عندما ينسى الجبير “تيران” و”صنافير” ويتهم طهران باحتلال أراض عربية!
يصدق الحديث القائل “اذا لم تستح فاصنع ما شئت” بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير. فهو يملك الحق بصنع وقول ما يشاء طالما انه ممثل السياسة الخارجية السعودية التي تتبع سياسة الصراخ والهرب الى الامام في سبيل تنفيذ سياساتها وأفكارها التي تحاول ترويجها عبثا في العالم. اذا هو يملك الحق بقول ما يشاء. فكيف اذا ارتبط الموضوع بايران الدولة التي تعتبرها السعودية العدوة الاولى لها في المنطقة؟
فمؤخرا طالعنا الجبير بتصريحاته القديمة الجديدة التي يتحدث فيها عن النفوذ الايراني في المنطقة ليضيف هذه المرة شيئا جديدا وهو اتهام ايران بانها تحتل ارضا عربية في سوريا ومؤكدا أن الرياض تنظر الى ايران كدولة تتدخل في أمور المنطقة بشكل سلبي. جاءت هذه التصريحات خلال لقاء للجبير مع نظيره الامريكي جان كيري خلال زيارته الاخيرة الى السعودية ولقائه سلمان بن عبد العزيز. وقد جرى خلال اللقاء التأكيد على تعهد واشنطن والرياض بتكثيف الدعم لما يسمى “المعارضة السورية المسلحة المعتدلة” وتنسيق الجهود من اجل تسوية سياسية بشأن الازمة السورية.
وبالعودة الى الجبير وعقدته الايرانية لا بد هنا من طرح عدة امور للاضائة أكثر على سياسة الهرب الى الامام التي يتبعها الاخير. فالجبير وبعيد استلامه زمام الدبلوماسية الخارجية السعودية نسف كل ما عمل عليه سلفه فيصل الذي بنى للسعودية مكانة في السياسة العالمية. طبعا ورغم ان فيصل لم يكن من دعاة السلم مع طهران ولكنه كان يعتمد سياسة تحمل بعض المنطقية ويعرف حدود القدرة السعودية في المناورة وهذا ما ليس عند الجبير وهذا الامر أدى ويؤدي الى تقهقر السياسة السعودية العالمية حسب المراقبين.
طبعا لهذا التكتيك الجبيري خلفيات وأهداف كثيرة، منها التغطية على الجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن من خلال العدوان المتواصل منذ ثمانية اشهر والذي راح ضحيته الاف الشهداء وشرد عشرات الالاف من الشعب اليمني الذي لا يريد سوى حريته والعيش بكرامة على ارضه. طبعا لا تقف حدود الاجرام السعودي عند اليمن بل تتعداه الى دول عربية واسلامية اخرى كسوريا والعراق الذين يعانين منذ سنوات من آثار الدعم الذي توفره السعودية وبعض الدول الاخرى للمجموعات المسلحة التي يطلقون عليها اسم “المعتدلة”. كل هذا غيض من فيض للتدخلات التي تقوم بها السعودية فی المنطقة.
وبالعودة الى اتهام طهران باحتلال اراض عربية لا اعتقد أن هناك حاجة للدفاع عن طهران خاصة أن وجودها على الاراضي السورية هو بارادة نفس الحكومة والشعب السوريين. وانما السؤال هو لماذا لا يذكر الجبير واسياده قضية الجزر السعودية المحتلة من قبل الكيان الاسرائيلي؟ ولمن لا يعرف قصة هذه الجزر فهي عبارة عن جزيرتين الاولى تيران وتبلغ مساحتها ٨٠ كم مربع والثانية صنافير وتبلغ مساحتها ٣٣ كم مربع وهي محتلة من قبل الكيان الاسرائيلي منذ العام ١٩٦٧ وهي باختصار اصبحت ضمن الحدود الصهيونية بموافقة آل سعود وبادارة امريكية وغطاء اممي لعدم لفت الانتباه الى التواطؤ السعودي مع امريكا واسرائيل مقابل حماية عرش آل سعود على حساب الحقوق والكرامة العربية. اكثر من ذلك لطالما سعت السعودية الى التبري من هذه الجزر مدعية انها مصرية. كيف لا وهي لا تملك الجرأة أن تطالب بها!
في الختام لا بد من التأكيد أن هذه السياسة ليست مستغربة في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية المتسارعة التي لا تسير وفق الاهواء السعودية. وعلينا أن نتوقع الكثير الكثير من الصراخ والكذب الاعلامي الذي لا صحة له. فقد يكون اعتقاد الجبير ومن خلفه من آل سعود أن ما تخسره السعودية في الميدان يمكن تعويضه من خلال هذا الكلام الفارغ من ادنى معايير المصداقية.
المصدر / الوقت