التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

عندما يؤرخ نتنياهو: الفلسطينيون حرضوا هتلر على إبادتنا 

من الممكن لنتنياهو أن يقول أو يفعل أي شيء لتبرئة اسرائيل من العنف ضد الفلسطينيين، و بامكانه اختلاق أي فيلم من نسج الخيال ليصور الشعب الفلسطيني بصورة المجرم، لاستعطاف الرأي العام العالمي و الدولي الذي هو بصفه اجمالا، و لتبرير القتل و الدمار و الاعتقال التعسفي. و اسرائيل منذ نشأتها تزور الحقائق و تقلب الواقع و تحاول في كل مرة اخفاء جرائمها الفظيعة و التي يصل في كل جولة للرأي العام و الاعلام منها ما يوقف القلب من شدة قسوته. لكن أن يعمد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو و هو ابن المؤرخ الاسرائيلي المعروف “بن تسيون نتنياهو” بتزوير تاريخ مدون في الكتب و الأرشيفات فهنا وقع السياسي القديم في الفخ اذ خانته الذاكرة بفارق سنتين. القصة هي عندما ألقى نتنياهو كلمة أمام الكونغرس الصهيوني الأمريكي في القدس، و قال بكل صراحة ان “هتلر قرر طرد اليهود من المانيا وعندما التقى المفتي أمين الحسيني، أبلغه بقراره بتهجير اليهود، إلا أن المفتي أعرب عن تخوفه من هجرتهم إلى فلسطين، و’سأله هتلر ما العمل ما الذي يجب ان نفعله؟ فرد عليه المفتي احرقهم”. اضاف نتنياهو قائلا: “ان موجة العمليات الاخيرة هي نتيجة التحريض الذي بدأ به المفتي ومستمر اليوم ايضا”.

البروفسور “دينا بورات” خبيرة في الشؤون الألمانية في الحقبة النازية، وهي مؤرخة رسمية في معهد “ياد وشم”، تقول “إن هتلر قرر حرق اليهود في عام ١٩٣٩ في البداية بإقرار قوانين خاصة باليهود وارغامهم على الهجرة (يذكركم بإقرار القوانين ضد العرب) وان القرار والتنفيذ بدأ قبل لقاء المفتي بسنتين “هل يبرئ نتنياهو النازية من دم اليهود ويحمل المسؤولية للعرب؟” قالت بورات، التي أضافت “ان هذا غير صحيح وعار عن الصحة، لأن عملية الابادة الفعلية بدأت عام ١٩٣٩”. وتضيف الخبيرة الإسرائيلية ان لقاء المفتي مع هتلر كان عام ١٩٤١ أي عامين بعد بدء عمليات الابادة، مضيفة ان المفتي لم يتطرق في لقائه مع هتلر عن يهود أوروبا وإنما عن يهود المغرب العربي. و بالعودة الى التاريخ، تؤكد الدراسات حول النازية بأن هتلر كان قد بلور فكرة ابادة اليهود عام ١٩٢٣عندما کتب كتاب “كفاحي” كجزء من النظرية العنصرية. وخطة “الحل النهائي” طرحت في ١٩٤١، بل وجرى البدء بتنفيذها في الاتحاد السوفييتي فور الاجتياح الى هناك، في شهر حزيران ١٩٤١.

يرى المراقبون بأن كلام نتنياهو لم يكن سوى لرفع مستوى التحريض على الفلسطينيين في هذه المرحلة التي تعيش فيها مناطق القدس و الضفة انتفاضة السكاكين، بعد اتهام الكيان الاسرائيلي من قبل دول عدة بالتحريض على العنف و الاعتداء على الفلسطينيين و تهديم منازلهم و اعتقال المئات منهم. و قد سبق تلك المسرحية التي تلاها أمام الكونغرس اليهودي، تصريح آخر في مؤتمر صحفي مع بان كي مون حيث قال بأن “الرئيس محمود عباس انضم الى “داعش وحماس”، كما سبقه أيضا قبل أيام قليلة الوزير في حكومته يوبل شتاينتس أمام يهود أمريكا، حيث اعتبر أن التحريض الذي يمارسه أبو مازن يشبه التحريض النازي ضد اليهود.

و بحسب نتنياهو فإن الفلسطينيين أصبحوا مذنبين و مسؤولين بشكل مباشر عن ابادة ستة ملايين يهودي حسب زعمهم، كما أنهم مسؤولين عن كل ما تعاقب على اسرائيل من مشاكل و أزمات، لذا فان معاقبتهم أمر مبرر، كما أن مشاهد القتل و تدمير المنازل و آلاف المعتقلين هو بعض الانتقام ممن كان مسؤولا عن “محرقة الهولوكوست” المزعومة. و التحريض الذي بدأه مفتي فلسطين السابق السيد أمين الحسيني، يستكمله محمود عباس حاليا، إنه التحريض المستمر عبر التاريخ هو ما يحرك الغضب الفلسطيني و يسبب بقتل اليهود الآمنين.

نتنياهو مصر على فكرته حيث كررها أكثر من مرة بشكل أو بآخر رغم كل التعليقات الساخرة التي سمعها و قرأها حتما، حتى حلفائه أنكروا ما جاء به، و في حديث صحفي قال المتحدث باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، شتيفن زايبرت: “لا أجد مبررا لتغيير رؤيتنا للتاريخ بأي شكل. نعرف ان مسؤولية هذه الجريمة ضد الانسانية مسؤولية ألمانية.. هي مسؤوليتنا نحن”.. فعلا كما أوصى نتنياهو “يجب التعرف على الحقائق التاريخية”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق