انفراج ملموس في مدينة حلب نتيجة العمليات العسكرية في الشمال السوري
بعد اسابيع قليلة من بدئه العمليات العسكرية في الريف الجنوبي والشرقي لمدينة حلب، تمكن الجيش السوري من احراز تقدم ملموس في تلك الجبهات، مكبلاً الجماعات المسلحة وتنظيم داعش الارهابي الكثير من الخسائر في العتاد والأرواح.
كما استعاد الجيش السوري السيطرة على طريق خناصر- آثريا الاستراتيجي، بعد أن قامت عصابات داعش الارهابية بقطعه في محاولة منها لإعاقة تقدم القوات السورية في الريف الحلبي. إلا أن الجيش السوري تمكن من إعادة فتح الطريق وتأمينه بشكل كامل، ليصبح سالكاً أمام حركة عبور المواطنين من حلب إلى بقية المحافظات السورية.
وبفتح طريق خناصر- آثريا، تنفس أهالي حلب الصعداء، حيث يُعتبر هذا الطريق بمثابة شريان المدينة الوحيد تجاه بقية المحافظات، إذ بادرت شركات النقل إلى استئناف رحلاتها، فيما وصلت عدة قوافل تجارية إلى مدينة حلب محملة بأطنان من الخضر والفواكه وصهاريج الوقود. ومع وصول السلع التجارية إلى المدينة، بدأت الأسعار بالهبوط لتصل إلى مستوياتها الطبيعية، وذلك بعد موجة من الغلاء التي حصلت بسبب نقص المواد الغذائية أثناء فترة انقطاع الطريق الواصل بين حلب وبقية المحافظات.
وواصل الجيش السوري تقدمه في الريف الشرقي والجنوبي لمدينة حلب، حيث تمكن من السيطرة على بلدة الحاضر الاستراتيجية، كما سيطر على بلدتي تل دادين وشقيلدي وبات قريباً أكثر من طريق حلب دمشق الدولية.
وفي ريف حلب الشرقي قلص الجيش السوري المسافة المتبقية لفك الحصار عن مطار كويرس العسكري إلى ٢ كيلو متر فقط، ليصبح أقرب من أي وقت مضى من كسر الحصار على عناصر حامية المطار، حيث استطاع عناصر الجيش الدخول إلى قرية الشيخ أحمد، المجاورة لمطار كويرس العسكري المحاصر، في حين يواصل عناصر حامية المطار صدّ هجمات عصابات داعش الارهابية، الذين يخوضون سباقاً مع عناصر الجيش للوصول إلى المطار المحاصر، فيما يواكب السلاح الجو الروسي العمليات العسكرية في محيط المطار، وكذلك في بقية الجبهات المفتوحة في ريف حلب.
وبهذه العمليات في أرياف مدينة حلب يكون الجيش السوري قد عزز مواقعه في المدينة، وزاد من قوة تحصيناته فيها، واقترب كثيراً من عزل المسلحين في حلب عن نظرائهم في مدينة إدلب، ضمن منهجية تقوم على تقسيم الأراضي السوري إلى قطاعات عمل، تنفصل الجماعات المسلحة في داخلها عن بعض، في حين يصبح اتصال الجبهات السورية الساخنة لصالح الجيش السوري.
وفي الريف الشمالي لمدينة حماه، شهد الجيش السوري تراجعاً، حيث انسحب من مدينة مورك القريبة من الطريق الدولي الواصل بين حلب ودمشق، فيما سجّل الجيش تقدماً مهماً في عملياته العسكرية في جبال ريف اللاذقية الشمالي عبر السيطرة بلدة غمام والعديد من التلال الهامة.
حيث يزداد المشهد الميداني في ريف حماة تعقيداً بعد التقدم الذي أحرزته الفصائل الحليفة لجبهة النصرة، وأبرزها “جند الأقصى”، من خلال السيطرة على مدينة مورك الاستراتيجية والقريبة من طريق حلب ــ دمشق الدولي. حيث كثّف تنظيم “جند الأقصى” من هجماته على نقاط الجيش المنتشرة في محيط مدينة مورك شمالي حماة، مستعيناً بمؤازرة من عدة فصائل من “جيش النصر”، بعد فشله خلال الفترة الماضية في تسجيل اختراق يمكّنه من السيطرة على المدينة وحده.
وفي ريف اللاذقية الشمالي، استعاد الجيش مجدداً سيطرته الكاملة على بلدة غمام الاستراتيجية التي كان قد انسحب منها قبل أيام بعد فشله حينها من التثبيت فيها، بعد هجوم عنيف شنته الفصائل المسلحة. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ الجيش نجح هذه المرة في تثبيت نقاطه في بلدة غمام وجبلها، وتوسيع رقعة السيطرة في محيطها، إضافة إلى السيطرة على جبل بكداش القريب من البلدة. وتأخذ بلدة غمام أهميتها الاستراتيجية لكونها ترصد طرق إمداد المسلحين في بلدة ربيعة. وتزامنت عملية الجيش في السيطرة على بلدة غمام مع هجوم آخر على الدغمشية ودير حنا بهدف السيطرة عليهما والتقدم باتجاه جبل القصب ومنه نحو جبل النوبة، لقطع امداد المسلحين بين بلدتي سلمى وربيعة.
المصدر / الوقت