوّه) فقال لي: عوزي إن هذا هو الوقت المناسب الذي يجب أن نضع فيه مئة كيلوغرام من المتفجرات تحت مسجد قبة الصخرة وتفجره حتى نقضي عليه نهائياً وإلى الأبد. فرددت عليه أن يتوقف عن هذا الحديث، ولكن الحاخام استمر وقال لي “ستدخل التاريخ من أجل ذلك” فأجبته بأني قد دخلت التاريخ بدخولي أورشليم فقال لي “إنك لا تستوعب الأهمية العظيمة لاستغلال هذه اللحظة، إنها فرصة يجب اغتنامها الآن وفي هذه الساعة وأنها ستضيع غداً” وعندها طلبت منه أن يتوقف وهددته بالسجن إن لم يفعل .

فبحسب ابو عماد رامز فان هذا الحاخام الذي أصبح فيما بعد رئيس حاخامات “إسرائيل” استمر بالدعوة إلى تهديم الأقصى وكان يقدم طلباً إلى المحكمة العليا الاسرائيلية بين وقت وآخر لبناء كنيس عند مسجد قبة الصخرة. وكان يقول إنه يريد أن يرى الهيكل مبنياً قبل وفاته .

واضاف: لذلك قضية هدم المسجد الأقصى موجودة بشكل دائم على جدول أعمال الكيان وقادته. وحرق المسجد في 20 أب 1968 أتى في سياق هذا التوجه. ومنذ أحداث المنطقة منذ 5 سنوات سرعت سلطات الاحتلال من وتيرة إجراءاتها في الاستيلاء على المسجد، مستغلة ما يدور في المنطقة في مصلحتها، على اعتبار أن دول المنطقة منشغلة في قضاياها وحروبها الداخلية. ومسألة التقسيم الزماني والمكاني تقع في سياق المقدمات لهذا الاستيلاء من أجل هدمه وإشادة الهيكل المزعزم على أنقاضه. ومسألة القدس مثلت وما زالت بالنسبة للفلسطينيين الروح، من هنا شاهدنا أن الانتفاضة الثانية العام 2000، اندلعت على خلفية دخول المقبور شارون للمسجد الأقصى. واليوم جاءت الهبة الانتفاضة على خلفية هذا الموضوع الإستراتيجي فلسطينياً. وانتشار هذه الهبة على كامل شعاع الجغرافية الفلسطينية من بحرها إلى نهرها سببه الأساس هي ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى .

وتابع قائلا: وفي طبيعة الحال هناك جملة من الأسباب التي وقفت وراء هذه الهبة الانتفاضة، حيث استفحال الاستيطان والتهويد ومصادرة الأراضي والأسرى والاعتقالات والاغتيالات، وانفلات المستوطنين وجرائمهم بحق الفلسطينيين، وعائلة الدوابشة ومحمد أبو خضير يمثل نموذجاً صارخاً لتلك الجرائم. مضافاً الاستمرار في حصار قطاع غزة، مثلت في مجموعها عوامل دافعة نحو لهذه الهبة .

وعن إمكانية أن تتطور الهبة نحو انتفاضة ثالثة، قال ابو عماد رامز: نعم، اليوم بعد مرور 15 يوم على هذه الهبة، هي في طريقها الحثيث لاندلاع الانتفاضة الثالثة، وهذا ما تؤشر إليه تطورات الميدان الفلسطيني في عامة فلسطين. ولكن هذا الأمر رهن توافق الفصائل واتفاقهم، لأن من يُشكل الحاضنة والرافعة هي الفصائل على كل مندرجات ومراحل الانتفاضة، وتحديد الأهداف والتثمير السياسي والوطني، مضافاً لذلك الاتفاق على مشروعية الوسائل المتوجب استخدامها في الانتفاضة لمواجهة الكيان ومستوطنيه والتصدي لإجراءاته وممارساته.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق