تبعات ازدياد عدد الفلاشا في الكيان الاسرائيلي
اعلن الكيان الاسرائيلي يوم الاثنين الماضي موافقته على استقبال 9 آلاف مهاجر يهودي اثيوبي الذين يسمون بالفلاشا وقد اعتبر نتنياهو هذا القرار بأنه “قرار كبير”، وذلك على الرغم من قيام اليهود الفلاشا بتنظيم احتجاجات كثيرة في الكيان الاسرائيلي خلال السنوات والأشهر الماضية، فما هي اهداف نتنياهو من هذا القرار وما هي حيثيات القضية؟
اوضاع الفلاشا في الاراضي المحتلة
يعيش اليوم في فلسطين المحتلة اكثر من 120 الف اثيوبي ويشكلون 2 بالمئة من عدد السكان وان ثلث هؤلاء فقط هم من مواليد الاراضي المحتلة والباقون هم ممن اتوا من افريقيا بعدما كان الكيان الاسرائيلي يرفض قدوم هؤلاء قبل عام 1975 ويشكك في يهوديتهم لكن اسحاق رابين الذي كان رئيسا لوزراء الكيان الاسرائيلي في ذلك العام قد اعترف بيهودية هؤلاء وانهى حذر سفرهم الى الاراضي المحتلة واصبح يحق لهم الهجرة الى فلسطين المحتلة والاستيطان هناك.
وحسب آخر احصائية لوزارة الرفاه والخدمات الاجتماعية في الكيان الاسرائيلي فإن 75 بالمئة من العوائل الاثيوبية يعيشون تحت خط الفقر وان ثلثي هؤلاء، وفي المدن الكبرى 90 بالمئة منهم، هم محتاجون الى المساعدات والاعانات الحكومية لامرار معاشهم وان 21 بالمئة من شباب الفلاشا يمكن ان تساعدهم الظروف للدخول الى الجامعات.
تبعات ازدياد عدد الفلاشا في الكيان الاسرائيلي
فيما يخص التبعات الناجمة عن ازدياد عدد يهود الفلاشا في الكيان الاسرائيلي يمكن الاشارة الى ما يلي:
1- ازدياد التوتر بين اليهود العلمانيين واليهود المتشددين الذين يعارضون وجود الفلاشا
2- ازدياد الشرخ الاجتماعي الموجود في الكيان الاسرائيلي مع ازدياد عدد اليهود الفلاشا لأن هذه الاقلية اذا ازداد عددها فإنها سترفع صوتها للاحتجاج بشكل اكبر من الماضي كما حصل خلال الأشهر الاخيرة.
2- تفاقم أزمة الهوية الجماعية في الكيان الاسرائيلي
أسباب هذا القرار المثير للجدل
ان ما دفع الكيان الاسرائيلي نحو الموافقة على استقبال موجة جديدة من يهود الفلاشا هو “أزمة الوجود” التي يعاني منه هذا الكيان بسبب قلة عدد السكان اليهود في الاراضي المحتلة، ان الكيان الاسرائيلي مجبر على اسكان عدد من السكان في مكان محدد اذا اراد البقاء وتشكيل دولة يهودية لكن العدد الكبير للفلسطينيين في الضفة الغربية واختلال التوازن السكاني لصالح الفلسطينيين خلال عقود قد دفع الكيان نحو التفكير بايجاد حل لهذا الموضوع.
واذا فشل الكيان الاسرائيلي في تشكيل دولة لليهود فان وجود هذا الكيان سيصبح مهددا وقد سعى رابين الى تقديم تنازلات من اجل الحؤول دون انهيار الكيان الاسرائيلي لكن هذا الامر لم يرق للمتشددين وادى الى تشديد النزاع الداخلي واغتيال رابين على يد المتشددين.
يعلم الكيان الاسرائيلي بانه مجبر على تقديم التنازلات وحتى القبول بحل الدولتين من اجل ضمان بقائه وتشكيل دولة لليهود ولو على مساحة جغرافية اصغر، ويعتقد المحللون ان اسباب عجز الكيان الاسرائيلي عن ايجاد هوية وكيان لليهود هي ما يلي:
1- أزمة السكان في الضفة الغربية نظرا الى نمو السكان الفلسطيني
2- أزمة قلة عدد المستوطنين وفشل مخططات تهويد فلسطين
3- الهجرة العكسية ووقف هجرة اليهود في العقد الاخير
وهكذا يعاني الكيان الاسرائيلي من عهد اسحاق رابين اليساري الى عهد بنيامين نتنياهو اليميني من ازمة هوية وصعوبة ايجاد دولة لليهود وهناك امور مشتركة بين رابين ونتانياهو هي تقبل وجود اليهود الفلاشا رغم الخطر الثقافي الذي يشكلونه وكذلك تقديم تنازلات خلافا للعقائد اليهودية مثل السلام مع العرب والتنازل عن بعض الاراضي وقد جاء تقبل نتانياهو لحل الدولتين ولو بطريقة شفاهية اثناء لقائه الاخير مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في هذا الاطار.
المصدر / الوقت