تغيير الاستراتيجية العسكرية اليابانية … الاسباب والاهداف (الجزء الأول)
قبل شهرين من الان قرر النواب اليابانيون المصادقة على قانون يسمح بتواجد العسكريين اليابانيين خارج حدود بلادهم وذلك لأول مرة في غضون 70 عاما، وسمي هذا القانون بقانون الدفاع عن النفس، و كانت امريكا في طليعة الدول التي رحبت بتوسيع دائرة النشاط العسكري الياباني لأن هذا القانون يفسح المجال امام مشاركة الجنود اليابانيين في الحروب الى جانب الجنود الامريكيين بعد ان كان الجيش الياباني جيشا للدفاع فقط، فما هي اسباب هذه السياسة اليابانية الجديدة وكيف ستؤثر على منطقة شرق آسيا التي تشهد تصعيدا امريكيا تجاه الصين؟
لقد امتلكت امريكا 70 قاعدة عسكرية في اليابان معظمها تقع في جزيرة اوكيناوا بعد الحرب العالمية الثانية واكتفى اليابانيون بان يكون جيشهم جيشا دفاعيا فقط لكن مع انهيار الاتحاد السوفيتي اظهر الساسة اليابانيون رغبتهم في اعادة احياء الدور الياباني على الساحة الدولية وبعد هجمات 11 سبتمبر ارسلت اليابان جنودا الى افغانستان والعراق وهذا قد مهد الطريق امام تعديل الدستور الياباني فيما بعد.
ردود الافعال على تغيير الاستراتيجية العسكرية اليابانية
صوت مجلسا النواب والشيوخ اليابانيان اللذان يسيطر عليهما حزب رئيس الوزراء شينزو آبي على ارسال قوات عسكرية الى خارج البلاد بعد منع دام 70 عاما لكن هذا القرار واجه انتقادات واسعة من قبل الشعب الياباني ودول اخرى في المنطقة مثل الصين وكوريا الجنوبية.
مؤيدو تغيير الاستراتيجية العسكرية اليابانية
الف- المؤيدون في الداخل
نجح رئيس الوزراء وزعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي شينزو آبي الذي سعى جاهدا لسن هذا القانون في كسب موافقة 3 احزاب صغيرة اخرى حيث يقول مؤيدو هذا القانون ان الصين وكوريا الشمالية وروسيا يشكلون تهديدا في الوقت الحالي ويجب على اليابان ان تقوم بعمليات استباقية ضد هؤلاء اذا لزم الامر.
ب- المؤيدون في الخارج
تعتبر امريكا اول دولة رحبت بالقانون الياباني الجديد وكان هدف الامريكيين مرافقة الجنود اليابانيين للجنود الامريكيين في الحروب المشتركة و قد اعلن الامريكيون ان القانون الجديد سيمنح اليابان دورا اكبر في الامن الاقليمي.
وان الامريكيون في الاساس هم السبب في منع تشكيل جيش في اليابان شبيه بجيوش الدول الاخرى بعد الحرب العالمية الثانية واحتلال اليابان لكنهم عادوا اليوم واصبحوا من اشد الجهات الخارجية حماسا لرؤية الجنود اليابانيين وهم يقاتلون الى جانب الجنود الامريكيين.
معارضو تغيير الاستراتيجية العسكرية اليابانية
الف- المعارضون في الخارج
لقد عارضت دول مثل الصين وروسيا وكوريا الجنوبية المصادقة على هذا القانون واعربت عن قلقها بشتى الطرق والوسائل وقد قالت الصين ان سن هذا القانون يدل على انتهاء النزعة السلمية للشعب الياباني بعد الحرب العالمية الثانية وطالبت بالغائه كما اعلنت كوريا الجنوبية ان على طوكيو ان تبحث عن رضا سيئول اولا اذا كانت تريد الحفاظ على الامن في شبه الجزيرة الكورية.
ب- المعارضون في الداخل
لقد سعى الشعب الياباني الى اظهار نفسه كشعب محب للسلام بعد الحرب العالمية الثانية وعندما تم طرح مشروع القانون الجديد عارضه الشعب الياباني كما سعت الاحزاب المعارضة الى منع المصادقة على هذا القانون لكن محاولاتهم لم تنجح ولم تتراجع حكومة شينزو آبي عن هذا القانون رغم المعارضة الشعبية ومعارضة تلك الاحزاب وعمد آبي الى تعديل الدستور.
ويعتبر المعارضون في الداخل والخارج هذا القانون بانه خطة حربية يابانية في المنطقة رغم اقوال مسؤولي الحكومة اليابانية بانهم سيسعون الى حفظ السلام في المنطقة، وقد اكدت اوساط شعبية يابانية انها لا تريد رؤية اليابان تخرج عن موقفها الدفاعي ولا مشاهدة ابناء اليابان يتورطون في حروب خارجية، لكن السؤال المطروح الان هو عن سبب قيام حكومة شينزو آبي بتغيير القوانين رغم معارضة 60 بالمئة من الشعب الياباني لتغيير الاستراتيجية العسكرية اليابانية؟
المصدر / الوقت