التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الى اين تتجه العملية السياسية في سوريا بعد اجتماع فيينا اثنان ؟ 

قبل نحو اسبوعين قالت وزارة الدفاع الروسية انها “باشرت بالاتصال بقادة المعارضة السورية وبعض القادة الميدانيين الذين اصروا طوال السنوات الاربعة الماضية على حفظ وحدة سوريا والتخلص من داعش والجماعات الارهابية رغم مواجهتهم مع القوات الحكومية” و اضافت وزارة الدفاع الروسية ان هذا الاتصال هو مقدمة لعمل مشترك بين روسيا وهذه الاطراف في المعارضة السورية ضد الارهابيين و لعله يفتح الباب امام البحث عن حل للنزاع في سوريا.

وبعد هذه الاتصالات قامت الطائرات الروسية بقصف 24 موقعا للارهابيين في تدمر ودير الزور و اثريا بقنابل ثقيلة حيث زودت المعارضة السورية القوات الروسية باحداثيات هذه المواقع حسبما قالت وزارة الدفاع الروسية التي اضافت ان ممثلين عن المعارضة السورية هم موجودون في غرفة العمليات الموحدة في بغداد، كما قالت وزارة الدفاع الروسية في 11 نوفمبر انها قصفت مواقع داعش في اطراف مطار كويرس حسب الاحداثيات التي تلقتها من المعارضة السورية، وبعد ذلك بأربعة ايام قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الامريكي جون كيري ان روسيا و امريكا اتفقتا على قواعد الاشتباك في سوريا آملا ان يعد الروس والامريكيون قائمة واحدة للجماعات الارهابية.

وبعد ذلك عقد اجتماع فيينا 2 في 11 نوفمبر حول القضية السورية واعتبر هذا الاجتماع استمرارا لاجتماع فيينا 1 وكان يهدف الى جمع ممثلي الحكومة السورية وممثلي المعارضة على طاولة واحدة لبدء عملية سياسية تؤدي الى تشكيل حكومة تشمل الجميع ومعترف بها.

ورغم هذا، عقد لافروف و كيري مؤتمرا صحافيا آخر بعد انتهاء اجتماع فيينا 2 حيث تحدث كيري عن حصول اجماع حول ضرورة وقف اطلاق النار وبدء عملية سياسية حسب بيان جنيف الصادر في عام 2012 معربا عن امله في انطلاق المفاوضات بين ممثلي المعارضة السورية و ممثلي الحكومة المركزية في اول يناير عام 2016 ، واشار كيري الى مهلة 6 اشهر لبلورة عملية سياسية واجراء انتخابات حرة وعادلة للمصادقة على دستور جديد في غضون 18 شهرا تحت اشراف الامم المتحدة، و تناول كيري في تصريحاته ايضا قضية سريان وقف سريع لاطلاق نار بين الحكومة السورية والمعارضة لايشمل داعش وجبهة النصرة، وقد قال لافروف في تصريحاته ايضا ان كيري قد ذكر كافة القضايا الرئيسية لكنه اكد ان مصير الاسد او اي سياسي آخر يقرره الشعب السوري وحده.

ووسط هذا كله يعتقد الخبراء ان هناك قضية اساسية لم يتطرق اليها البيانات الصادرة عن اجتماعي فيينا 1 وفيينا 2 ولا الجانبين الروسي والامريكي وهي قضية تشكيل الحكومة الانتقالية التي نص القرار الاممي رقم 2118 على تشكيلها وعلى دور بشار الاسد في هذه الحكومة، ومن يراقب كلام لافروف يكتشف انه يتحدث بضبابية حول هذه المسالة و يكتفي بالقول ان مصير الاسد ومصير اي شخص آخر يقرره الشعب السوري فقط، لكن في المقابل نجد ان كيري يقدم تفسيرا دقيقا عن البيان الصادر من اجتماع فيينا 2 ويقول لا يمكن انهاء هذه الحرب مع بقاء بشار الاسد و يضيف نيابة عن السعودية ان الاسد يجب ان يرحل اولا.

واذا راقب المرء سير الاحداث فيمكنه ان يلخص ما جرى و يجري الان على الشكل التالي :

1- دخول روسيا في الحرب السورية وبدء توازن القوى مع امريكا.
2- تقبل امريكا للدور الروسي في سوريا.
3- اعلان روسيا استعدادها لتقديم الدعم للمعارضة المعتدلة في سوريا من اجل قتال داعش.
4- عقد اجتماع فيينا 1 والاجماع على تشكيل حكومة انتقالية من دون بشار الاسد والاتفاق حول تحديد العدو المشترك وقائمة المعارضين المتفق عليهم.
5- بدء التعاون بين وزارة الدفاع الروسية مع قادة المعارضة السورية في غرفة عمليات بغداد.
6- عقد اجتماع فيينا 2 واستمرار الاجماع على تشكيل حكومة انتقالية من دون بشار الاسد وتحديد الآلية التنفيذية المشتركة من اجل ذلك.
7- تراجع ممثل روسيا امام تفسير ممثل امريكا حول دور بشار الاسد في الحكومة الانتقالية.
8- سريان وقف اطلاق النار وتشكيل الحكومة الانتقالية حسب المواصفات الامريكية والمطلب الامريكي لخروج قوات المقاومة من الاراضي السورية تحت ذرائع مثل حصر مواجهة الارهاب بيد القوات السورية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق