الغارديان: دعوة إيران لمحادثات فيينا تمثل تغيراً لصالح الأسد
اعتبرت صحيفة “الغارديان” دعوة إيران وللمرة الاولى للمشاركة في محادثات فيينا بشأن الأزمة السورية بأنه يمثل تغيراً كبيراً وملحوظاً على سياسات أمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط .
وقالت الصحيفة البريطانية إن هذه الدعوة تدلل على أن الأحداث بدأت تتخذ منحىً يصب في صالح حكم الرئيس بشار الأسد خصوصاً بعد مشاركة روسيا بتوجيه ضربات جوية وصارخية قوية ضد الجماعات الارهابية والمتطرفة في سوريا.
وأشارت الصحيفة في مقال بقلم محرر شؤون الشرق الأوسط “أيان بلاك ” الى أن إيران اتخذت قراراً استراتيجياً وثابتاً منذ بداية الأزمة السورية تمثل بضرورة تسوية هذه الأزمة بالطرق الدبلوماسية والسلمية من خلال دعم الحوار السوري – السوري وترك الخيار للشعب السوري وحده ليقرر مصيره بنفسه دون أي تدخل خارجي.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، أكد في وقت سابق على ضرورة اشراك ايران في أي مباحثات بشأن الأزمة السورية، من أجل انجاح هكذا مفاوضات.
وأضاف كيربي:”سنستعين في نهاية المطاف بإشراك إيران في المحادثات الدولية بشأن انتقال سياسي في سوريا، لما لها من دور أساسي في حل الأزمة في هذا البلد”، مؤكداً أن جولة جديدة من المباحثات الدبلوماسية قد تجرى بعد عطلة نهاية الأسبوع الجاري.
وتجدر الاشارة الى أن التصريحات الأمريكية جاءت بعد أيام من محادثات جرت في فيينا بين وزراء خارجية روسيا وأمريكا والسعودية وتركيا بشأن سوريا، وطالب حينها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بضرورة إشراك إيران ومصر في أي مفاوضات قادمة.
وأشارت “الغارديان” إلى أن دعوة إيران للمشاركة في محادثات فيينا لن ترضي السعودية ودول اخرى حليفة لها إلاّ ان هذه الدول باتت مرغمة على الرضوخ للأمر الواقع بسبب الضعف الذي تواجهه الرياض على الساحتين الدولية والاقليمية خصوصاً فيما يتعلق بالأزمة السورية.
وعرّجت الصحيفة على الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مؤخراً مع السداسية الدولية ( أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا )، مشيرة الى أن الرياض تخشى من أن يؤدي هذا الاتفاق الى تعزيز قوة إيران الاقليمية والدولية والذي سيؤدي بدوره الى زيادة دعمها لمحور المقاومة الذي يتصدى للمشروع الامريكي في المنطقة خصوصاً في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
وفي ختام مقالها أعربت الغارديان عن إعتقادها بإمكانية أن تلعب إيران دوراً مختلفاً وإيجابياً في تسوية أزمات الشرق الأوسط، مطالبة في الوقت نفسه الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا بانتهاز هذه الفرصة والتحرك سريعاً لتحقيق تقدم ملحوظ في هذا المجال والذي سيعود بالنفع الكبير ليس على المنطقة فحسب؛ بل على العالم برمته.
في هذه الأثناء أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى أن المفاوضات الجديدة حول سوريا في فيينا قد تعقد يوم الجمعة المقبل، مؤكداً أن كل شيء متوقف على النجاح في التغلب على الطموحات والأهواء الشخصية والتوصل إلى إطار تمثيلي يضم إيران ومصر والدول المجاورة لسورية في هذه المحادثات.
كما أشار لافروف الى أن محاولات بعض الاطراف القيام بالهندسة الجيوسياسية وإسقاط النظم في الشرق الأوسط أدت إلى تعطيل آليات الأمن وزعزعة الاستقرار وتفشي الفوضى في المنطقة وزادت من خطر تفكك بعض الدول وسيطرة الإرهابيين على أجزاء من أراضيها، مشدداً على إن الأحداث الأخيرة أكدت بوضوح أن التخلي عن السباق لتحقيق فوائد أحادية الجانب على حساب الشركاء واتخاذ خطوات مشتركة أمر ضروري لتحقيق تقدم ملموس في حل قضايا العصر الأكثر تعقيداً، داعياً في الوقت ذاته إلى التوصل إلى اتفاقات وإيجاد حلول تسمح بإقامة منظومة علاقات مستقرة على كافة المستويات وفي مختلف المجالات من خلال تعزيز الدور المركزي للأمم المتحدة في الشؤون الدولية.
المصدر – الوقت