العالم يعترف إيران طرف فاعل قادم لحل الأزمة السورية
عبدالرضا الساعدي
اعترف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي مؤخرا، على أهمية وجود إيران وحضورها كضرورة في أي مباحثات بشأن الأزمة السورية، “من أجل إنجاح هكذا مفاوضات”.
التصريحات الأمريكية جاءت بعد أيام من محادثات في فيينا بين وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا بشأن تسوية سياسية في سوريا، وطالب حينها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بضرورة إشراك إيران في أي مفاوضات قادمة.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف : “تروج شائعات مفادها أننا نتوافق هنا على أن الأسد سيرحل بعد فترة ما.. والأمر ليس كذلك”مضيفا “ومع معرقلات السعودية في موقفها الرافض لوجود الرئيس الأسد في المشهد السوري، وإصرارها على تنفيذ مقررات “جنيف 1”
شدد سيرغي لافروف على أن الشعب السوري هو من يقرر مصير الرئيس السوري، مكرراً رفض روسيا لتنحي الأسد.
وبحسب لافروف، فإن موعد لقاء مقبل بشأن سوريا على مستوى وزراء سيتم الإعلان عنه في وقت قريب ، مبينا أن روسيا قدمت أفكارا معينة حول التسوية في سوريا، وأبلغت المشاركين الآخرين بنتائج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لموسكو مؤخرا ،وذكر أن جميع الوزراء اتفقوا على ضرورة الحفاظ على سوريا كدولة موحدة ذات سيادة.
وفي تصريح للافروف للصحفيين بعد الاجتماع بثها التلفزيون الروسي الرسمي أشار إلى أهمية وجود إيران الإسلامية كطرف فاعل في المباحثات القادمة ،قائلا “طلبنا أن تجرى الاتصالات المستقبلية بصورة أكثر تمثيلا.” وأضاف أنه يعني مشاركة إيران ومصر على وجه الخصوص.
في ذات الوقت أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب المحادثات في فيينا عن بقاء الخلافات حول المسائل المتعلقة بالعملية الانتقالية في سوريا بقوله إن “الخلافات لا تزال قائمة فيما يخص العملية السياسية لانتقال السلطة في سوريا”.
مع ذلك، وصف كيري اجتماع الوزراء الأربعة في فيينا بـ”البناء والمثمر”، مشيرا إلى أنه تناول بحث فكرة قد تؤدي إلى تغيير ديناميكية الأوضاع في سوريا.
من جهته أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن أكثر الإجراءات ضرورة تجاه سوريا هي مراقبة حدود دول الجوار لها والمكافحة الحقيقية للإرهاب بالتوازي مع متابعة العملية السياسية .
وأضاف عبد اللهيان في تصريح له ردا على اجتماع وزراء خارجية السعودية وأميركا وروسيا وتركيا في فيينا لبحث الأزمة السورية: “يجب على الجميع أن يساعد على تعزيز العملية السياسية في سوريا وأخيرا فان الشعب السوري هو الذي يقرر مصير بلاده”.
وأوضح ضرورة أن تفكر بعض الأطراف التي قامت حتى الآن بدور سلبي في سوريا من خلال تعزيز الإرهابيين، بأداء دور بناء في هذا البلد ، مضيفا :إن طهران تدعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة بشان الأزمة السورية وتعتبر الإجراءات الروسية ايجابية في مكافحة الإرهاب في هذا البلد وإنها ضمن إجراء مشاورات مع الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة تؤكد على ضرورة التركيز على الحلول السياسية المتسمة بالنظرة الواقعية في سوريا “.
ومن المؤمل أن تتلقى طهران اقتراحا للانضمام إلى المفاوضات الخاصة بتسوية الأزمة السورية.
يذكر أن هذا الاجتماع الرباعي الذي عقد في فيينا شاركت فيه الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسعودية المخصص للنزاع في سوريا ،يعقد للمرة الأولى دون إشراف من الأمم المتحدة على أمل إيجاد حل للنزاع الذي أوقع أكثر من 250 ألف قتيل منذ مارس 2011.
ويرى المراقبون والمحللون والشارع العربي والإقليمي على ضرورة وجود إيران في جهود حل النزاع الدائرة رحاه في سوريا.. مؤكدين دورها الإيجابي والفاعل والقوي في مواجهة الإرهاب إضافة إلى درايتها وخبرتها والحنكة السياسية التي يتمتع بها القادة الإيرانيون ، إضافة إلى ثقلها ومكانتها السياسية الكبيرة في المنطقة وقدراتها العسكرية الرادعة للمتطرفين والإرهابيين وغيرهم من أعداء الأمة الإسلامية.