التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

كيف اقتربت نهاية المحور الامريكي في المنطقة؟ 

بعد تراجع الابواق الاقليمية الداعية الى التدخل العسكري الغربي في سوريا لايجاد منطقة عازلة و قلب نظام الحكم يبدو واضحا ان المحور الامريكي في المنطقة اقترب من نهايته شاء الغربيون و حلفائهم ان يعترفوا بذلك أم أبوا.

وهناك عوامل عديدة تدعم هذه الحقيقة ومنها الانتصارات العسكرية والسياسية لسوريا وتقبل العديد من قادة العالم لنظرة و رؤية الرئيس السوري للارهاب و دعم روسيا وحلفائها لسوريا و الاتفاق النووي الايراني و تغيير المواقف الفرنسية في الحرب على الارهاب و الخلافات الحاصلة بين امريكا وحلفائها، وهذا كله يدل ان المحور الروسي يسجل حاليا انتصارات كبيرة على المحور الامريكي.

ان الغرب وحلفائه في المنطقة كانوا يتوقعون سقوط النظام السوري في اسابيع و شهور عند بداية الازمة في هذا البلد لكن صمود سوريا لسنوات امام الارهاب و الدعم الغربي والاقليمي المقدم له ادى الى ان نسمع اليوم تصريحات من الكثير من البلدان الغربية بان الحل في سوريا هو حل سياسي ولا يوجد حل عسكري لهذه الازمة.

بقاء الاسد
كان الغرب وحلفائه في المنطقة يتغنون خلال السنوات الماضية برحيل الرئيس السوري بشار الاسد عن الحكم وتقسيم سوريا وما شابه ذلك لكن ولاء الجيش السوري لقيادة بشار الاسد طوال سنين الازمة قد اثبت ان الحديث عن ضرورة تنحي بشار الاسد وما شابه ذلك هو مجرد كلام في الفراغ ولايمكن لأي احد ان يتكلم او يسعى الى قلب نظام الحكم في سوريا و في هذا السياق صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس الماضي انه لايمكن التوصل الى حل سلمي في سوريا من دون بشار الاسد.

انجازات القوات السورية
واذا تكلمنا عن انجازات وانتصارات الجيش السوري خلال الفترة الاخيرة ضد الجماعات الارهابية المسلحة فيجب علينا ان نشير الى الانتصارات التي تحققت خاصة في شمال شرقي سوريا حيث تقدمت وحدات حماية الشعب والعشائر السورية في ريف الحسكة و استولت على مدينة الهول بعد دحر قوات داعش منها و الان نجد بان القوات السورية تستعد لتحرير مدينة الرقة التي اتخذها داعش عاصمة له، و يؤكد الخبراء ان هذه الانتصارات و تحرير الرقة سيقطع الاتصال بين قوات داعش في العراق و قواته في سوريا كما يضيف الخبراء ان تعاون قوات الحماية الكردية مع الجيش السوري في هذه المعارك الاخيرة يعني ان امريكا قد تخلت عن فكرة اسقاط النظام السوري.

وفيما يتعلق بالرئيس السوري بشار الاسد فإن الزيارة التي قام بها الى موسكو مؤخرا قد كسرت طوق العزلة التي سعى الغرب الى فرضه عليه ومن ثم نرى قيام عمان بارسال وزير خارجيتها يوسف بن علوي الى دمشق والان هناك هناك كلام بأن الامارات تقود حاليا حملة اقليمية لايجاد حل للنزاع السوري مع بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم كما قامت تونس ايضا بفتح مكتب تمثيلي لها في دمشق بالاضافة الى مواقف بعض الشخصيات والمسؤولين الامريكيين والاوروبيين الذين يؤكدون في تصريحاتهم على بقاء الاسد ومن هؤلاء السيناتور الامريكي ريتشارد بلاك و وزير الخارجية الاسباني خوزيه مانوئيل غارسيا.

الدور الروسي
تقول كل المؤشرات ان الحل في سوريا يمر عبر بوابة موسكو نظرا للدور الرئيسي الذي الذي تقوم به روسيا الان في الساحة السورية فالارهاب من المتوقع ان يستأصل بواسطة العمليات الروسية من الجو وعمليات القوات السورية من البر كما نجد ان روسيا ترفض اي حديث عن مستقبل بشار الاسد وما شابه ذلك وقد رضخت الدول التي شاركت في اجتماعي فيينا الاخيرين بشأن سوريا الى المطالب الروسية بهذا الشأن بشكل كبير.

ان الاسلحة المتقدمة التي تستخدمها روسيا في حربها على الارهاب في سوريا مثل الصواريخ العابرة التي تطلق من السفن والغواصات والقصف الجوي الضاري الذي تنفذه الطائرات القاذفة الاستراتيجية وكذلك الطائرات الروسية الموجودة في سوريا تظهر ان روسيا لاتقوم بعمل استعراضي بل انها تبعث برسالة كبيرة الى المحور الامريكي بأن موسكو لم تنسى اضرار الامريكيين بالمصالح الروسية في اكثر من مكان وبلد وان المحور الامريكي عاجز عن مواجهة روسيا في سوريا.

ايران بعد الاتفاق النووي
يعتقد الكثير من الخبراء ان الاتفاق النووي بين ايران والدول الست تسبب بزيادة دور ايران في الازمة السورية واطلاق يد ايران بشكل اكبر لمواجهة داعش والجماعات الارهابية الاخرى في سوريا والعراق وبعد ذلك جاء توجيه الدعوة لايران لحضور اجتماعي فيينا حول سوريا رغم المعارضة السعودية لذلك كرسالة لافهام الجميع ان ما تقوله ايران بشأن حل الأزمة السورية دون التطرق الى موضوع مصير بشار الأسد بات يعتبر الان كلمة الفصل في هذه المنطقة.

الدور الغربي والامريكي
ادت الهجمات التي نفذها تنظيم داعش في باريس الى دخول فرنسا بشكل تلقائي الى الحرب ضد داعش في سوريا وهذا ما زاد الموقف الروسي قوة و اذا اضفنا الى ذلك اعلان بريطانيا بأنها ستشن هجمات على داعش دون الرجوع الى مجلس الامن فبامكاننا الان ان نقول بأن دولا غربية رئيسية باتت شريكة في الحرب الروسية على داعش شاءت أم أبت وهي دول كانت في البداية تنتقد التدخل الروسي في سوريا، اما الامريكيين فإنهم باتوا الان لايتحدثون عن مصير الرئيس السوري بشار الاسد ويكتفون بتوجيه التهديدات الى داعش وجماعات ارهابية اخرى بأنهم سوف يقصفونهم و يقضون عليهم و هذا ما يصب ايضا في صالح روسيا و يؤكد أفول المحور الامريكي في مقابل المحور الروسي.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق