التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

حملةٌ غربية بمشاركةٍ عربية لإظهار فقدان مصر للأمن والإستقرار، فهل جاء زمن معاقبة السيسي؟ 

تسعى الدول الغربية لاستخدام سياسة الإبتزاز كعادتها، لكن بمواكبةٍ ومشاركةٍ عربية هذه المرة، وذلك في حملةٍ ضد جمهورية مصر العربية، تتجاوز في أهدافها الصراع المحلي في مصر وتتخطاه خدمةً للصراع الإقليمي والدولي. في وقتٍ تحاول فيه ادعاءات الإعلام العربي والغربي، ترسيخ حقيقة أن مصر دولة تفتقد الإستقرار والأمن ليس فقط فيما يتعلق بالوضع السياسي الداخلي، بل لدرجةٍ تؤثر على علاقات الدول الخارجية بها. فكيف يجري ذلك؟ وما هي الأهداف المرجوة من هذه الحملة المدروسة؟

تميزت مصر بدورها العربي منذ زمنٍ بعيد، كدولةٍ تتميز بين العرب بتاريخها وحضارتها. وبعيداً عن زواريب السياسة الضيقة والتي اختلفت من زمنٍ لآخر بإختلاف الحكام، يمكن القول إن مصر كانت دوماً تحت مجهر الغرب من أجل السيطرة عليها سياسياً وعسكرياً. واليوم وفي خضم الصراعات الحاصلة، تميزت مصر بموقفها من الأزمة السورية لا سيما اختلافها الواضح مع السعودية، الى جانب تقربها المُلاحظ من روسيا. وهو ما يبدو أنه لا يناسب الغرب والدول العربية الحليفة له.

لذلك نلاحظ ومن خلال متابعة وسائل الإعلام العربية لا سيما المحسوبة على السعودية كجريدة الحياة أو قطر كقناة الجزيرة، محاولة لتوجيه الرأي العام لمسألة أن مصر لم تعد تتميز بخصائص تؤهلها لإستقبال السياح، لا سيما في شرم الشيخ والتي تعتبر سبباً لدخلٍ يعود على القاهرة بالكثير من الأرباح في ظل وضعٍ إقتصاديٍ متردٍ. وهو ما يوافق الإعلام الغربي في الإشارة له. كما أن إيقاف الرحلات الجوية بإتجاه شرم الشيخ من قبل العديد من الدول، يصب في خانة الضغط الإقتصادي على مصر. فقد قرّرت ١٠ شركات طيران عربية وأوروبية، من بينها كبرى الشركات، تجنب التحليق في سماء سيناء. ليتبعها الخميس، قرار بريطانيا إيقاف رحلات شركات الطيران البريطانية من وإلى مطار شرم الشيخ. وهو ما رأى فيه خبراء مصريون خطراً على سمعة مصر فيما يخص أمنها واستقرارها، وما يؤديه ذلك من أثرٍ سلبيٍ على سياحتها واقتصادها.

ومن جهةٍ أخرى تتطابق في هدفها مع الهدف من الضغط الإقتصادي، تروِّج نفس الوسائل الإعلامية العربية والغربية لفرضية أن تنظيم داعش الإرهابي، هو المسؤول عن عملية اسقاط الطائرة المدنية الروسية الأخيرة في سيناء، في محاولةٍ لدعم فكرة انتفاء الأمن في مصر. وهو ما تعززه الصحف البريطانية أيضاً، من خلال نقلها تأييد الحكومة البريطانية مستندةً لخبراء بريطانيين، فرضية وجود قنبلةٍ على الطائرة الروسية، مما يُعطيها المبرر لوقف الرحلات الى مصر، وهو ما جرى فعلاً منذ يومين. فقد كشف مصدر في السفارة البريطانية في القاهرة لوسائل الإعلام عن اتصالات رسمية مصرية بالسفير البريطاني جون كاسن والخارجية البريطانية احتجاجا على إطلاق تسمية “رحلات الإنقاذ” والتي يستخدمها الإعلام البريطاني والذي تنقله عنه وسائل الإعلام الغربية، بشأن عملية إجلاء السياح البريطانيين.

لا شك أن هذه الحملة المدروسة والمنسقة والتي تستغل إظهار المخاوف من الأوضاع في مصر، تستهدف الرئيس المصري بشكلٍ مباشر وخاص. وهي تمثل ضغوطاً للإطاحة به. ولعل الأسباب عديدة والتي قد تدفع الغرب لذلك. فالموقف المصري الواضح من الأزمة السورية وتجاوبه مع موسكو لا سيما بعد الخطوة الروسية، بالإضافة الى سياسة تعزيز العلاقات التي اعتمدها السيسي تجاه الكرملين، أظهرته في خانة الخصومة للسياسة الأمريكية والخليجية. وهو الأمر الذي يمكن الإستدلال عليه أيضاً من خلال التوتر الحاصل في العلاقة المصرية السعودية.

إذن وبإعتمادها سياسة الإستغلال، تسعى الدول الغربية وبالشراكة مع حلفائها من العرب، للضغط على مصر للإطاحة برئيسها، عقاباً لسياستها. لكن الدخول من بوابة الطائرة الروسية يبقى أمراً راهناً فقط، يحتاج لإنتظار مستقبل التحقيق الجاري لا سيما الروسي. فموقف موسكو في هذا المجال، قد يُغير مسارات الأمور، لا سيما أنها ترفض حتى الآن تأكيد فرضيات الغرب إنتظاراً للتحقيق. لكن وعلى الرغم من ذلك، فالغرب ومعه بعض العرب، ماضون في سياستهم تجاه مصر. فمشكلتها الإقتصادية قديمة العهد، ويمكن استغلالها بطرقٍ شتى، لتكون منها مسألة ضربها سياحياً عبر إيقاف الرحلات الى شرم الشيخ. وهنا تُطرح العديد من التساؤلات فيما يخص ما سيلجأ له الغرب لتأكيد إفتقاد مصر للأمن والإستقرار. فماذا سينتظر القاهرة في المستقبل، نتيجة المؤامرة الإقليمية والدولية عليها؟ سؤالٌ برسم الأيام المقبلة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق