التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

هل قصرت حماس مثل السلطة الفلسطينية بحق الانتفاضة الثالثة؟ 

ليتعلم الزعماء الفلسطينييون من الشعب الفلسطيني كيف لابد من مواجهة الإحتلال الإسرائيلي الجاثم علی قلب فلسطين منذ ما يقارب ٧٠ عاما. في هذه الايام التي بات يتوسع فيها نطاق الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة، ضد المستوطنين الإسرائيليين وقادة الإحتلال، بدء الشعب الفلسطيني نوعا من المقاومة الباسلة في مواجهة الذين يحتلون اراضيه، بعيدة كل البعد، هذه المقاومة، عن دهالیز السياسة والمفاوضات، ولا تؤمن هذه المقاومة الجديدة بوعود «اللجنة الرباعية» ومساعي الإمم المتحدة ومواقف الجامعة العربية التي لا طائل منها لإنقاذ فلسطين. نعم انها انتفاضة الدهس والقنص والطعن بالسكاكين. وهذه المقاومة التي هي اكثر شراسة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، تسير خلافا لنظرية السيد محمود عباس الذي ظل يراهن دائما علی المقاومة السلمية واستجداء الارض من نتانياهو عبر المفاوضات التي اقل ما يمكن وصفها بالعبثية. إذن أصبح الیوم الشعب الفلسطيني يقدم درسا لمحمود عباس ورفاقه في السلطة الفلسطينية، لا بل ان هذا الشعب يجب أن يكون بوصلة لبعض قيادات المقاومة الفلسطينية وعلی رأسهم السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي باتت تصرفاته لا تليق بنضال الشعب الفلسطيني وحركة حماس التي قدمت الكثير الكثير للشعب الفلسطيني والإمة الإسلامية.

وبما أن حديثنا يدور حول الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة، وريادة الشعب الفلسطيني وتقدمه علی قياداته السياسية في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، علینا أن نسأل ماذا قدمت هذه القيادات لدعم الشباب الفلسطيني المنتفض؟. ولنبدء من السلطة الفلسطينية. فمواقف السلطة الفلسطينية لا تبدو تختلف عما كانت علیه قبل اندلاع هذه الانتفاضة الثالثة. فعلی سبيل المثال، وبإلقاء نظرة سريعة وخاطفة علی موقع وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، فإنه لا يوجد أي خبر يتحدث عن الانتفاضة في فلسطين ولا توجد مواقف رسمية من قبل الرئيس محمود عباس وقادة السلطة الفلسطينية. لا بل من المثير للسخرية أن كبار قادة السلطة بدل أن يسخّروا جميع طاقاتهم لتأجيج نيران الإنتفاضة ضد الكيان الإسرائيلي، باتوا يبحثون عن طرق تبريد هذه الإنتفاضة ليتم السيطرة علیها بشكل تام. ومنذ انطلاق الشرارة الأولی للإنتفاضة الثالثة قبل عدة اسابيع حتی الیوم، سعی ابومازن ورفاقه الی تقليص تصريحاتهم الاعلامية وحاولوا عدم الظهور أمام وسائل الاعلام لكي لا يتحدثوا عن الانتفاضة.

هنالك الكثير من المتابعين للشأن الفلسطيني يقولون أن الرئيس أبو مازن هو من يمنع القادة الفلسطينيين في السلطة من دعم الإنتفاضة الشعبية حتی عبر التصريحات الإعلامية، ناهيك عن دعم الشباب الفلسطيني بالسلاح لمواجهة الجنود الإسرائيليين والمستوطنين المدججين بالسلاح. وفي هذا السياق كان من الملفت مواقف بعض قادة السلطة في الرد علی تصريحات بنيامين نتانياهو التي أتهم فيها الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين في بداية الاحتلال الإسرائيلي، بأن الحسيني هو من حرض «هيتلر» علی ارتكاب “المحرقة” المزعومة. علما باننا لا نؤمن بأی شیء اسمه “محرقة” علی الإطلاق، إنما هي اكذوبة ابتدعتها الصهيونية العالمية لإحتلال الأراضي الفلسطينية. وعلی سبيل المثال قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، حول تصريحات نتانياهو: أن نتنياهو باتهامه للحاج أمين الحسيني بالمسؤولية عن المحرقة (الهولوكوست) بحق الیهود في المانيا النازية، ومحاولته إلصاقها بالشعب الفلسطيني يعطي شهادة براءة لهتلر على جرائمه، الذي كان من ضحايا جرائم هتلر. هذا الكلام من عريقات هو بمثابة إعتراف رسمي وعلی أعلی مستوياته من قبل السلطة الفلسطينية ورجالها بالمحرقة، فاي خدمة أكبر من هذه يمكن أن يقدمها عريقات لكيان الإحتلال من أجل إضفاف الشرعية علی إكذوبة المحرقة؟!

وبعيدا عن تقاعس السلطة الفلسطينية، هنالك الكثير من الإتهامات باتت تصدر ضد حماس وقياداتها وعلی رأسهم السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، بأن بعض قيادات حماس باتت لا تريد انتفاضة ثالثة ضد الإحتلال الإسرائيلي، لأن هذه الإنتفاضة من الطبيعي سوف تخلط الأوراق من جديد وتبعثر مساعي حماس لإبرام إتفاقية هدنة طويلة الأمد مع الكيان الإسرائيلي وفقا لتوصيات قطر وتركيا. حيث خلال الأيام الماضية زار السيد خالد مشعل ورفاقه مثل السيد موسی أبو مرزوق، أفريقيا الجنوبية، بحثا عن شیء من الدعم للقضية الفلسطينية من قبل هذه الدولة. هذه السياسة من قبل حماس تثير العجب، حيث أن السيد خالد مشعل طلّق العلاقة الإستراتيجية مع محور المقاومة خاصة سوريا، وبات يلهف عن من يدعم القضية الفلسطينية في تركيا وقطر وجنوب أفريقيا!. فلابد أن نسأل مشعل ماذا يمكن أن تقدم هذه الدول لدعم الشعب الفلسطيني وانتفاضته؟. هل لهذه الدول الثلاث الجرأة الكافية كما توجد للقيادة الإيرانية والسورية وحزب الله، لكي تقدم للفلسطينيين الصواريخ والسلاح لدك المستوطنات الإسرائيلية؟. بالطبع فان الجواب بكلمة واحدة هو: كلا. من الواضح جدا أن الدعم الذي يبحث عنه السيد خالد مشعل في تركيا وقطر وجنوب أفريقيا هو بمثابة السراب ولا يروي عطش الفلسطينيين للحصول علی السلاح.

إذن في النهاية مرة اخری نعود ونذكر قادة حماس وعلی رأسهم السيد خالد مشعل وكذلك السيد ابومازن، أن الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس لو كان له سلاح، لما كان الیوم يناضل بالسكاكين. لذا بدل البحث عن دعم الشعب الفلسطيني في تركيا وقطر وجنوب أفريقيا، لابد علی هذه القيادات أن تعود الی الدول التي تدعمها بالسلاح والصواريخ وهي بالطبع معروفة للجميع دون التطرق الی الأسماء. لهذا نقول أن حماس والسلطة تعتبران مقصرتان بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس بسبب عدم تسليحه لمواجهة الإحتلال، حيث بات الأشاوس من الشباب الفلسطيني في تلك المناطق، يناضل بالسكاكين والحجارة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق