أمير الكيبتاغون” و ٢ طن من المخدرات بقبضة الدولة اللبنانية
قضية “أمير الكيبتاغون” الرأي العام اللبناني والعربي، فبطلها أحد أحفاد الملك عبد العزيز آل سعود، عبد المحسن بن وليد آل سعود سموّه من العائلة الحاكمة الذين يتمتعون بحصانة مطلقة في السعودية وخارجها، أما في لبنان فلم يحالفه الحظ هذه المرة حيث خرج مكبل اليدين من المطار الى النيابة العامة، ولم تنقذه ملصقات “خاص بسمو الأمير عبد المحسن آل سعود” التي وضعها على طرود المخدرات بعد أن أصر مفتشو الأمن العام على فتح الطرود وتفتيشها بعد أن شكوا بمحتواها، كما لم تنفع سموّه الضغوطات المستعجلة في المطار من قبل مندوبي السفارة لاخلاء سبيله.
وفي الرواية أنه ليل ٢٦ تشرين الأول ٢٠١٥ حضر الأمير عبد المحسن بن وليد بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود الى مطار رفيق الحريري الدولي ومعه أربعة من مرافقيه، يجرون معهم ٢٤ طرداً و٨ حقائب سفر كبيرة، تراوح زنة كلّ منها بين ٤٠ كلغ و٦٠ كلغ. ألصِقت على كل واحد من الطرود ورقة تحمل عبارة “خاص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن وليد آل سعود”، وعند الوصول الى نقطة التفتيش في الأمن العام، هم أحد المفتشين لفتح أحد الطرود فما كان من يحيى.ش إلا أن قال بنبرة تهديدية “ألا ترى ما كتب على الطرود، انها أغراض خاصة لطويل العمر لا تُفتّش». رجل الأمن أصرّ على التفتيش قائلاً: لو كانت لأبيه أو لأبي، سأفتشها. بدأ التفتيش، فظهر محتوى الحقائب. حبوب الكبتاغون. كمية هائلة منها، نحو طنين، أو مليون حبة، بحسب تقديرات المحققين، موضبة في أكياس أفرِغ منها الهواء، وعليها شعار يدل على أنه من أجود أنواع الكبتاغون، المعروف باسم «زينيا»، وبحسب المحققين، فإن قيمة الصفقة تزيد على ١١٠ ملايين دولار . وما لبست السفارة أن أرسلت الوزير المفوض لديها للضغط بشكل عاجل على السلطات اللبنانية وتهريب السفير الذي كانت طائرته الخاصة بانتظاره للإقلاع، طلب قوبل بالرفض بعد أن حضر النائب العام الاستئنافي داني شرابيه وأصر على توقيف الأمير ومن معه وسوقهم مكبلين الى النيابة العامة رغم تمني السفارة بعدم تكبيل الأمير. وهناك اعترف الأمير بتعاطي المخدرات وروى كل من الأمير ومرافقه روايات متناقضة تثبت تورط الأمير مباشرة بالقضية حيث أنه لم ينف ملكيته للطرود عندما كان في المطار، وفي اليوم التالي باشرت السفارة السعودية بتحركاتها لاخراج الأمير من الورطة التي رمى نفسه بها فزار السفير السعودي علي عواض العسيري وزير الداخلية للبحث بالموضوع وما لبث أن خرج معلنا بأن موعد الزيارة كان محددا سابقا للبحث في سبل دعم لبنان في مواجهة الإرهاب.
فضائح المخدرات في السعودية وارتباطها بالعائلة الحاكمة ليست جديدة وهي كثيرة لدرجة فضحت الكثير من أمراء آل سعود الذين يغطون تجارتها ويشرفون على تهريبها وتوزيعها حتى أن بعضهم لقي حتفه نتيجة الافراط في التعاطي، الفضائح المتعلقة بالمخدرات تبدأ من طريقة تهريبها الى الداخل السعودي عبر شخصيات معروفة وتوزيعها بين المدن وتعاطيها المتفشي بين الشباب السعودي من المرحلة الإبتدائية الى الشيوخ الكبار، كما أن فضيحة حقن سجناء الرأي بالمواد المخدرة تعتبر من أبرز القضايا الموثقة بالشهادات المسجلة ولكن تجهد السلطات على التكتم عليها وتحريفها، وخوفا من الفضيحة سجنت أربع من بنات الملك السابق ووضعتهن تحت الاقامة الجبرية خوفا من الادلاء بما شاهدنه بأم العين. وقد أفصحت الأميرة الأردنية الأصل عنود الفايز احدى زوجات الملك السابق عبدالله بن عبد العزيز، عن أن سبب المعاملة السيئة التي تتلقاها بناتها يعود لاكتشاف إحداهن أن سجناء الرأي في السعودية يجري حقنهم بالمخدرات وتعريضهم “للتعذيب والتحقير” .
وتشير تقارير رسمية صادرة عن الأمم المتحدة، بأن عدد مدمني المخدرات في السعودية يصل إلى ١٥٠ ألف مدمن، وتتصدر السعودية القائمة بين الدول الخليجية من حيث نسبة عدد المدمنين الذين تتركز أعمار ٧٠% منهم بين الفئات العمرية التي تترواح من ١٢ إلى ٢٠ عاماً. ولعل الخطير هو ما كشفت عنه دراسات أجريت حديثاً تكشف عن تورط طلاب المرحلة الابتدائية (١١ عاماً وما دون) بتعاطي المخدرات الذي يسجل نسبة ١٠%، وترتفع النسبة في المرحلة المتوسطة ( حتى ١٥ عاماً) لتسجل ٣٣%، وتصل في المرحلة الثانوية (حتى ١٨ عاماً) إلى ما نسبته ٣٨ .% وتعتبر السعودية من أكثر الدول المولعة بحبوب الكبتاغون، ويُبيّن تقرير الأمم المتحدة عن المخدرات في العالم للعام ٢٠١٣ أن ثلث كمية الكبتاغون التي ضُبطت حول العالم كانت في السعودية، لذا يتصدر الكبتاغون قائمة المخدرات في السعودية، حتى وُصف بأنه “المخدر السعودي بامتياز .
المصدر / الوقت