التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

الطائرة الروسية تكسر الحصار السعودي..أبرز الدلالات 

لطالما إعتدنا على المفاجئات الروسية، في الآونة الأخيرة، تجاه أزمات المنطقة، وهذا ما شاهدناه تجاه اليمن، حيث لم تنتظر طائرت المساعدات الإنسانية الروسية خطاب الرئيس بوتين لينتهي حتى حطّت في مطار صنعاء ضاربةً عرض الحائط كافّة هراءات السعودية.
الطائرة الروسية التي نقلت إلى صنعاء شحنة بوزن ٢٠ طنا من المساعدات الإنسانية المخصصة لسكان اليمن، إمتثلت لأوامر الرئيس بوتين الذي أكّد في كلمة ألقاها خلال فعاليات المؤتمر العالمي الخامس لأبناء روسيا في المهجر أن حماية مصالح أبناء الوطن في المهجر يعد سبب من أسباب تدخل بلاده في سوريا ، معتبراً أن الدفاع عن المغتربين الروس في كل سوريا وليبيا واليمن أولوية لبلاده.
الرئيس الروسي تابع قائلاً: يجب أن يكون أبناء الوطن المتواجدون خارج روسيا واثقون تماما من أننا سندافع عن مصالحهم، سيما عندما يجدون أنفسهم في أوضاع معقدة ومتأزمة، مثلما هو الحال في ليبيا وسوريا واليمن.

هبوط كسر الحصار
يمكننا القول أن الطائرة الروسية نجحت في كسر الحصار الجوي المفروض من قبل التحالف العربي على الشعب اليمني، بإعتبار انها الطائرة الاولى التي تهبط في مطار صنعاء دون إذن الرياض، ومن دون أن يتم تفتيشها في جيبوتي، خلافاً لما أعلنه المتحدث باسم عملية عاصفة الحزم العميد أحمد العسيري الذي حاول تلميع صورة الرياض عبر إدعاءه أن الطائرة الروسية إستحصلت على الإذن قبيل الهبوط في العاصمة اليمنية صنعاء.
لاشك في أن الإمتثال السريع لكلام الرئيس بوتين يؤكد عزمه على التدخل في اليمن خاصةً أن الطائرة ستنقل في طريق عودتها إلى موسكو عددا من من الموظفين العاملين في السفارة و رعايا روسيا والدول الأجنبية ممن أعربوا عن رغبتهم في مغادرة اليمن في ظروف العدوان السعودي الحالي، وفق ما أعلنت وأفادت وزارة الطوارئ الروسية. إلا أن المتغيّر الأبرز حالياً هو عدم سماح التحالف السعودي لهذه الطائرة بالإقلاع من مطار صنعاء بناءاً على أوامر أمريكية، وفق بعض المصادر.

من سوريا إلى اليمن
لاشكّ في أن هبوط الطائرة الروسية في مطار العاصمة صنعاء دون الحصول على إذن من طيران العدوان السعودي الذي يفرض حصاراً جوياً على اليمن جملة من الدلالات والأهداف تتعدى الميدان اليمني:
أولاً: لا يمكن فصل التدخل الروسي في اليمن عن الموقف السعودي تجاه تدخل موسكو في سوريا، إذ أن التجييش السعودي ضد التدخل العسكري لموسكو من ناحية، وتأكيد الاولى على دعم الجماعات الإرهابية بأسلحة متطورة من ناحية ثانية، تقف بشكل أساسي وراء الخطورة الروسية الأخيرة في مطار صنعاء، وهذا ما لمسناه في خطاب بوتين الذي أكّد أن الدفاع عن المغتربين الروس في سوريا واليمن تشكّل أولوية لبلاده.
ثانياً: يمكن إردراج هذه الخطوة في سياق الرد الروسي على التدخّل السعودي في الأسواق النفطية داخل الإقليم الروسي، خاصةً أن دخول الرياض أسواق الطاقة الروسية التقليدية من خلال بيع نفط منخفض السعر إلى بولندا أثار إمتعاضاً روسياً، فقد نقلت وكالة «بلومبرغ» عن تجار نفط ومسؤولين في قطاع التكرير في أوروبا تأكيدهم ان السعودية تعرض نفطاً بحسوم بارزة ما يجعله أكثر جاذبية من الخام الروسي .
ثالثاً: لا شك في أن الحديث عن منع الطائرة من الإقلاع بإتجاه موسكو مساء الخميس، لن يدوم طويلاً خشية السعودية أن تستخدم موسكو الخيارة العسكري لتأمين الطائرة الروسية، وهذا بالفعل ما يظهر في أخبار بعض وسائل الإعلام حول إستعداد الطائرة للإقلاع من مطار صنعاء الدولي اليوم الجمعة .
رابعاً: إن أي رد فعل سعودي يهدف لضرب الهيبة الروسية في سوريا كضرورة خضوع الطائرة للإجراءات المتبعة من قبل العدوان ومرورها عبر مطار بيشة السعودي للتفتيش او اي من المطارات المخصصة لذلك ، أو الضغط عليها نفطياً في أوروبا الشرقية سيحمل نتائج وخيمة بالنسبة للرياض، فقد تلجئ روسياً التي إعتمدت الصمت طوال الفترة الماضية تجاه العدوان السعودي على الشعب اليمني إلى الأروقة الدولية. وفي حين أصرت السعودية على الضغط سورياً، من المتوقع أن يلجأ بوتين لإستخدام ورقة الضغط اليمنية لوقف العدوان، وبالتالي عودة المرتزقة بخفي حنين إلى بلادهم، لا بل إضفاء مزيداُ من الشرعية على الجيش اليمني واللجان الشعبية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق