التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

الدول الداعمة للإرهاب .. بين عقدة الحضارة والخوف من روح المقاومة ! 

عبدالرضا الساعدي
ليس مصادفة أبدا ، وليس رجما في الغيب من قبل الدول الداعمة للإرهاب ،اليوم وبالأمس، أن يصبح كلّ من العراق وسوريا واليمن ساحات للحرب ولمواجهة الإرهاب والدمار ، هذا السيناريو المرسوم في العقول والمكاتب السرية المخابراتية والعسكرية الأمريكية والصهيونية الشريرة بعيدة المدى .. منذ ولد العقل الإستعماري الطامع بالثروات والأرض والهيمنة .
هذه الدول الثلاث ( العراق .. سوريا .. اليمن .. ) تحديدا ، وغيرها من الدول المستهدفة ،اليوم أو غدا ، تدفع ضريبة عقدة الغرب من الشرق الحضاري والإسلامي معا ، يوم كانت أمريكا وأوربا في المجاهل ، نسياً منسيا في دنيا الحضارة ، الحضارة التي بدأت هنا في هذه الدول وبالأخص في وادي الرافدين ، حيث بدأت الكتابة والزراعة والقوانين والفنون..
وبعد مجيء الإسلام تشكلت عقدة أخرى وهي عقدة الخوف من الروح الكبيرة المتحدية التي ترفض الظلم والعدوان أو الطغيان والتبعية للأقوى والمستكبر.. ومن هنا نشأت عقدة الخوف من روح المقاومة التي يتمتع بها الرجال المؤمنون ، وحين تندمج الصفتان المهمتان : روح الحضارة مع روح المقاومة لدى أي شعب في العالم ، يدق جرس الخطر لدى كل دول الغطرسة والعدوان ، فكيف إذا كانت روح المقاومة تتنفس من أريج الإيمان المنبعثة من روح الإسلام المحمدي الحنيف التي تأبى الخضوع والركوع إلا لرب العالمين.
ومن هنا أيضا بدأ العقل الغربي الخبيث بصنع أدواته في المنطقة ، كي تسهل عليه عملية التغلغل والتفتيت والاحتلال ومن ثم السيطرة على مقادير الأمور في هذه البلدان الحضارية والإسلامية .. بدأ الغرب يتغلغل من أخطر مفاصل الأمة وهو الدين كي يعمل على تثبيت أسس الانقسام والفرقة بين المكونات وإشعال الفتن الطائفية والعرقية بين شعوب المنطقة .. فكانت الوهابية وكانت إسرائيل كفكرتين خبيثتين زرعتهما بريطانيا الاستعمارية آنذاك من أجل ذلك كله ، وبدافع من العقدتين المذكورتين – العقدة الحضارية والعقدة الإسلامية التي تعني : المقاومة- ، مستعينين بأدوات في الجيب الخلفي لهم ، ونعني بعض حكام الخليج .. وكل ما يحصل اليوم من تداعيات هو بسبب هذا المخطط وهاتين العقدتين ، كي تحيا إسرائيل والصهيونية أطول عمرا ومن أجل الخراب في هذه المنطقة ولإضعافها عن تأدية رسالتها الإنسانية والحضارية والإسلامية وكسر المعنويات وروح المقاومة لدى الشعوب تدريجيا ، وتحديدا في دول العراق وسوريا وأخيرا اليمن التي يهاجمها آل سعود يوميا بالأسلحة الفتاكة والحصار والإرهاب المعلن أمام العالم المنافق المتفرج على انهيار هذه الدولة ..
مفهوم الشر عموما ، أو الإنفراد بالعالم هو مفهوم كامن في العقلية الغربية الخائفة من أي تفوق ممكن قادم من الشرق ، ولهذا فإن لهذا الشر منظرين وعلماء وخبراء يعملون ليل نهار للانقضاض علينا ، وكأننا مازلنا نعيش منطق الغابات والوحوش .
وفي كتابه (صدام الحضارات) لهنتنغتون ١٩٩٣) ، ‘‘ فإن الصراعات بعد الحرب الباردة، لن تكون بين الدول القومية واختلافاتها السياسية والاقتصادية، بل ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر في السنين القادمة. وقد قام هنتنغتون بدعم نظريته من خلال الارتكاز على أمرين أعتبرهما من المسلمات غير القابلة للنقاش. المُسلَّمة الأولى هي أن العالم سيحكم من قطبٍ واحد وهو أمريكا ولا يوجد من سينافسه على الإطلاق. أما المُسلَّمة الثانية فتقول إن الصراع سيتحول حتماً إلى صراعٍ بين الحضارات نتيجة انهيار ما يُعرف بمفهوم الدولة،،.
باختصار شديد ، فإن من المؤكد أن سياسة أمريكا اليوم تعمل وفق هذا المفهوم ، ولكن من المؤكد أيضا أن شعوب هذه الدول التي انبثقت منها الحضارة وروح الإيمان والمقاومة قادرة على بعثرة كل الحسابات و التنظيرات الشريرة المعدة سلفا ، ومواجهتها بالعقل أولا وبالسلاح ثانيا من خلال التضحيات الشجاعة الكريمة والأبية التي ترفض الذل والخضوع لهؤلاء الإرهابيين القتلة المجرمين.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق