التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

قمة الرياض الرابعة .. تناقضات ومغالطات ! 

عبدالرضا الساعدي
أنهى مؤتمر القمة الرابعة لمجموعة الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية، أعماله، في العاصمة السعودية “الرياض” بإصدار بيانه الختامي، الذي حمل اسم “إعلان الرياض”، تناول فيه عدداً من المواضيع والقضايا السياسة والاقتصادية.
القمة هي الرابعة منذ عام 2005 بين 22 دولة عضو بالجامعة العربية، و12 دولة من أمريكا الجنوبية , وكانت فكرة الرئيس البرازيلي السابق لويس لولا دا سيلفا الذي استضافت بلاده القمة الأولى عام 2005.شارك في مؤتمر القمة الرابعة هذه عدد من ملوك ورؤساء دول عربية ولاتينية ، جاءوا لتناول الجانب الاقتصادي وملفات السلم والسلام والأمن ومكافحة الإرهاب والحوكمة والهجرة وملف اللاجئين، والتدخل الإنساني في عدد من المناطق.
ومع أن (إعلان الرياض) الختامي رحب بحل سياسي في سوريا وبنتائج مؤتمر فيينا الدولي لوزراء الخارجية وأكد على أهمية علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران القائمة على مبدأ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، لكنه أيضا وفي تناقض غريب ومغالطة واضحة أعرب عن إدانة التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية باعتبارها انتهاكا لقواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار وسيادة الدول، مطالبا إيران بالكف عما سماها (بالأعمال الاستفزازية) التي تقوض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.. بدلا من أن يندد المؤتمر بالتدخل العسكري و الدموي للسعودية في اليمن منذ أكثر من نصف عام ، دمرت فيها الغارات السعودية وتحالفها المتدخل في شؤون اليمن ، الناس المدنيين هناك والممتلكات في جريمة صارخة أمام العالم بأسره ، جريمة يندى لها جبين الإنسانية.. وإذا كانت السعودية حقا في (بيان الرياض) ضد الإرهاب وتندد بالإرهاب، فعليها أن تشكر إيران لأنها وقفت ضد هذا الإرهاب سواء في العراق أو في سوريا أو في أي مكان آخر ، بدلا من التنديد بها لتصورها متدخلة في شؤون البلدان العربية .. فماذا تسمي تدخلها في البحرين بالأمس أو سوريا واليوم في اليمن ؟ ومن هي الدول التي تدخلت فعلا في شؤون الآخرين رغم أنف شعوبها ؟ ومن كان السبب وراء الهجرة واللاجئين في دول مثل العراق وسوريا .. من خلال دعم الإرهاب في هذين البلدين؟
..وإذا كانت السعودية تريد حلا سياسيا وسلميا في سوريا فلماذا أصرت على الحل الدموي والإرهابي طيلة 4 سنوات ماضية ؟ولماذا كانت هي العقبة الرئيسة في هذا الحل حتى اللحظة؟

قمة الرياض انتهت وهي تحمل حقيقة بوجهين ، أحدهم للتصدير والتلميع الإعلامي ربما ، والآخر يحمل معه تناقضاته ومغالطاته الواضحة التي لا تخفى عن الشارع والمتابع العربي اللبيب .. ورغم هذا كله نتمنى أن تكون النقاط الإيجابية الواردة في هذا البيان الختامي ، في موضع الصدق و التطبيق فعلا .
يذكر أن العراق قد شارك في هذه القمة التي تـُقام على مُستوى رؤساء الدول، ووزراء الالخارجيّة. متمثلا برئيس الجمهورية فؤاد معصوم ،إضافة إلى وزير الخارجية السيد إبراهيم الجعفري.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق