التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

مفاوضات فيينا الماراثونية..اتفاق على عقد اجتماع ثانٍ، والأسد الغائب الحاضر 

اختتمت في العاصمة النمساوية فيينا، جولة ماراثونية من اجتماع ممثلي ١٧ دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا وايران والسعودية لبحث امكانات التوصل الى حل سياسي للنزاع الذي يمزق سوريا منذ حوالى خمس سنوات، وانتهوا الى تحديد موعد للقاء جديد بعد اسبوعين، والعمل على إحياء محادثات الأمم المتحدة المتوقفة بين الحكومة السورية والمعارضة.
وفي بيان مشترك عقب المحادثات قال المشاركون إن “خلافات كبيرة لا تزال قائمة” رغم اتفاقهم على ضرورة “تسريع كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب .”
وجاء في البيان أن المشاركين في المحادثات يطلبون من الأمم المتحدة ان تجمع معا ممثلي الحكومة السورية والمعارضة لتدشين عملية سياسية تؤدي إلى “تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحدا يعقبها وضع دستور جديد وإجراء الانتخابات.
بدوره أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري حصول تقدم في المحادثات المقامة في فيننا بشأن الأزمة السورية، مضيفا ان الاطراف اتفقت على ان مؤسسات الدولة السورية يجب ان تبقى قائمة .
ودعا كيري إلى أن يتوحد الجميع لقتال “داعش” وأضاف: سوف نعزز جهودنا للقضاء على “داعش” ومواصلة العمل الدبلوماسي لإنهاء الأزمة السورية .
وأشار إلى أن لا شيء حتمي من وجهة نظر الولايات المتحدة حول مستقبل سوريا، لافتاً إلى أن الخيار المطروح حاليا هو بين الحرب والسلام .
وأوضح أن الجميع كان يتفق على ضرورة استمرار المحادثات بجدية أكثر، واصفاً المحادثات بأنها كانت قاسية وصعبة وشاقة “إلا أن الجميع كان مصر على ضرورة استمرارها كما أننا أحرزنا تقدماً فيها .”
وبين أنه تم الاتفاق على تسريع الجهود الدبلوماسية لانهاء الحرب في سوريا، وكذلك على ضرورة إلحاق الهزيمة بـ “داعش” والمنظمات المدرجة على قائمة الإرهاب .
وأضاف: إتفقنا على أن الشعب السوري هو الذي يقود العملية السياسية وهو من يقرر مصير البلاد .
وخلص وزير الخارجية الأميركية إلى أنه قد “حان الوقت لوقف إراقة الدماء السورية .”
واعتبر كيري إن توقيت إعلان واشنطن يوم الجمعة أنها سترسل عشرات من عناصر القوات الخاصة إلى شمال سوريا لتقديم المشورة لقوات معارضة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية هو محض مصادفة .
وقال الوزير الأمريكي للصحفيين “إنها مصادفة حقا أن يصدر الإعلان اليوم” مضيفا أنه لم يكن يعلم بأن القرار قد اتخذ حتى وقت سابق يوم الجمعة. وكيري في فيينا لحضور محادثات وزارية يوم الخميس والجمعة تهدف للبحث عن حل سياسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية .
وسيمثل قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما أول وجود مستمر لقوات أمريكية في سوريا. ويشن الجيش الأمريكي غارات جوية ضد داعش في سوريا والعراق منذ العام الماضي لكنه كان مترددا في إرسال قوات برية.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المحادثات متعددة الأطراف التي استضافتها فيينا يوم الجمعة حول الأزمة السورية فشلت في التوصل لاتفاق على مصير الرئيس السوري بشار الأسد .
وفي تصريحات صحفية عقب المحادثات قال لافروف إنه يرى أن “الشعب السوري هو من يقرر مصير الأسد” معربا عن أمله في المزيد من التسويات لإنهاء الحرب الأهلية السورية.
ونفى الوفد الايراني المشارك في المفاوضات بشکل رسمي ما أشيع حول قبولها بخطة تقضي برحيل الرئیس السوری بشار الاسد عن السلطة خلال مرحلة انتقالية تمتد لفترة ستة اشهر .
وأكد الوفد الایراني المشارك في اجتماع فيينا، والذي يترأسه وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أن الأخبار التي تداولتها بعض وسائل الاعلام حول قبولها مقترح تنحي الأسد عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان، والذي يشارك في المفوضات التي عقدت في فيينا، الجمعة، أن الهدف من نشر تلك الأشاعات المتعلقة بمصير الرئيس السوري بشار الأسد هو “تأليب الأجواء”، واكد المسؤول الايراني أن الشعب السوري هو صاحب الحق الوحيد بقبول هكذا اقتراح، مشيراً أن ايران لا يمكن أن تقبل أبداً بأي اقتراح يتجاوز ارادة الشعب السوري.

هذا وکانت بعض وسائل الاعلام زعمت نقلا عن مساعد وزیر الخارجیة الایرانی فی الشؤون العربیة والافریقیة حسین امیرعبداللهیان ، ان ایران توافق علی رحیل الرئیس السوری بشار الاسد عن السلطة خلال ستة اشهر .
بدوره قال وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير إنه لم يكن هناك اتفاق ،خلال المحادثات التي جرت الجمعة في فيينا لبحث الأزمة السورية، بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية عملية انتقال سياسي .
وأضاف للصحفيين عقب المؤتمر “لم يحدث أي تقدم بعد لكن لم يكن هذا متوقعا أيضا اليوم.” وشارك في المؤتمر ١٧ دولة إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي .
واشار شتاينماير إن المحادثات ستستأنف خلال أسبوعين ربما في فيينا وإن المشاركين يعتزمون العمل على تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات جديدة وتطبيق وقف لإطلاق النار على مستوى سوريا أو في مناطق معينة لوقف إراقة الدماء في الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام ونصف العام.
الى ذلك، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قبل اللقاء من جديد أنه لا مكان برأيه للأسد في مستقبل سوريا، وقال: “بشار الأسد كمسؤول إلى حد بعيد عن الدراما السورية لا يمكن أن يحصل على مكان في مستقبل سوريا”… “لا بد من تغييرات مهمة” لإنهاء “الحرب الرهيبة” ولتصبح سوريا حرة .
وأفاد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بأنه تم التوصل إلى توافق في اجتماع فيينا حول مكافحة الإرهاب والحل السياسي في سوريا، مشيرا إلى أن الاجتماع ناقش إجراء جولة جديدة من المحادثات الأسبوع القادم .
وأضاف وزير الخارجية العراقي أن الخلاف يتمحور حول من سيكون الفاعل الأكبر في التسوية السياسية السورية .
وكانت مباحثات التسوية السورية على مستوى وزراء خارجية الدول المعنية في إطار موسع بمشاركة ١٩ وفدا اختتمت في فيينا مساء الجمعة .
ومثلت الوفود روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا وإيران والإمارات وقطر والأردن وألمانيا وفرنسا ومصر وإيطاليا وبريطانيا والعراق ولبنان .
وانضم إلى المباحثات كذلك المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني .
من جهة أخرى، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مستعدة لإعادة النظر في موقفها من الرئيس السوري والقبول ببقائه على رأس السلطة لفترة المرحلة الانتقالية، وحسب الصحيفة هذا هو موقف الممثلين الأمريكيين في مباحثات التسوية بفيينا .
وترى الصحيفة أن واشنطن غيرت موقفها بعد بداية القصف الروسي لمواقع الإرهابيين في سوريا، الأمر الذي عزز مواقع الحكومة السورية .
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق