التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

الرئيس الأسد لتلفزيون “راي” الإيطالي: السوريون وحدهم من يقررون مصيرهم.. ولا حاضنة لداعش في سوريا 

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الإرهابيين ليست لهم حاضنة في سوريا ويمكنهم ان يكونوا أقوياء ماداموا يتمتعون بدعم دول مختلفة سواء في الشرق الاوسط أو الغرب وأن تدريبهم يتم بدعم من تركيا وقطر والسعودية. ولفت الرئيس الأسد في مقابلة مع تلفزيون «راي» الايطالي إلى أن الغرب يتحمل المسؤولية الرئيسية لانه دعم الإرهابيين الذين أسسوا داعش في سوريا وجبهة النصرة بمنحهم المظلة لحماية المنظمات الإرهابية.‏ وأشار الرئيس الأسد إلى أن الإرهابيين هم العقبة الرئيسية في وجه أي تقدم سياسي في سوريا ومن غير المجدي تحديد اي جدول زمني للحل السياسي قبل الحاق الهزيمة بالإرهاب.

وردا على سؤال حول احداث باريس قال الرئيس الأسد: نستطيع أن نبدأ بالقول: ان ذلك يعد جريمة مروعة.. وفي الوقت نفسه انه من المحزن أن يسمع المرء عن مقتل الابرياء دون سبب ودون مبرر.. ونحن في سوريا نفهم معنى فقدان أفراد أعزاء من الاسرة أو فقدان أصدقاء أعزاء أو أي أشخاص يعرفهم المرء في مثل هذه الجريمة المروعة.. نحن في سوريا نعاني من مثل هذه الاحداث منذ خمس سنوات.. ونشعر بشعور الفرنسيين.. كما شعرنا بشعور اللبنانيين قبل بضعة أيام وبشعور الروس الذين فقدوا أعزاء لهم في حادثة الطائرة التي أسقطت فوق سيناء.. وكذلك بالنسبة لليمنيين.‏

لكن هل يشعر العالم وخصوصا الغرب بشعور هؤلاء الناس.. أم انهم يشعرون فقط بشعور الفرنسيين.. هل يشعرون بالم السوريين الذين يعانون منذ خمس سنوات من نفس هذا النوع من الإرهاب.. لا يجوز تسييس المشاعر.. فالمشاعر لا تتعلق بالقومية بل بالانسانية بشكل عام.‏

وأكد الرئيس الأسد أنه وطبقا لما يقوله بعض المسؤولين الامريكيين بمن فيهم هيلاري كلينتون.. فان القاعدة تأسست من قبل الامريكيين وبدعم مالي وأيديولوجي سعودي وهابي.. وقد قال الشيء نفسه العديد من المسؤولين الآخرين في الولايات المتحدة.. وداعش والنصرة هما فرعان للقاعدة.

وردا على سؤال حول العملية الانتقالية ومؤتمر فيينا قال الرئيس الأسد: ان البيان لا يحوي شيئا عن الرئيس.. الجزء الرئيسي من مؤتمر فيينا يقول بأن كل ما يتعلق بالعملية السياسية مرهون بما يتفق عليه السوريون.. وهكذا.. فان العبارة الاهم فيما تمخض عنه المؤتمر تتعلق بالدستور.. والرئيس.. أي رئيس.. ينبغي أن يشغل منصبه أو يترك ذلك المنصب طبقا لاجراءات دستورية.. وليس طبقا لما ترتئيه أي قوة أو دولة غربية.. وهكذا ومادام الحديث هو عن توافق السوريين.. ينبغي أن ننسى كل ما عدا ذلك مما تم الحديث عنه في فيينا.‏

وفيما يتعلق بالجدول الزمني.. فان ذلك يعتمد على الاتفاق الذي يمكن أن نتوصل اليه كسوريين.. اذا لم نتوصل إلى اتفاق خلال ثمانية عشر شهرا.. ما أهمية ذلك: أعتقد أن هناك العديد من الاشياء غير المهمة أو غير الجوهرية.. الامر الاهم هو اننا سنجلس معا.. ثم نضع.. كسوريين.. الجدول الزمني أو المخطط الذي يناسبنا.‏

وفيما يخص الانتخابات الرئاسية قال الرئيس الأسد: اذا قرر السوريون خلال الحوار أنهم يريدون اجراء انتخابات رئاسية.. فليس هناك خط أحمر فيما يتعلق بهذا الامر.. لكن هذا ليس قراري.. ينبغي أن يخضع ذلك للتوافق بين السوريين.‏

وأكد الرئيس الأسد أن منصب الرئيس ليس ملكية خاصة بل قضية وطنية والسوريون وحدهم من حقهم أن يختاروا شخصا يثقون به.. ليس من المهم أن أثق أنا بشخص ما أو لا أثق به.. أي شخص يثق به السوريون سيشغل ذلك المنصب.‏

ورداً على سؤال حول الجدول الزمني للخروج من الأزمة قال الرئيس الأسد: اذا أردت أن تتحدث عن جدول زمني.. فان ذلك الجدول يبدأ بعد الحاق الهزيمة بالإرهاب.. قبل ذلك لن يكون من المجدي تحديد أي جدول زمني.. لانه لا يمكن أن تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي فيه الإرهابيون على العديد من المناطق في سوريا.. وسيكون الإرهابيون.. كما كانوا أصلا العقبة الرئيسية في وجه أي تقدم سياسي.. اذا كان الحديث عما سيحدث بعد ذلك.. فان عاما ونصف العام أو عامين ستكون فترة كافية لاي مرحلة انتقالية.‏

وأكد الرئيس الأسد أن كل من يحمل السلاح ويرهب الناس ويدمر الممتلكات الخاصة أو العامة ويقتل الابرياء لا يمكن أن يكون معارضا.. المعارضة تعبير سياسي.. لا يمكن تعريف المعارضة من خلال رأيك الخاص.. بل ينبغي تعريفها من خلال الانتخابات وصندوق الاقتراع.‏

وأضاف الرئيس الأسد: يمكنك أن تسأل السوريين عن الاطراف التي يعتبرونها معارضة.. اذا انتخبوها فانها المعارضة الحقيقية.. لهذا قلت ان بوسعنا تعريف ذلك بعد الانتخابات.. لكن اذا كنا نتحدث عن رأيي.. فان المعارضة هي تلك الاطراف التي تمتلك قواعد شعبية وتنتمي إلى هذا البلد.. لا يمكن أن تكون معارضا عندما يتم تشكيلك كشخص أو ككيان في وزارة أجنبية أو في مقرات المخابرات في بلدان أخرى.. لا يمكن أن تكون دمية أو عميلا أو مرتزقا.. ينبغي أن تكون سوريا وحسب.

وقال الأسد بأن الشيء الوحيد الذي فعلناه منذ بداية الازمة هو محاربة الإرهاب ودعم الحوار.. ما الذي يمكننا فعله غير ذلك.. هل يعارض أحد الحوار.. وهل يعارض أحد محاربة الإرهاب… اذا أردت الحديث عن التفاصيل وعن البروباغاندا الغربية ينبغي الا نضيع وقتنا.. انها مجرد بروباغاندا.. لان المشكلة منذ البداية فيما يتعلق بالغرب هو انهم لا يريدون مثل هذا الرئيس.. يريدون لهذه الحكومة أن تفشل وتنهار.. بحيث يستطيعون تغييرها.. الجميع يعرف ذلك.. اللعبة الغربية كلها تتعلق بتغيير الانظمة.. بصرف النظر عما تعنيه كلمة نظام.. فنحن ليس لدينا نظام.. بل دولة.. لكني أتحدث عن مفهومهم وعن مبدئهم.. وهكذا يمكنك أن تلوم أيا كان.. لكن المسؤولية الرئيسية هي مسؤولية الغرب الذي دعم أولئك الإرهابيين الذين أسسوا داعش في سوريا وأسسوا جبهة النصرة بمنحهم المظلة التي تحمي تلك المنظمات الإرهابية.‏‏‏

ورداً على سؤال قال الرئيس الأسد: من البديهي أن مستقبل سوريا هو كل شيء بالنسبة لنا.. أعني أنه حتى مستقبلي كمواطن لا يمكن أن يكون منفصلا عن ذلك.‏

كمواطن، اذا لم يكن بلدي آمنا لا يمكن أن أكون آمنا اذا لم يكن بلدي جيدا لا يمكن أن يكون مستقبلي جيدا.. هذا بديهي. ‏لكن مرة أخرى اذا أردت أن تضع الامرين في الميزان.. كأن تقول: اذا بقي الرئيس فان مستقبل سوريا سيكون سيئا.. واذا رحل الرئيس فان مستقبل سوريا سيكون جيدا.. فان هذا جزء من البروباغاندا الغربية.. ليس هذا هو الحال في سوريا.. داخل سوريا.. هناك من يؤيد الرئيس وهناك من لا يؤيده.. وهكذا عندما يكون مستقبلي جيدا بالنسبة لسوريا.. اذا أراد الشعب السوري أن أكون رئيسا.. فان المستقبل سيكون جيدا.‏

واذا لم يرغب السوريون بوجودي.. وأردت التمسك بالسلطة.. عندها يصبح كوني رئيسا سيئا لسوريا، الامر بسيط جدا إذاً لا ينبغي أن نتبع البروباغاندا الغربية وأن نجيب طبقا لها لانها منفصلة عن الواقع.. ينبغي أن أجيب طبقا لواقعنا.‏
المصدر / الرقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق