التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

مغامرات السعودية في المنطقة تقرب اسقاط النظام السعودي الحاکم 

تظهر على السعودية في الآونة الأخيرة حالة من التوتر أشبه ما تكون هستيرية نتيجة الفشل المتواصل في تحقيق أي من أهدافها في سورية والتي تتجلى أولاً بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. على الرغم من دخولها بقوة في الحرب السورية ودعمها المتواصل للجماعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح وأحدث المعدات العسكرية، وصرفها مليارات الدولارات لخدمة هذا الهدف إلا أنها لم تجني حتى الأن إلا الخيبة.

تميزت مواقف السعودية بالتشدد والتعنت فيما يخص الوصول الى حل للأزمة السورية، فدخولها المباشر في الحرب السورية الى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة جعلها ترفع السقف عالياً، فهي تؤيد التدخل المباشر في سوريا وشن حملة عسكرية على سورية تؤدي الى إزاحة الرئيس السوري عن الحكم وتحقيقها لحلمها الذي مازالت تشاهده منذ مايقارب الخمسة أعوام والذي يتمثل بسورية بدون الأسد ولو كان ذلك على حساب شعبها وبنيتها التحتية ومقدراتها، حتى لو أصبحت سوريا أرضاً بورا.

لا تتردد السعودية في التأكيد على موقفها الرافض لأي حل في سوريا لا يلبي تطلعاتها وأهدافها ومصالحها والأهم من ذلك تبنيه رحيل الرئيس الأسد والذي كان آخرها منذ عدة أيام في فيينا حيث أصرت السعودية على موقفها من الرئيس الأسد على الرغم من تراجع حليفها التركي قليلاً عن هذا المطلب وغياب هذا المطلب كلياً عن طاولة الحليف الأمريكي.

إذا فما هو سبب تعنت السعودية وإصرارها على موقفها من الأسد وخوفها وتوترها الهستيريين من أي إحتمال لبقاء الأسد في السلطة؟؟
أولاً: ربطت القيادة الجديدة للسعودية بقيادة الملك سلمان مصيرها بعدة ملفات وأهمها الأزمة السورية واليمنية، حيث أخذ الملك سلمان ونجله محمد بن سلمان على عاتقيهما إسقاط الدولة السورية مهما كلف الأمر، فالملك سلمان لم يكن مضطراً بعد توليه الحكم لمعاداة النظام السوري ولا للسير على خطى سلفه، ولكنه اختار طريق سلفه الملك عبد الله بن عبد العزيز في معاداة النظام السوري والدفع في اتجاه اسقاطه ولذلك فهو قام بربط مصيره ومصير حكمه بمصير الأسد وعدم سقوط الأسد وبقائه في الحكم يعني سقوط جميع الذين راهنو على سقوطه والملك سلمان أولهم.
ثانياً: الخيار العسكري الذي اتخذته السعودية والملك سلمان بالأخص في حل الأزمات تكاليفه باهظة جداً وتكلفته أكبر بكثير من الذي قدمته السعودية حتى الأن في حال فشل هذا الخيار، فيكون الملك سلمان ومحمد بن سلمان قد انتحرا سياسياً وقدما أوراقاً رابحة على طبق من ذهب لخصومهم داخل العائلة الحاكمة وبالنتيجة نهاية لحكم آل سلمان على يد الصقور من آل سعود الغير راضين عن سياسة الملك وابنه.
ثالثاً: وزير الخارجية عادل الجبير الذي يتردد اسمه كثيراً أصبح نجماً سعودياً لقدرته على التأثير في القرارات التي يتخذها محمد بن سلمان، فهو الذي كان له فضل كبير في إقناع الأمير محمد بن سلمان بشن حرب على اليمن، إذ يسعي عادل الجبير الي الإحتفاظ بمكانته لدى الأسرة الحاكمة وكسب ثقتها في كثير من الأمور، فالوزير الذي لا ينتمي للعائلة الحاكمة يسعى لتثبيت قدرته والمحافظة عليها من خلال إقناع الأمير محمد بن سلمان والملك سلمان بعدم التنازل عن مواقفهم بالنسبة للأزمة السورية أو أي من الملفات الأخرى كالحرب على اليمن حتى تحقيق الأهداف. ولعب دور رأس الحربة ضمن الفريق المخالف لبقاء الأسد في الحكم في مباحثات فيينا قبل أيام ويعود عدم التوصل لحل في مؤتمر فيينا لعدم قبوله بأي تنازل.
رابعاً: ذكرت بعض وسائل الإعلام بأن السعودية قدمت مبلغ مالي كبير جداً يقدر بـ17 مليار دولار الى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وذلك لتكثيف حملته الإنتخابية وسعيه للفوز في الإنتخابات البرلمانية المبكرة ليستطيع أن يتفرد بقرارات تركيا ويقف الى جانب السعودية والملك سلمان لأنه في حال لم ينجح حزبه بأكثرية المقاعد فلن يكون هناك شريك للملك سلمان يخرجه من عزلته ويكسر وحدته بعد أن تخلى الجميع عن مطلب رحيل الأسد عدا الملك سلمان وأردوغان.

السعودية تعرف بأنها وضعت نفسها في مأزق ولكنها لا تستطيع التراجع لإعتبارات سياسية وداخلية تمنع الفريق الشاب الحاكم الذي يتصف بالتسرع والتهور في اتخاذ القرارات من التراجع لصالح الخصوم في الداخل والخارج، وإذا استمر جيل الشباب بالتحكم بالسعودية هكذا فلن يكون لها مستقبل واضح المعالم وسيشهد العالم تغييرات جذرية في بنية النظام السعودي الحالي.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق