التحديث الاخير بتاريخ|السبت, ديسمبر 28, 2024

اجتماع فيينا والنظرتان المختلفتان حول مستقبل سوريا 

مع انتهاء الجولة الاولى من اجتماعات فيينا حول الازمة السورية وصدور بيان من 9 بنود بعد انتهاء الاجتماع بدأت الاطراف المعنية بالازمة السورية جهودها للتأثير على سير التطورات الميدانية في سوريا وذلك من اجل رفع قدرتها على التفاوض في الجولة القادمة من اجتماعات فيينا.

والبنود التي تضمنها بيان فيينا اشارت الى ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وإستقرارها وسيادتها على كامل أراضيها، وعلمانيتها وبقاء مؤسسات الدولة وضرورة هزيمة “داعش” والمنظمات الإرهابية الأخرى المصنفة بواسطة مجلس الأمن كما سيتم التحضير لإحضار ممثلي الحكومة والمعارضة السورية من أجل عملية سياسية تفضي لحكومة ذات صدقية ، كاملة الصلاحيات وغير طائفية ، و يلحقها تعديل بالدستور و إنتخابات .

وجاء في البيان “ان هذه العملية السياسية ستكون بقيادة سورية، و يملكها السوريون، والسوريون هم من سيحدد مستقبل سوريا”.

ولم يتم الحديث عن مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد في بيان فيينا لكن السعودية وحلفائها قد اعلنوا بانهم يختلفون مع موسكو وطهران حول مصير الاسد وخروج حزب الله من سوريا، وفي هذا السياق قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن مسألة رحيل الأسد في أقرب وقت ممكن جوهرية لحل الأزمة السورية، وأضاف أن على روسيا وإيران الاتفاق على موعد وسبل مغادرة الأسد للبلاد والاتفاق على سحب كل القوات الأجنبية من سوريا.

بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن اجتماع فيينا حول سوريا، “شهد تقدما في عدد من المسائل السياسية، إلا أن الخلاف حول المستقبل السياسي لبشار الأسد لا يزال مستمرا مع إيران” وأضاف فابيوس أن بعض الموضوعات شهدت خلافات في وجهات النظر، خاصة ما يتعلق بمستقبل بشار الأسد، قائلا “نحن نرى أنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا، إلا أن بعض الدول، خاصة إيران، تفكر بشكل مختلف”.

التنسيق بين روسيا وايران
من جهتهم اكد المسؤولون الروس والايرانيون ان الشعب السوري وحده من يحق له تقرر مصير قادته السياسيين، وفي هذا السياق اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بعد انتهاء اجتماع فيينا ان مصير الرئيس السوري بشار الاسد بيد شعبه ، و أنه وحده صاحب القرار في هذا الموضوع ، وشدد قائلا “لقد اجتمعنا في فيينا للتعجيل في الحصول علي حل سياسي لتسوية الأزمة السورية ، و أكدنا أن الذي يجب أن يتخذ القرار بشأن الوضع السوري ، هو شعب سوريا الذي له كلمة الفصل بهذا الخصوص لا غيره” ، كما اكدنا ضرورة مواجهة ظاهرة الارهاب المشؤومة.
وأشار ظريف الى الخلافات في وجهات النظر بخصوص الشأن السوري موضحا أن أحد الفرقاء الذي شارك في مؤتمر فيينا كان يصر علي تنحية الرئيس السوري حيث أكدت ايران منذ اليوم الاول أن الشعب السوري هو الذي يجب أن يتخذ مثل هذا القرار.
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلاده وان العملية السياسية في سوريا تخص السوريين وحدهم.
وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ان حوارا حادا جرى بين وزيري الخارجية الايراني والسعودي في فيينا وقالت الصحيفة ان السعوديين كانوا يتحاشون الجلوس على طاولة واحدة مع ايران وانهم خصصوا وقتا كبيرا لكيل الاتهامات لايران اثناء اجتماع فيينا.

العودة الى الميدان
لقد انتهى اجتماع فيينا ولم يستطع المجتمعون التوصل الى اتفاق حول القضايا المحورية وقد وردت تقارير تفيد بأن الدول الداعمة للجماعات المسلحة في سوريا قررت زيادة دعمها لهذه الجماعات في مقابل الغارات الروسية، وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان على الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن السلطة خلال أي عملية سياسية لحل الأزمة السورية أو الهزيمة في ميدان القتال، واضاف الجبير ان الحل السياسي لأزمة سوريا لابد أن ينطلق من مقررات جنيف-1، وأن لا دور لبشار الأسد في هذه المرحلة.
وجاءت تصريحات الجبير تزامنا مع اعلان امريكا بأنها ستقوم بإرسال قوات خاصة إلى شمال سوريا حيث قال متحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس الامريكي باراك أوباما سمح بنشر خمسين جنديا من قوات العمليات الخاصة للجيش الأمريكي في الشمال السوري.
الجيش الأمريكي سيكثف نشاطه الجوي ايضا في المنطقة بنشر طائرات هجومية من نوع أي-10 ومقاتلات أف-15 انطلاقا من قاعدة إنجرليك العسكرية بتركيا، وقد وردت معلومات اخرى تفيد بان الطائرات الامريكية قد القت 50 طنا من الاسلحة على معاقل الجماعات المسلحة التي تعتبرها امريكا بأنها معارضة معتدلة.
ويعتقد المحللون ان قيام امريكا بارسال قوات خاصة الى شمال سوريا يعتبر دليلا على وجود تغيير كبير في السياسة الامريكية تجاه سوريا لأن ادارة اوباما كانت تعلن في السابق بأنها لن تتورط في حرب برية في سوريا، كما يؤكد المراقبون ان امريكا ستزيد قدرتها على التفاوض مع الآخرين في الشأن السوري بعد ارسال هذه القوات الى سوريا.

اما روسيا فقد حذرت من جهتها من احتمال اندلاع حرب بالوكالة في الشرق الأوسط بعد قرار امريكا إرسال قوات خاصة إلى سوريا ، و قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هذا القرار يزيد الحاجة للتعاون بين امريكا وروسيا مؤكدا أن الولايات المتحدة وروسيا لا تريدان أي نوع من الانزلاق إلى ما يطلق عليه “حرب بالوكالة”.

وهكذا يمكن القول ان مرحلة جديدة من الشد والجذب السياسي والتورط العسكري في سوريا قد بدأت بعد الاجتماع الذي انعقد في فيينا حيث يسعى جميع الاطراف الى زيادة اوراق قوتهم تمهيدا للمفاوضات القادمة والمرحلة المقبلة التي ستشهد تطورات كبيرة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق