قرار اعدام الشيخ النمر.. هل سيجرأ سلمان على تحمل مخاطره؟
أتى نبأ تأييد الحكم الصادر بحق الشيخ نمر النمر بالاعدام وسط متغيرات المنطقة الكثيرة والمتسارعة وكأن السعودية وعلى رأسها سلمان يسابقان الزمن لصب نيران أحقادهم على شيعة السعودية الذين يطمحون لحياة كريمة وعزيزة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل سيجرؤ سلمان على تنفيذ هذا القرار الذي يدرك العالم أجمع جليل خطره على السعودية وآل سعود؟ هذا ما سنحاول طرحه خلال هذه القراءة في خلفيات وظروف هذا الموضوع.
منذ اعتقال الشيخ نمر النمر كان من الواضح أن نظام آل سعود قد اتخذ خيارا عدائيا اتجاه شيعة السعودية وعلى رأسهم زعيمهم والشخصية الدينية الأبرز الشيخ نمر النمر. وتأتي الخطوة الجديدة ضمن سلسلة النهج العدواني الذي ينتهجه آل سعود منذ ذلك الوقت.
وقد أكد محامي الشيخ النمر صادق الجبران، في حسابه على “تويتر”، قائلا “بكل أسف محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة والمحكمة العليا تصادقان على حكم القتل بحق الشيخ نمر النمر” مضيفا أن قرار التنفيذ بيد الملك. وهذا ما أكده شقيقه محمد النمر ومن جملة المقرر أعدامهم علي ابن شقيق الشيخ النمر. وتعليقا على الخبر حذر محللون سياسيون متابعون للشأن الشيعي بالسعودية من احتمال حدوث احتجاجات واسعة إذا تم تنفيذ احكام الإعدام.
ازاء هذا القرار تساؤلات كثيرة تطرح نفسها فرغم حساسية الموضوع والاوضاع المتأزمة في هذه البرهة من الزمن والازمات الكثيرة الداخلية والاقليمية التي تواجه النظام السعودي والاخفاقات بالجملة التي يعيشها معسكر آل سعود ومن خلفهم. ورغم ذلك كله يعودون الى الحديث عن اعدام الشيخ النمر واصدقاؤه وكأنهم قرروا الهرب من المآزق التي اوقعوا انفسهم فيها بالركض الى الامام والامعان في التعنت على امل تحقيق ما يريدون. فما الهدف وراء اعادة الحديث عن هذا الموضوع الى الواجهة في هذا الوقت بالذات؟
طبعا ان المتابع لملف الشيخ النمر يعلم أن السعودية ربطت ملفه بملفات اخرى في المنطقة. فلطالما ربطت السعودية وآل سعود ملفات المنطقة بعضها ببعض فجعلوا من شيعة الحجاز ورقة ضغط ورهينتا لسياساتهم الملتوية. وما يجري اليوم ليس سوى خطوة متهورة ضمن هذا المسلسل الاجرامي. وبشكل عام فقد ربطت السعودية ورقة شيعة السعودية بالمتغيرات الاقليمية ومنها الارتباط بايران الذي يمر حاليا بمرحلة من التوتر الشديد بالاضافة الى الحساسية الخاصة بالملف اليمني والعدوان على اليمن الذي يمر بأصعب ظروفه منذ بدايته الى اليوم. وقد توافق اعتقال الشيخ النمر مع بداية الحركات الاحتجاجية الشيعية في السعودية ومع مرحلة سابقة من التوتر مع ايران ايضا.
ومن جهة أخرى يأتي القرار السعودي في وقت تريد فيه السعودية حرف الانظار عن فاجعة منى الاليمة التي راح ضحيتها الاف الحجيج من مختلف الاصقاع الاسلامية بسبب الاهمال واللامبالاة السعوديين.
كما أن السعودية تستفيد منذ سنوات من ورقة شيعة الداخل لاتهام ايران بالقيام بتحركات داخل السعودية ومن جهة أخرى من أجل تهديد وقمع الشيعة لمنعهم من المطالبة بالعيش بحرية في ارضهم.
وختاما في حال استمرت الامور على ما هي عليه، وقام سلمان بالتهور والمصادقة على حكم الاعدام لا بد أن الامور ستخرج عن سيطرة آل سعود الى ما لا تحمد عقباه من احتجاجات ستتخذ حتما طابعا عنيفا بدءاً من المنطقة الشرقية في السعودية وختاما في الكثير من المدن السعودية التي ضاقت ذرعا من فساد النظام الذي يسيطر على شبه الجزيرة العربية منذ عقود، وتشير التقارير الواردة من الداخل السعودي الى تنامي النقمة وسط الشعب السعودي بكامله اتجاه الفساد والظلم واللامبالاة التي يعتمدها آل سعود في حكم البلاد والعباد.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق