التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

العالم متعطش لنفط وغاز إيران.. ماذا سيكون مصير العقوبات عليها؟ 

فرضت الدول الغربية وعلی رأسها أمريكا شتی أنواع العقوبات الإقتصادية علی إيران، طيلة العقود الثلاثة الماضية، وبالتحديد منذ إنتصار الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩، وكان من المفترض أن تشل هذه العقوبات الإقتصادية الشاملة، جميع مفاصل الحياة في إيران، لترغمها مرة اخری علی الرضوخ أمام السياسة الغربية، كما كانت علیه حال إيران، إبان نظام الشاه، والذي سخّر جميع موارد وخيرات البلاد لخدمة نمو الإقتصاد الأمريكي والبريطاني، علی حساب مصالح الشعب الإيراني. لكن ورغم فرض هذه العقوبات الصارمة علی إيران من قبل معظم الدول الغربية، ومنع دول العالم الاخری من التعامل الإقتصادي مع طهران خاصة في مجال النفط والطاقة، استطاعت ايران أن تدير شؤونها الإقتصادية بمفردها وبالاعتماد علی قدراتها الإقتصادية الداخلية، دون أن تتوقف عجلات النمو الإقتصادي حتی في اشد الظروف التي مرت بها إيران ومن ضمنها فترة الحرب التي فرضها النظام العراقي السابق، علی إيران. ولعبت مصادر الطاقة التي تملكها إيران، مثل النفط والغاز، دورا أساسيا في إفشال العقوبات الإقتصادية الغربية علی إيران. وخلال هذه المرحلة الجديدة التي بدأت بعد توقيع الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة «٥+١»، من المتوقع أن تصبح إيران إحدى الدول الرائدة في مجال تزويد العالم بالطاقة ومن بينها النفط والغاز، لتكون دولة مساهمة في نمو الإقتصاد العالمي. إذن ما هي القدرات التي تتمتع بها إيران في مجال الطاقة وكيف ستستغل قدراتها في مجال إنتاج الغاز لخدمة نمو إقتصادها الداخلي ودعم العالم بهذه المادة الحيوية؟
وفي مجال الطاقة، شهدت العاصمة الإيرانية طهران منذ يوم أمس (السبت)، بدء أعمال منتدی الدول المصدرة للغاز (GECF) بحضور وزراء الطاقة لهذه الدول، علی أمل أن يعقد إجتماع القمة لزعماء الدول الاعضاء يوم الإثنين (٢٣ نوفمبر)، بهدف العمل علی دعم المصالح المشتركة والتنسيق لمزيد من التعاون المشترك بين الدول الاعضاء. وتضم منظمة الدول المصدرة للغاز كلا من إيران والجزائر ومصر وبوليفيا والامارات وغينيا الاستوائية وقطر وليبيا ونيجريا وروسيا وترينيداد وتوباغو وفنزويلا . كما تشارك العراق وقزاقستان وسلطنة عمان والنرويج وهولندا والبيرو باعتبارها كدول مراقبة في هذا المنتدی الدولي.
وتنتج دول منتدی مصدري الغاز (GECF) ، ٤٢ في المئة من اجمالي إنتاج الغاز في العالم، فضلا عن أنها تحوز علی ٦٧ في المئة من إحتیاطيات الغاز العالمية وكذلك تمتلك هذه الدول ٨٥ في المئة من تجارة الغاز الدولية. إيران وباعتبارها ثاني أكبر دولة في مجال احتیاطيات الغاز في العالم، تستولي علی ٣٣ ترليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، ولازالت إيران تكتشف في كل عام مقادير هائلة من النفط والغاز في مختلف مدنها دون توقف. حيث تعلن إيران من فترة الی اخری، عن كشفها حقولاً جديدة من النفط والغاز علی عكس الدول المجاورة لها، والتي لم يكتشف فيها منذ فترة طويلة اي حقول من النفط والغاز. وصدرت معلومات عن مراكز الطاقة في إيران، أن مخزونها من الغاز، بامكانه توفير هذه المادة الی أكثر من ٢٠٠ سنة قادمة. هذه الكمية الهائلة من الغاز الذي تملكه إيران، سيجعل العالم بحاجة ماسة الیها، خاصة أن النفط في الكثير من دول العالم ومن بينها أمريكا يتجه نحو النضوب.
وبالمناسبة سيحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برفقة ٧ رؤساء آخرين من ضمنهم الرئيس العراقي، في إجتماع قمة الدول المصدرة للغاز يوم الاثنين. وسيلتقي الرئيس بوتين بعد لقائه بالرئيس حسن روحاني، سيلتقي بقائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي، خلال زيارته لطهران. من الواضح أن لقاء بوتين بقائد الثورة الإسلامية في إيران، سيكون لقاءً في غاية الأهمية، خاصة أن روسيا أصبحت تلعب دورا أساسيا في محاربة الإرهاب في سوريا. هذا اللقاء سيزيد من التعاون الإقتصادي والسياسي المشترك بين إيران وروسيا خلال المرحلة القادمة، خاصة أنه يأتي بعد مساعٍ خبيثة صدرت عن بعض دول المنطقة لخفض أسعار النفط، لالحاق الضرر بالإقتصاد الإيراني والروسي.
كما يجب الانتباه الی أن منتدی الدول المصدرة للغاز بدأ أعماله في طهران، في وقت لازالت العقوبات الإقتصادية الغربية مستمرة علی إيران، وهذا يدل علی أن إيران لم تبق دولة معزولة، بل أنها دولة ناشطة وتلعب دورا رياديا في مجال تزويد العالم بالطاقة. وإذا ما علمنا بان العالم سيعتمد علی الغاز الطبيعي في عام ٢٠٣٠ بنسبة ٢٤ في المئة من اجمالي احتیاجاته للطاقة، عندها سنعرف أهمية هذه المادة الحيوية وأهمية إيران باعتبارها ثاني أكبر منتج للغاز في العالم، بعد روسيا.
إذن لابد من القول إن الدول الغربية منيت بفشل ذريع في مجال فرض العقوبات الإقتصادية علی إيران خلال العقود الثلاثة الماضية، فضلا عن أن هذه العقوبات ألحقت خسائر جسيمة بنمو الإقتصاد العالمي وجعلته ينمو بسرعة بطيئة، حيث بات العالم الیوم متعطشا أكثر من اي وقت مضی الی احتیاطيات إيران من النفط والغاز الطبيعي التي تستطيع تغذية العالم لعقود طويلة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق