التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

نظرة على انخفاض نسبة الإقبال في الانتخابات المصرية 

عدم المشارکة الواسعة النطاق في الانتخابات البرلمانية في مصر، دقت جرس إنذار عظيم لنظام عبدالفتاح السيسي في مصر، على الرغم من أن هذا الأمر كان يمكن التنبؤ به إلى حد كبير، ومعظم الخبراء بالشأن المصري قد توقعوا ذلك، نتیجة انخفاض مستوی نجاح حكومة السيسي في حل المشاكل الأساسية للناس، والجمود السياسي في مصر بسبب سياسات قمع الإخوان، والتیارات المستقلة التي کان بعضها في صفوف العسکریین فترة الانقلاب علی محمد مرسي.
ویضاف إلی ذلك فتح الباب أمام تدفق أعداد كبيرة من الرأسماليين و سياسيي زمن مبارك، و السماح بتشكيل الأحزاب و الجبهات السياسية المؤيدة للحكومة و الذي تجلى في جبهة “في حب مصر”، وحصولهم علی أغلبية المقاعد في البرلمان.
حتى أن حزب النور السلفي الذي یتلقی الدعم المالي والسياسي الواسع النطاق من السعودية، والذي لعب دوراً رئيسياً في الانقلاب ضد الإخوان المسلمین، لم یستطع تحقیق مكانة ملحوظة له. ولعل النقطة الإيجابية الوحیدة في هذه الانتخابات، هي إبعاد هذا الحزب عن العملية السياسية في مصر، وتخییب آمال السعودية على نحو ما، والزیارة المرتبكة لوزير الخارجية السعودي إلی مصر بعد الإعلان عن النتائج الأولية، والتي أظهرت الفشل الكامل الذي مُني به هذا الحزب السلفي، لیست بعیدةً عن هذه القضية.
وفي الأوضاع الحالية استطاع نظام السيسي عبر هندسة الانتخابات، تحویل البرلمان إلی أداة بیده، ولكن كما یؤكد جميع المحللين ونخبة المجتمع المصري فإن استمرار هذا الاتجاه سوف ینعکس سلباً علیه تماماً.
ما هو مهمٌ في هذا الصدد، هو أن النظام المصري ومن خلال اعتماد النهج العسكري – الأمني داخل مصر، وبالنظر إلی ممارسة القمع الواسع النطاق، استطاع بطريقة أو بأخرى إسكاتَ صوت كل التيارات السياسية و المدعين، وفي خارج مصر أیضاً وجنباً إلى جنب أصدقائه، فلا یسمع أي صوت معارض تقریباً.
ومع ذلك وبالنظر إلی معرفة الشعب المصري وخصوصاً تجربة الشباب المحبط من الثورة ضد نظام مبارك، فإن استمرار هذه الحالة ستجلب عاجلاً أو آجلاً لهيب الغضب الثوري للشعب، وفي هذه الحالة يجب علی الجنرال السيسي أن یهتمّ کثیر الاهتمام وبأسرع ما یمکن، بنصائح الخبراء السياسيین المصریین مثل حسنين هيكل، فيما یتعلق بمراجعة سياساته المحلية.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق