المرجعية العليا تحث البرلمان على عدم اتخاذ الدستور وسيلة للالتفاف على الإصلاحات وتدعو الى حماية الأطباء
كربلاء المقدسة ـ محلي ـ الرأي ـ
حثت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بالإمام أية الله العظمى السيد علي السيستاني{دام ظله الوارف} على عدم الالتفاف على الإصلاحات بحجة الدستور ، فيما دعت الى حماية الأطباء من الاعتداء عليهم.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة ,التي أقيمت في الصحن الحسيني المقدس ,أن” إصلاح المنظومة الحكومية في البلد الذي يستدعي اعتماد مبدأ الكفاءة والخبرة والنزاهة في تسلم المواقع والوظائف الرسمية بعيداً عن المحاصصات الحزبية والطائفية إضافة إلى مكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين وتخفيض النفقات غير الضرورية التي هي كثيرة ومتنوعة وكل ذلك هي مطالب شعبية محقة وأمور أساسية لاغنى عنها لمعالجة الأوضاع المتأزمة والمشاكل الكبيرة التي يعاني منها الشعب العراقي كالبطالة وسوء الخدمات وزيادة نسبة الفقر وغيرها”.
وأضاف انه” منذ عدة أشهر وبسبب تزايد الضغط الشعبي بان هناك فرصة طيبة لاستجابة المسؤولين للمطالب والإصلاحات وصدرت قرارات وإجراءات لهذا الغرض في عدة مجالات وان لم تمس في معظهما جوهر الإصلاح الضروري ألا إنها أعطت بعض الأمل لحدوث تغيير حقيقي يمكن أن تسير بالبلد نحو الهدف المطلوب”.
ولفت الكربلائي الى انه”قد تم التأكيد منذ البداية على ضرورة إن تسير تلك الاصلاحات بمسارات لاتخرج بها عن الأطر الدستورية والقانونية ولكن لابد هنا من التأكيد ايضا على انه لاينبغي ان يتخذ لزوم رعاية المسار الدستوري والقانوني وسيلة من قبل السلطة التشريعية آو غيرها للالتفاف على الخطوات الإصلاحية او التسويف والمماطلة للقيام بها واستغلالها لتراجع الضغط الشعبي في هذا الوقت”.
وأكد الشيخ الكربلائي أن” تحقيق العملية الاصلاحية التي هي ضرورية مرتبط بما تتخذه السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية من إجراءات حقيقية في هذا الصدد ولايكون ذلك ألا مع وجود إرادة جادة ورغبة صادقة للإصلاح والقضاء على الفساد والنهوض بالبلد كما أن انسيابية وفاعلية تلك الإجراءات منوطة بالتعاون والتنسيق والتفاهم المشترك بين السلطات الثلاث وعدم التقاطع المؤدي إلى عرقلة هذه العملية “.
وفي محور اخر بين الشيخ الكربلائي انه” ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة تعرض الأطباء في بعض المناطق إلى التهديد والخطف والقتل والابتزاز المالي وان استمرار هذه الظاهرة وعدم الإسراع بمعالجتها فسيؤدي الى مزيد من الخلل في المنظومة الصحية التي تعاني أساسا من مشاكل كثيرة ما يعرقل أداء الأطباء في القيام بمهامهم الإنسانية بمعالجة المرضى بصورة جيدة”.
وبين بالقول انه” وقد يفكرون بالهجرة إلى دول توفر أجواء آمنة ومناسبة لهم ومن أسباب هذه الظاهرة ضعف هيبة القانون في البلد التي أعطت المجال للبعض في استخدام سطوته والعرف العشائري للاعتداء على الآخرين”.
وقال الشيخ الكربلائي ان” هناك حاجة ماسة إلى تفعيل الإجراءات الأمنية في حماية الكوادر الطبية والصرامة بتطبيق القانون في حق المعتدين وتصدي العقلاء واهل الحكمة من العشائر لاي استغلال للعرف العشائري واتخاذه وسيلة للابتزاز والتهديد”.
ودعا وسال الإعلام المختلفة توعية المواطنين وتثقيفهم الى ” الإضرار الفادحة التي قد تلحق بالطب في العراق إذا استمرت هذه الظاهرة”.
واوصى شريحة الأطباء الذين يبذلون كثير منهم جهودا لمعالجة المرضى بالتصدي إلى بعض العاملين بالخدمات الطبية بعدم الاعتناء الكافي بالمرضى وقد يتسبب بحصول بعض المشاكل مع ذويهم “.
وذكر الشيخ الكربلائي الأطباء الذين تدفعهم بعض الممارسات الخاطئة بالهجرة إلى خارج العراق بان ” البلد بحاجة الى التضحية والصبر والتحمل في هذه الأيام الصعبة وينبغي ان يتخذوا من الإبطال الذين يقاتلون في الجبهات ضد عصابات داعش الارهابية قدوة واسوة حسنة في التضحية وحب الوطن والفداء في سبيل الحفاظ عليه وخدمة أبناءه” .انتهى