التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

قناة الجزيرة تحرِّف كلام الإمام الخامنئي، فيما تخالفها كافة وسائل الإعلام الأخرى 

على الرغم من احتفالها اليوم بالذكرى التاسعة عشر لتأسيسها، ما تزال قناة الجزيرة ماضيةً في سياستها المعتادة تجاه محور المقاومة وتحديداً إيران. فسياسة تحريف التصريحات خدمةً لأجندةً أجنبية، ليست جديدةً على قناةٍ طالما موَّلتها قطر لتساهم في مشاريع صنع الأنظمة أو الإطاحة بها. لكن ضعف القناة أمام بلد كإيران، دفعها لتحريف تصريحات المسؤولين الإيرانيين مراراً. وهذه المرة قامت القناة بتحريف خطاب مرشد الأعلی للثورة الإسلامية الإيرانية آیة الله علي خامنئي(دام ظله) فيما يخص الشأن السوري، على الرغم من وضوحه. فماذا في كلام سماحة السيد الخامنئي الواضح حول الأزمة في سوريا؟ وماذا في تحريف الجزيرة ودلالات ذلك؟
كلام الإمام الخامنئي(دام ظله) فيما يخص الأزمة السورية:
أكد الإمام الخامنئي في تصريحه أمام الدبلوماسية الإيرانية، على ضرورة إحترام حقوق الشعوب في المنطقة لا سيما الشعب السوري، موجهاً إنتقاداً لقيام دولٍ باتخاذ القرار حول مستقبل الحكم في سوريا. مشيراً الى أن وجهة النظر الإيرانية المتعلقة بحل الأزمة السورية، تنحصر بإنهاء الحرب ووقف دعم المسلحين وإجراء الإنتخابات.
ولفت سماحته، في ما خص الأزمة السورية، بكلامٍ واضح المعنى: “نحن نعتقد بأن لا معنى لأن تجتمع دول وتتخذ القرار بشأن نظام الحكم ورئيسه، وهذه بدعة خطيرة، لا يقبل أي نظام للحكم في العالم بأن يجري تنفيذها بحقه”، معتبراً أن “طريق الحل للملف السوري هو الإنتخابات، ولتحقيق هذا الأمر يجب قطع الدعم العسكري والمالي عن الجماعات المسلحة، وإنهاء الحرب والإضطرابات، ليقوم الشعب السوري بإنتخاب من يرغب به في أجواء آمنة وهادئة”. مؤكداً رفضه “تقسيم الدول وتحويلها الى دويلات قومية”، محملاً واشنطن مسؤولية “الأزمات والحروب التي تمر بها المنطقة”.
تحريف الجزيرة ودلالاته:
انطلاقاً من العمل بموضوعية وبعد أن أشرنا الى كلام سماحة السيد الخامنئي والذي تناقلته كافة وسائل الإعلام العربية والدولية كما ذكرناه أعلاه، نشير الى التحريف الواضح الذي قامت به الجزيرة لكلام السيد الخامنئي وذلك في المقال الذي تم نشره البارحة تحت عنوان؛ “خامنئي: الحل في سوريا ما تقوله طهران”. وهنا نقول التالي:
– يبدو أولاً من العنوان حجم التقصُّد في تحريف المقال، حيث أن هدف الجزيرة هو توجيه الرأي العام لفكرة أن نظرة إيران للحل في سوريا يكمن بالولاء لطهران. وهو ما يخالف ما أشار له الإمام الخامنئي، حين قال وبوضوح أن “طريق الحل لسوريا هو الإنتخابات..”

– وفي سياق المقال ذكرت الجزيرة التالي: “وأضاف خامنئي أن من يهدد الأمن والإستقرار في سوريا هي المعارضة السورية المسلحة، داعياً إلى عدم تزويدها بالسلاح والإمكانيات”. إنما ومن خلال مراجعة خطاب الإمام، نجد أنه قال فيما يخص ذلك: “.. طريق الحل للملف السوري هو الإنتخابات، ولتحقيق هذا الأمر يجب قطع الدعم العسكري والمالي عن الجماعات المسلحة، وإنهاء الحرب والإضطرابات، ليقوم الشعب السوري بإنتخاب من يرغب به في أجواء آمنة وهادئة…” وبالتالي فإن سماحته لم يذكر المعارضة السورية بل أشار وبوضوح للمسلحين التكفيريين داعماً الحل السياسي.

– وهنا فلا بد من الإشارة الى أن تحليل دلالات هذا التحريف لا بد أن تأخذ بعين الإعتبار الحملة التي تشنها السياسة الأمريكية في المنطقة على الجهود الإيرانية، لا سيما ما كشفته نيويورك تايمز منذ أيام عن إشارة واشنطن لأن إيران تُعيق الحلول السلمية السياسية من خلال خلافها مع السعودية. وهو الأمر الذي تسعى أيضا الجزيرة لتأجيجه، من خلال الترويج لأن إيران تسعى للهيمنة على المنطقة ومنع الحل السياسي.

على الرغم من وضوح خطاب السيد الخامنئي، فإن قناة الجزيرة والتي تقوم عادةً بتحريف التصريحات لتوجيهها ضمن سياستها، سعت لذلك عبر محاولتها تحريف كلام الامام الخامنئي. لكن وضوح كلام المرشد، والذي تناقلته كافة وسائل الإعلام العربية والدولية على حقيقته وعكس ما نقلته الجزيرة، يضحد محاولات القناة القطرية لتشويه السياسة الإيرانية. كما أن التأثير الذي تتركه الجزيرة اليوم في نفوس الرأي العام العربي والعالمي لم يعد كما كان من قبل، نتيجة وعي الشعوب لحقيقة السياسة التي تعتمدها، ووقوعها مراراً في قصد التحريف. فإلى متى ستبقى الجزيرة قناةٍ تنطق بالباطل وتحرف الحق؟ وهل من مراقبٍ يحاسب الإعلام الذي يحاول تضليل الرأي العام الإقليمي والدولي؟
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق