التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

تحالف دولي بكامل عتاده؛ يعجز عن دخول «تعز».. كيف يمكن الانتصار؟ 

قبل حوالي أقل من اسبوعين علی بدء المفاوضات الاممية المرتقبة بين الاطراف الیمنية، تبذل السعودية والإمارات جهودا جبارة للسيطرة علی مدينة ومحافظة تعز، قبل بدء هذه المحادثات، لتكون ورقة مساومة رابحة بيد الجهة المدعومة من قبل الائتلاف السعودي. لكن هذه الجهود العسكرية لازالت تصطدم بمقاومة شرسة من قبل الجيش الیمني واللجان الشعبية. وتحاول ابوظبي والرياض أجبار الجيش الیمني، ليخلي مقراته في تعز علی غرار ما حصل في عدن قبل عدة أشهر، متناسية أن تعز لا تقل أهمية بالنسبة للجيش الیمني واللجان الشعبية، عن العاصمة صنعاء، ولهذا فان الجيش الیمني سيظل يقاتل حتی آخر جنوده في تعز. حيث تشير المعلومات الإستخبارية التي تم تسريبها، أن الجيش الیمني يمتلك تعزيزات عسكرية كبيرة في تعز، تمكّنه من صد أي هجوم علی هذه المدينة من قبل الائتلاف السعودي. إذن هل سيكون بمقدور قوات الائتلاف السعودي السيطرة علی مدينة تعز، أم أنها ستظل مدينة عصية علی الانكسار أمام الائتلاف، وستظل ورقة رابحة بيد الجيش الیمني وحركة أنصارالله خلال المفاوضات المقبلة؟.

وكان من الواضح جدا بالنسبة للخبراء العسكريين، خلال الايام الماضية، أن هاجسا كبيرا يسيطر علی القيادة العسكرية السعودية والإماراتية، في ما يخص دخول تعز رغم التهويل الاعلامي، الذي رأيناه خلال هذه الفترة علی قناة العربية السعودية وكذلك القنوات الاماراتية. حيث ارسلت السعودية والامارات تعزيزات عسكرية لا مثيل لها بهدف اشراكها في العملية التي باتت تعرف بعملية «تحرير تعز»، لكن الصور التي نشرها الاعلام الحربي التابع لانصارالله اوضحت أن أعداد كبيرة من الالیات العسكرية لقوات الائتلاف السعودي، قد تم اعطابها، قبل أن تشارك فی عملیات ما تعرف بتحرير عدن، دون أن نعرف ما هي اعداد الجنود التي تم افحامهم داخل هذه الآلیات العسكرية.

وفي ظل هذه الجهود التي تبذلها الإمارات والسعودية لفرض سيطرتهما علی تعز، بدء الجيش الیمني وقوات اللجان الشعبية يوم امس هجوما معاكسا ضد الغزات، ومرتزقتهم وعناصر القاعدة، ادی الی خلط الاوراق من جديد، في المناطق الجنوبية، لغير صالح الائتلاف السعودي. وفي هذا السياق وللمرة الاولی منذ انسحاب القوات الیمنية من جنوب البلاد، تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية، فرض سيطرتها علی موقع «حصن المترب» الاستراتيجي في محافظة شبوة. وعلی مايبدو فان قوات الجيش الیمني واللجان الشعبية تنوي محاصرة القوات السعودية والإماراتية، إذا ما نوت دخول تعز بالفعل. وفي خضم ذلك، فقد تقدمت قوات الجيش الیمني واللجان الشعبية يوم السبت في منطقة «الخلل» شرقي منطقة «صبر» بعد معارك ضارية ضد الائتلاف السعودي. وفي سياق متصل فقد تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، بعد معارك شرسة مع قوات «عبدربه منصور هادي» من فرض سيطرتها علي مدينة «دمت» باعتبارها المدخل الرئيسي لمحافظة الضالع وعدن. مما سيؤدي ذلك الی افشال محاولات الائتلاف السعودي الی حد كبير للدخول الی مدينة تعز ورفع الضغوط عنها.

وفضلا عن هذه العمليات التي أدت الی خسائر فادحة في صفوف قوات الائتلاف السعودي، خلال الاسابيع الماضية، فان مصادر عسكرية تحدثت خلال الايام الماضية عن أن الجيش واللجان الشعبية، ارسلوا أعداد كبيرة من قواتهما لفتح جبهة جديدة في «باب المندب»، بعد أن استقرت أوضاعها لصالح قوات الائتلاف السعودي منذ فترة، وتحديدا بعد سيطرة الائتلاف علی مدينة عدن.

وفي ظل هذه الاحداث اشارت تقارير إعلامية أن خلافات واسعة نشبت بين مسلحو «حزب الاصلاح» الاخواني وقوات الائتلاف السعودي خلال الايام الماضية، بسبب تخوف الإمارات والسعودية من فتح جبهة تعز بشكل رسمي، وذلك بعد المعلومات التي تلقاها الائتلاف السعودي والتي تتحدث عن أن الائتلاف سيمنی بخسائر فادحة في حال دخل تعز دون ترتيبات لازمة. وبناء علی هذه التقارير التي تتحدث عن نشوب خلافات بين حزب الاصلاح والائتلاف السعودي، فان قوات الاصلاح اتهمت الائتلاف بانه المسؤول عن الخسائر البشرية التي لحقت بالحزب، بسبب مماطلته في دخول تعز. حيث تمكن الجيش الیمني واللجان الشعبية، من تطهير العمارات المرتفعة من عناصر حزب الاصلاح في جبهة «كلابة» في تعز. وفي ظل هذه الانتصارات المتواصلة لقوات الجيش واللجان الشعبية، في مختلف مدن تعز، تمكنت هذه القوات من تامين معسكر «العمري» بمديرية «ذباب» قبل حوالی خمسة ايام، بعد ما كان ملاذا آمناً لعناصر القاعدة ومرتزقة السعودية.

إذن علی مايبدو فان الائتلاف الدولي السعودي و بعد ان استأجر الآلاف من الجنود السودانيين والتشاديين، والكولمبيين والاماراتيين، بات اكثر عجزا وانكسارا من اي وقت مضی، حيث انه اضحی ليس فقط عاجزا عن دخول تعز رغم تهويلاته الاعلامية الواسعة، بل أنه فشل ايضا في إعادة الامن والهدوء الی مدينة عدن، لتكون بزعمه عاصمة مؤقتة لحكومة «خالد بحاح» والرئيس الهارب «منصور هادي». وبسبب هذا العجز الاستراتيجي، فلم يبقی سوی ايقاف الحرب أمام صانعي القرار السعودي، ومن الوارد جدا أن نشهد ختاما للعمليات العسكرية السعودية قبل او بعد بدء المفاوضات الاممية المقبلة، بعدة ايام، دون أن تغامر قوات الائتلاف بارواح جنودها لدخول مدينة تعز.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق