التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الحراك الدولي لبحث الأزمة السورية: بحث الدول عن دورٍ يبقى في إطار التمني.. 

تحاول العديد من الدول العمل على لعب دورٍ ما، لا سيما فيما يتعلق بالأزمة السورية. وهو الأمر الذي يدفع لإنعقاد لقاءاتٍ متعددة الأطراف، في محاولةٍ لتبني سياسةٍ ما تجاه سوريا. في حين يبدو أن أغلب هذه الأطراف لن تُفلح في إيجاد حلولٍ عملية للملف السوري، بعيداً عن المشاركة الإيرانية الفعلية. وهو الأمر الذي بدا واضحاً من نتائج اجتماع فيينا الأخير. فيما خرجت الى الأفق أيضاً، الدعوة الفرنسیة لإجتماع باريس اليوم للتباحث في الأزمة السورية. فماذا في نتائج فيينا واجتماع باريس؟ وما هي دلالات هذا الحراك الدولي؟

بين فشل فيينا والإجتماع الفرنسي:
فشل اجتماع وزراء خارجية أمريكا وروسيا وتركيا والسعودية الجمعة، في التوصل إلى توافق حول الأزمة السورية. في وقتٍ أشار فيه الطرفين الأمريكي والروسي الى احتمال عقد اجتماعٍ أوسع الجمعة المقبلة. وقد أشارت المصادر الصحفية الى أن الوزراء لم يستطيعوا خلال اجتماعهم، حل الخلافات بينهم فيما يتعلق بالملف السوري لا سيما مصير الرئيس الأسد.
من جهةٍ أخرى أعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال في بيان نقلته وكالة “فرانس برس” أن بلاده تحضر لاجتماع حول سورية اليوم في باريس يشمل “أبرز الأطراف الإقليمية”. في وقت من المقرر فيه أن يلتقي ثلاثة نواب فرنسيين من المعارضة اليمينية، في دمشق الرئيس الأسد اليوم.

دلالات الحراك الدولي:
لا شك أن المحاولات الدولية الحثيثة لإيجاد حلٍ في سوريا على الرغم من أنها تخطت المُتوقع لناحية كميتها، فإنها تخلو من جوهرها الذي يمكن أن يحقق أي نتيجة. ولذلك نقول التالي:
– فيما يتعلق بإجتماع فيينا فقد كان إجتماعاً صورياً ليس أكثر. فالعارف بتفاصيل الإجتماع يلاحظ ثبات الموقف الروسي على مبادئه تجاه الأزمة السورية، لكن بصياغة مستحدثة. في حين ظهر بوضوح حجم التخبط الذي تعاني منه واشنطن وحلفاءها. وهنا لا بد من الإشارة الى أنه وعلى الرغم من أن إيران لم تكن حاضرة، وهو ما حاول البعض استغلاله للإشارة الى عدم أهمية الدور الإيراني، فقد أكد وزير الخارجية الروسي في مقابلة أجراها معه السبت برنامج “أخبار السبت” التلفزيوني الروسي، أنه لا يمكن تشكيل دائرة خارجية لتسوية الأزمة في سورية من دون مشاركة إيران.
– وهو ما يعني أن موسكو كانت تدرك قبل اجتماع فيينا أنه سيكون دون نتيجة، ومحاولة فقط لجمع الأطراف على طاولةٍ واحدة. في حين أشار محللون الى أن موسكو أرادت من خلال ذلك إظهار حجم التخبط لدى واشنطن وحلفائها فيما يخص الأزمة السورية، كما أرادت تأكيد أنه لا جدوى لأي مباحثاتٍ دون الحضور الإيراني. وهو ما يمكن أن يكون موجهاً لواشنطن والرياض بشكلٍ خاص.
– ومن بين الدول التي تسعى لإثبات وجودها على الساحة، كانت فرنسا التي أعربت عن انزعاجها لعدم توجيه دعوةٍ لها لإجتماع فيينا. لتعلن عن حراكٍ ستقوم به من أجل عقد اجتماعٍ في باريس لتداول الأزمة السورية.

من المبكر الحديث عن تقدم حقيقي، لأي مباحثاتٍ تخص الأزمة السورية، لأن الجميع يُدرك أن السعي لحلٍ دون مشاركة طهران أمرٌ دون جدوى. الى جانب أن الأطراف بأسرها تعيش أزمة الثقة المتبادلة. لنقول أن الجلوس على طاولةٍ واحدة لا يعني الوصول لحلول. فالطرف الروسي لا يثق بالسعوديين أو الأمريكيين، الذين يبادلونهم الريبة نفسها. في وقت دخلت فيه الحسابات الشخصية بين الدول معترك الصراع. وهو ما دفع باريس مرةً أخرى لإستخدام سياسة إثبات الوجود. وكذلك قطر التي أعربت عن سخطها لإستبعادها.

قد يكون لجميع الدول الحق في السعي للعب دورٍ فعالٍ في الأزمة السورية. فيما لا شك فيه أن الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران هو الأقوى، لمسكها زمام المبادرات في الميدان السوري. وهو الأمر الذي يعرفه الطرف الروسي تحديداً. لنقول أن الحراك الدولي الذي جرى ويجري لن يؤت ثماره دون المباركة الإيرانية. ولم يعد هناك وقتٌ لإثبات الوجود أو استبعاد أحد. فالميدان السوري وحده من يقرر الأطراف المؤثرة. وهو الأمر الذي يمكن من خلاله تحديد أصحاب القرار في المستقبل السياسي لسوريا. لنقول أن إعطاء جميع اللاعبين دوراً في الأزمة السورية أمرٌ يحتاج للكثير من التمحيص. فيما لا شك أن لطهران وموسكو الدور الأبرز.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق