التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

حين تُمثل واشنطن دور الحمل الوضيع: يعيقها الخلاف الإيراني السعودي!! 

تُحيك واشنطن الخلافات بين المسلمين وتخرج كالحمل الوضيع لتحاكي مخاطرها. فقد خرجت الصحف الأمريكية لتروج لفكرة أن الخلاف الإيراني السعودي يُعيق الحلول السياسية فيما يخص الملف السوري. لكن المُختلف اليوم هو أن الأمة أصبحت تعي السياسة الأمريكية. فيما لا تزال القيادة السعودية غارقةً في أزماتها، بعيدةً عن تلك الحقيقة، بل تسير الرياض في الركب الأمريكي. لكن لمحاولات واشنطن هذه أسباب ودوافع. لا سيما ما يمكن من خلاله تأجيج الصراعات بين المسلمين، خدمةً لأمن الكيان الإسرائيلي. فماذا في ادعاءات واشنطن الأخيرة؟ وكيف يمكن تحليلها؟

إدعاءات الغرب الترويجية:
أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في عددها الصادر منذ يومين، الى أن الضغينة بين السعودية وإيران تهدد المحادثات الدولية بشأن سوريا في فيينا. وأضافت بأن التحدي الأكبر قد يكون مسألة المصالحة بين السعوديين والإيرانيين، بعد أن تحولت سوريا إلى ميدان معركة رئيسي في حرب بالوكالة للهيمنة في الشرق الأوسط على حد تعبير الصحيفة. وحاولت الصحيفة الترويج لفكرة أن الحل السياسي في سوريا لا سيما الذي تسعى له واشنطن مؤخراً، أعاقه العداء بين السعودية وإيران والذى تفاقم بشكل غير مسبوق.

لماذا يحاول الغرب الترويج لهذه الإدعاءات؟
كما في كل مرةٍ تسعى واشنطن للظهور بمظهر المُخلِّص. تقوم بالدفع نحو الخلافات ثم تأتي لتروِّج لحلولها. لكن المسألة اليوم أخطر من ذلك. فالأداء السعودي الذي لم يرتق يوماً لمستوى المسؤولية، يساهم في تأجيج الإنقسامات الى جانب أنه لم يكن يوماً بعيداً عن السياسة الأمريكية، بل كان دائماً جزءاً لا يتجزأ منها. ولذلك نقول التالي:
– يريد الغرب من ادعاءاته تبرير الصراع في المنطقة والشرق الأوسط. وذلك من خلال القول إن إيران هي المسؤولة عن الإضطرابات عبر السعي لتعزيز الخوف من المشروع الإيراني. وهو ما يدعمه الترويج لأن الخلاف بين السعودية وإيران يهدد المحادثات حول سوريا. وهو الأمر الذي لم يسع الغرب يوماً لإصلاحه أي عكس ما يدعي اليوم. بل كان دوماً وبالتحديد واشنطن، تقوم بتنفيذ سياساتٍ تساهم في زيادة الشرخ بين الطرفين، لا سيما عبر الحملات الإعلامية أو الأفعال السياسية المُحرضة. ناهيك عن أن الرياض عززت من ذلك، إذ أنها لم تلتفت يوماً لخطورة السياسات الأمريكية، بل كانت تسير في الركب الأمريكي وما تزال. بينما حاولت إيران مراراً وتكراراً الحؤول دون إيجاد فتنةٍ بين المسلمين، والعمل ضمن سياسة مد اليد، إيماناً بأن التعاون بين الدول في المنطقة خصوصاً الإسلامية، يمنع مخططات العدو الفتنوية.
– وهنا قد يتساءل الكثيرون عن السبب الذي يكمن وراء محاولات الغرب العمل على إستغلال الخلاف الإيراني السعودي. لكن الجواب واضحٌ من خلال مقاربة تاريخ السياسة الأمريكية. فبالنسبة للعقلية الأمريكية فإن تأجيج الخلاف بين طهران والرياض يعني الخلاف بين المرجعيتين الإسلاميتين. وهو الأمر الذي يزيد الشرخ بين المسلمين. خصوصاً أن الحرب الروسية الإيرانية الناجحة للقضاء على الإرهاب لا تصب في مصلحة واشنطن.
– من جهةٍ أخرى فإن ذلك يساهم في تعزيز أمن الكيان الإسرائيلي وزيادة شعوره بالإستقرار، وهو أحد الأهداف التي طالما سعت وتسعى لها واشنطن. فتبديل الصراع العربي الإسرائيلي الى صراعٍ قومي فارسي عربي، هو من الأمور التي تخدم هذا الهدف.

بين محاولات تشويه صورة طهران، والعمل من أجل إغراقها في ملفاتٍ تُبعدها عن دعم شعوب المنطقة والمنظمات المقاومة، يمكن وضع السياسة الأمريكية التشويهية. فالعداء بين واشنطن وطهران لم ولن يتغير، وهذا أحد الأمور التي تثبته تلك الإدعاءات. لكن حجم إيران اليوم، يدفع بالمخططين للأيام السوداء للأمة الإسلامية، الى زيادة مستوى التحدي. بينما العمل على الأهداف الإستراتيجية مع الحفاظ على مصالح الشعوب، هو من الأمور التي سعت إيران لها دوما. وللمراهنين على ضعف طهران، فعليهم أن يقرؤوا التاريخ جيداً. ليجدوا أن للثعلب الإيراني دوماً حلولاً مُبتكرة. فمن يحاول الضغط على إيران التي تتزعم حلف المقاومة، من أجل الوصول لأهداف تُطيل عمر الكيانات المزعومة، كإسرائيل أو آل سعود، فعليه أن يُدرك أن حجم الوعي الإسلامي لدى شعوب المنطقة تغير. وقد أصبحت الأمة بأسرها تعرف حقيقة الأعداء. كما أن الرصيد الذي تمتلكه طهران في قلوب وعقول الملايين من المسلمين، رصيدٌ كافٍ لمنع الفتنة. فالشعوب رأت من خلال النموذج الذي قدمته طهران، كيف يُبنى مُستقبل العزة، بينما وجدت في النموذج العربي الخليجي كل الذل. فهل من يظن بعد اليوم بأن الترويج للفتنة قد ينجح؟
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق