لماذا تعادي الأنظمة الرجعية قناة الميادين؟!
بعد قرار وقف البث الفضائي لـ قناة الميادين من قبل إدارة القمر الصناعي عرب سات وبإيعاز سعودي سافر، تصاعدت موجة الاحتجاجات الشعبية والاعلامية ضد هذا القرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقبل الخوض في دوافع هذا القرار لابد من الاشارة الى أن مؤسس قناة الميادين غسان بن جدو كان لسنوات طويلة أحد الكوادر البارزين في قناة الجزيرة القطرية، ولكنه قرر الإستقالة في وقت لاحق من هذه القناة وتحديداً في 23 أبريل 2011 بعد إتهامه إياها بعدم المهنية والحيادية في تغطية أخبار الثورات الشعبية في العالم العربي والتي عرفت باسم الربيع العربي، بالاضافة الى إتهامه للجزيرة بالانحياز التام لنظام آل خليفة في قمعه لثورة الشعب البحريني الذي يطالب بالحرية والتغيير السياسي والحياة الحرة الكريمة.
ولابد من الاشارة أيضاً الى أن غسان بن جدو وكما أعلن هو مراراً قد تعرض للتهديد بعد فشل جميع المحاولات التي بذلتها الرياض وعواصم عربية أخرى لاغرائه بتغيير موقف قناة الميادين التي دأبت على كشف جرائم الأنظمة الرجعية والعميلة في المنطقة بالأدلة والوثائق وفي مقدمتها جرائم النظام السعودي لاسيما في عدوانه المتواصل على الشعب اليمني.
وخلال مؤتمر صحفي عقده مؤخراً في بيروت كشف بن جدو أن بعض الأنظمة العربية طلبت من إدارة قناة الميادين عدم التعاطي مع الملف اليمني من زاوية إنسانية وعدم الحديث عن إستهداف المدنيين، مشيراً الى أن محاولات ترهيب القناة بدأت من قبل هذه الأنظمة بعدما فشلت محاولاتها في الترغيب.
وأكد بن جدو أن ما تعرضت وتتعرض له قناة الميادين يأتي في إطار حملة تشويه منظمة بدأت منذ مدة طويلة، مشيراً الى أن جهات عربية عدّة راسلت أمريكا ودولاً أوروبية قبل انطلاق بث القناة للترويج بأنها ستكون منحازة ومعادية للساميّة. وأضاف “نحن لا نجد حرجاً في أننا ننحاز للمقاومة، ونؤكد في الوقت نفسه أن قرار وقف بث القناة على عرب سات لن يغيّر من سياستها التحريرية ولا من طريقة تعاطيها الهادئة والمتوازنة مع الأحداث”.
وبالعودة الى الأسباب التي دفعت عرب سات لوقف بث قناة الميادين؛ يمكن تلخيصها بما يلي:
1- وقوف قناة الميادين الى جانب القضايا العادلة لشعوب المنطقة ضد بعض الأنظمة العربية السائرة في فلك المشروع الصهيوأمريكي وفي مقدمتها السعودية وقطر.
2- وقوف قناة الميادين الى جانب محور المقاومة الذي يتصدى للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
3- دفاع قناة الميادين عن الشعب الفلسطيني وكفاحه المرير والمتواصل لنيل حقوقه المغتصبة في الأرض والوطن.
4- فضح قناة الميادين لجرائم الكيان الاسرائيلي والدول الغربية الحليفة له وفي مقدمتها أمريكا، وكشفها للمؤامرات التي تحاك ضد هذا الشعب المظلوم والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك واستمرار بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
5- فضح قناة الميادين للمشروع الأمريكي المسمى “الشرق الأوسط الكبير أو الجديد” الرامي الى تمزيق دول المنطقة ونهب ثرواتها والسيطرة على مقدراتها خدمة للكيان الاسرائيلي.
6- فضح قناة الميادين لجرائم الجماعات الارهابية المدعومة من قبل بعض الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا والدول الإقليمية الحليفة لها وفي مقدمتها السعودية وتركيا وقطر.
وينبغي الاشارة هنا الى أن الأنظمة العميلة والرجعية في المنطقة حاولت إستمالة وسائل الإعلام الغربية من خلال الزعم بأن قناة الميادين تستهدف اليهود، في حين أن الحقيقة هي أن برامج القناة تستهدف فضح المشروع الصهيوني في المنطقة ولا تستهدف أتباع الديانة اليهودية بإعتبارها شريعة إلهية كباقي الشرائع السماوية.
ووصف الكثير من المراقبين وقف بثّ قناة الميادين بأنه قرارٌ سياسي بامتياز وإرهاب إعلامي، ومحاولة بائسة لكمّ الأفواه وخنق الحقيقة، تنم عن خوف دفين من الكلمة الصادقة، مشيرين الى أنه إجراء يتناقض بشكل سافر مع مبادىء حرية الإعلام ووثيقة تنظيم البث الفضائي العربي المعتمدة من وزراء الإعلام العرب عام 2008 والتي تقضي بضرورة الالتزام بمبدأ حق المواطن العربي في إستقبال ما يشاء من بث تلفزيوني صادر من أراضي أي من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.
كما اعتبر متخصصون بالشأن الاعلامي قرار وقف بث قناة الميادين بأنه يشكل إنتهاكاً حادّاً لحرية الوصول إلى المعلومات التي أقرتها القمة العالمية لمجتمع المعلومات في جنيف 2003 وتوجيهات لجنة الإعلام التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك حرية تدفق المعلومات والمعارف والأفكار التي يقوم عليها مجتمع المعلومات.
أخيراً لابد من التأكيد على ان السلطات السعودية ممثلة بإدارة قمر عربسات أقدمت على حجب قناة الميادين في إطار سياساتها الساعية الى إسكات الإعلام الكاشف لنهجها العدواني ضد شعوب المنطقة. كما ينبغي الاشارة الى أن شعبية قناة الميادين قد إزدادت بشكل ملحوظ على مستوى المنطقة والعالم لاسيما في أوساط الشعوب العربية بسبب دفاعها المشرف عن قضاياهم ومطالبهم المشروعة في الحياة الحرة الكريمة، وتميزها بالشفافية والعقلانية في طرح قضايا المنطقة من خلال البرامج الوثائقية بهدف كشف الحقائق التي تسعى الى حجبها الكثير من القنوات العربية وفي مقدمتها “قناة الجزيرة” لتحقيق أغراض وغايات تصب في صالح الأنظمة الرجعية والعميلة ولا علاقة لها بمصالح الشعوب.
المصدر / الوقت