قيادي فلسطيني: على الفصائل تعزيز الصمود الشعبي وتجنب الخلافات
فلسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ
قال مسؤول الإعلام والدراسات الفلسطينية في حركة فتح الإنتفاضة ياسر المصري ان الهبّة الجماهيرية هي نتاج رافض للإحتلال الصهيوني ولكل التسويات وفعلها هو رد على الانتهاكات الصهيونية المستمرة على الأقصى وباحاته من الاحتلال وقادته.
وأكد المصري أنه يجب السمو على خلافاتنا وأن نصل لرؤى مشتركة ذات بعد استراتيجي وعمل وطني موحد يشترك فيه الجميع دون النظر إلى الحصة أو الخلافات الفصائلية.
ووصف الانتفاضة بأنها تندرج بذات سياق الانتفاضات السابقة كانتفاضة القدس الأولى وهبّة البراق والثورة الفلسطينية الكبرى وصولا إلى انتفاضة الحجارة عام 1987 وانتفاضة الأقصى عام 2000 والآن الانتفاضة الحالية هي تعبير واضح على أن الشعب الفلسطيني يرفض كل التسويات مع الكيان الصهيوني ويرى أن المقاومة هي الأساس والسبيل الوحيد لاسترجاع حقه , كما أن رمزية الأقصى بالنسبة للشعب الفلسطيني هي رمزية مقدسة ونذكر ما حدث عام 2000 عندما حاول المجرم شارون استباحة المسجد وكيف تصدى له الشعب الفلسطيني وكانت الشرارة لانتفاضة الأقصى التي استمرت تقريبا أربعة أعوام.
وتابع: يجب أن يستمر الشعب الفلسطيني بانتفاضته لكن هذا يتطلب وجود طلائع وقيادة فلسطينية تكون غير مقولبة أو مؤطرة بالفصائل الفلسطينية لأن هذه الانتفاضة شعبية ويجب أن تستمر بإطار شعبي ,أي أن الشعب اختار طريقه بمعزل عن تأطير الانتفاضة بهذا الفصيل أو ذاك فاليوم المسألة لا حماس ولا فتح ,اليوم الشعب في الضفة الغربية والقدس وأراضي 48 اختار المواجهة مع الكيان الصهيوني وهذه المواجهة تحتاج إلى دعم من القيادة الفلسطينية وفصائلها وتوفير كل مستلزمات الصمود لتتطور وليس المطلوب تأطيرها في قوالب سياسية وتنظيمية .
وأضاف: يجب على الفصائل مجتمعة أن يكون عنوانها الأساس في هذه المرحلة كيفية تعزيز الصمود وتوفير مقومات ذلك من خلال الحالة الشعبية وليس من خلال إلباس هذه الانتفاضة قميص هذا الفصيل أو ذاك والمطلوب أيضا الآن وعلى الأقل من السلطة الفلسطينية وقف التنسيق مع الكيان الصهيوني لأنه عائق أساسي بوجه الانتفاضة ويجب إسقاط اتفاقيات أوسلو التي وقعت عام 1993 وهي سبب ما يجري الآن في كل الأراضي المحتلة لذلك يجب على الفصائل والسلطة الفلسطينية معا التخلي عن كل ما سبق والعودة إلى خيَار المقاومة لأنه الوحيد للشعب الفلسطيني الذي قدّم التضحيات على امتداد العقود الماضية.
وأكد المصري على أهمية أن يكون هناك خندق محدد للمقاومة بما يتعلق بالتمترس في محور المقاومة ولا يجوز أن يكون هناك ارتهان لأي خندق خارج هذا المحور لأن الانتفاضة تحتاجه ولا تحتاج إلى محور اعتدال أو رجعي بل لمحور المقاومة لأنه السند الأساسي في استمرار الانتفاضة وتطويرها كما أنها تحتاج إلى برامج ومراحل عمل ونلاحظ كيف أن البعض يحاول عسكرة الهبة الجماهيرية ونقول هذا ليس الآن إنما ممكن أن يأتي في سياق عملية تراكمية للانتفاضة لأنها تعزز أشكال عمل مختلفة في المستقبل.
وأردف أن الهبة الشعبية ضرورية وأساسية في الصراع مع الكيان الصهيوني حيث نرى الآن الإرباكات السياسية لدى النخب الإسرائيلية التي تحاول السيطرة على الانتفاضة من خلال القمع والاعتقال وغيرهما لكنها تتأجج يوما بعد يوم وتزداد صلابة يوما بعد يوم لذلك إن ما يقدمه شعبنا اليوم في الضفة الغربية يحتاج من قطاع غزة تحديدا التحرك لإسنادهم ولكن بحاول البعض وللأسف من القيادة الفلسطينية تهدئة الوضع عبر بعض الرسائل لبعض الأقطاب السياسية لعرب 48 للتهدئة إن كان داخل عرابة وسخنين وكثير من القرى والمدن الفلسطينية في أراضي 48 .
وأكد أنه يجب أن يكون هناك تآزر ودور من اللاجئين الفلسطينين في دول الطوق والمطلوب صوت إعلامي يحرك الرأي العام العربي والدولي لمؤازرة هذه الانتفاضة بالشكل الصحيح لأنه وإلى الآن تقوم السلطة الفلسطينية بدور خجول جدا في هذا الجانب ولا يصل إلى أبعد من أسوار الكيان الصهيوني لذلك المطلوب أن يكون هناك عملية تكامل ما بين الفصائل الفلسطينية مع الحالة الشعبية والمراهنة على إيجاد حلول في المستقبل لتشكيل قيادة موحدة تتضمن برنامج قيادي وطني يصل بالشعب الفلسطيني لكيفية الحصول على حقوقه الوطنية وانتزاع مكاسب وطنية من الكيان الصهيوني .
وقال المصري : نحن نعمل على ذلك الآن ونأمل تحقيقه وأن نسمو على جميع الخلافات للوصول لصيغة عمل موحدة في إطار دعم الشعب الفلسطيني ويجب إنهاء الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية وتحديدا ما بين رام الله وغزة ليكون هناك حل تكامل فلسطيني في الموقف السياسي كما يجب أن يكون هناك برنامج عمل متواز مع الرؤى السياسية لنصل إلى انتفاضة شاملة ونأمل من الاجتماع القادم أن يصل لنقاط مشتركة ذات بعد استراتيجي وعمل وطني يشترك فيه الجميع دون النظر إلى الحصة والخلافات الفصائلية.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق