التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

روسيا ومقومات النجاح والفشل في الحرب السورية 

في وقت تستمر الغارات الجوية الروسية على مواقع الجماعات الارهابية في سوريا مع ادخال عتاد واجهزة حربية جديدة الى ساحة المعركة يعتقد الخبراء والمحللون ان روسيا تمتلك مقومات النجاح في الحرب السورية لكن هناك اسباب وعوامل يمكن ايضا ان تؤدي الى هزيمة الجيش الروسي في الحرب السورية، فما هي مقومات النجاح والاسباب المحتملة للفشل حسب رؤية هؤلاء الخبراء؟

مقومات النجاح
1- التعاون مع ايران والعراق وسوريا
احد مقومات النجاح الروسي في هذه الحرب هو تعاون ايران والعراق وسوريا مع موسكو في مجال المعلومات العسكرية وفتح المجال الجوي الايراني والعراقي امام عبور الطائرات والصواريخ الروسية نحو سوريا، فالبلدان الاربعة كلها تريد محاربة الارهاب وتتعاون فيما بينها من اجل هذا الهدف.

2- اختيار التكتيك الحربي المناسب
ان مجلس الدوما الروسي سمح للحكومة الروسية باستخدام القوات الجوية في سوريا فقط ولم يسمح باستخدام القوات البرية وقد قام الجيش السوري بتحمل هذه المسؤولية ووضع قواته البرية في تصرف الخطة الروسية ويجب عليه ان يتقدم على الارض للسيطرة على المواقع التي يتم قصفها خلال 60 الى 90 طلعة جوية تنفذها الطائرات الروسية في اليوم وقد تم تطبيق هذا التكتيك في اطراف ادلب وحماة وحمص وحلب وتغيرت الاوضاع الميدانية لصالح الجيش السوري.

3- استخدام الاجهزة المتطورة التي تناسب مسرح العمليات
ان الطبيعة الجغرافية للمناطق التي يحتلها الارهابيون والاحوال الجوية المتغيرة في هذه المناطق يتحتم استخدام الاجهزة والاسلحة المتطورة والمناسبة وقد بدأ الروس باستخدام طائرات السوخوي 24 التي تحلق على ارتفاع منخفض وتقاوم الرياح كما استخدموا طائرات السوخوي 25 القادرة على تنفيذ الغارات في الليل والنهار بالاضافة الى طائرات السوخوي 30 التي لديها قدرة عالية على المناورة وكذلك طائرات السوخوي 34 التي تقصف اهدافها من ارتفاع شاهق وهذا يدل على أن الخبراء العسكريين الروس يعرفون تماماً طبيعة المنطقة التي يحاربون فيها وهذا يزيد من احتمالات نجاحهم ويجنبهم الوقوع في حرب استنزاف.

4- تنفيذ عمليات دقيقة وناجحة
تظهر الغارات الجوية والصاروخية الروسية حتى الان نجاح العسكريين الروس في تحقيق اهدافهم في مختلف المناطق التي استهدفوا فيها مراكز قيادة تابعة لداعش وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات الارهابية، وقد تراجعت حدة الدعايات الغربية المغرضة حول عدم نجاح الغارات الروسية وهذا يدل على النجاح التام حتى الان ولو كان الروس فاشلين في غاراتهم لتعالت اصوات منظمات حقوق الانسان التابعة للغرب ووسائل الاعلام الغربية ضد روسيا.

5- اختيار اهداف هامة للعملية العسكرية
ان الروس تجنبوا التورط في سوريا حينما اختاروا اهدافهم بدقة وهي كسب مكانة دولية لروسيا والدفاع عن حليف استراتيجي والسعي لزيادة النفوذ العسكري في المنطقة ومنع انتشار الارهاب وهذا يزيد حزم الروس في عملياتهم ويضاعف عزيمتهم.

6- اضعاف دور التحالف الغربي
بعد مضي عام من بدء غاراته الجوية لايزال التحالف الغربي يدعي بأنه قادر على اضعاف الجماعات الارهابية وان 5800 طلعة جوية ومقتل 15 ألف داعشي هو دليل على النجاح لكن الحقيقة هي عكس ذلك فالتحالف لم يحقق اهدافه لأنه قتل اكثر من 450 مدنيا في غاراته ولم يردع داعش في وقت يسجل المحور الروسي الايراني العراقي السوري النجاح تلو النجاح.

اسباب الفشل المحتمل للعمليات العسكرية الروسية

1- دعم الغرب لبعض الجماعات الارهابية
ان احدى المشاكل التي تواجهها روسيا هي دعم امريكا وحلفائها للجماعات الارهابية في سوريا فالرئيس الامريكي يتحدث دوما عن معارضة معتدلة لكن روسيا اعلنت انها لاتفرق بين ارهابي جيد وارهابي سيء وقد استهدفت الطائرات الروسية مراكز لجيش الفتح الذي يدعمه الغرب وبدأت الدول الغربية بممارسة الضغط على روسيا في محاولة لعرقلة عملياتها.

2- تداخل العمليات الروسية مع هجمات التحالف الغربي
تقوم الطائرات الروسية بشن غارات على مناطق الرستن وتلبيسة والحلولة وام شرشوح في محافظة حمص وفي بعض مناطق الرقة ضد الارهابيين في وقت يدعي التحالف الغربي انه ينفذ طلعات جوية في هذه المناطق ايضا لكن هذا التداخل لايروق لموسكو لأن اي خطأ في القصف يوجه الحرب الدعائية ضد روسيا.

3- العمليات الانتقامية للارهابيين
ان ضرب الجماعات الارهابية يمكن ان يؤدي الى حدوث رد من قبل هؤلاء فجبهة النصرة اعلنت الحرب ضد روسيا وخصصت 13 الف دولار كمكافئة لقتل او اسر اي جندي روسي كما هدد تنظيم داعش روسيا بالعمليات الانتحارية ومن المحتمل ان تحدث هذه العمليات الانتقامية ليس فقط ضد المصالح الروسية بل في داخل روسيا ايضا وتؤثر على سير الحرب التي تشنها موسكو.

4- كلفة العمليات العسكرية
لايختلف اثنان على ان كلفة العمليات الحربية ضد الارهابيين هي كلفة عالية لكن روسيا اعلنت ان كلفة هذه العمليات هي من ضمن الميزانية الدفاعية الروسية ولاتؤثر على الاقتصاد الروسي، ورغم هذا الاعلان يقول المحللون ان هذه الحرب ستؤثر على الاقتصاد الروسي بسبب هبوط اسعار النفط وكلفة التدخل الروسي في اوكرانيا وانخفاض قيمة الروبل الروسي وازدياد حجم المديونية الروسية.

لقد دخلت روسيا الحرب السورية وهي تعاني من ازمة اقتصادية وهناك عوامل كثيرة يمكن ان تؤثر سلبا على القوات الروسية مثل تداخل عملياتهم مع عمليات التحالف الغربي وكذلك عدم معرفة اماكن انتشار الارهابيين وهذا يدفع الدول الغربية نحو القول بان روسيا دخلت في مستنقع لكن قيام الروس بالتخطيط الصحيح لعملياتهم وانتخاب الاسلحة المناسبة وانتخاب الاهداف بدقة والتعاون مع الحلفاء الإقليميين يزيد من امل الروس وحلفائهم في تحقيق الانتصار في هذه الحرب على عكس الغربيين.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق